على أَنَّ اليَهود لم يُصَدِّقوا أَنَّه كانَ َأعْمى فأَبصَر، حتَّى دَعَوا والِدَيه.
تشير عبارة "اليَهود" إلى اسم يهوذا الذي هو من أبناء يعقوب الذين أصبحوا أبناء شعب يتميزون بأتباعهم الديانة اليَهودية وثقافتها وتراثها؛ أمَّا هنا فيقصد باليَهود أصحاب السلطات الدينية، خاصة الفِرِّيسيِّين وأعضاء المجمع المَحَلي. أمَّا عبارة "لم يُصَدِّقوا أَنَّه كانَ َأعْمى فأَبصَر" فتشير إلى رفض اليَهود المعجزة ومحاولة إلغائها من قلب الَأعْمى وقلب والديه، والحطِّ من قدر حقيقة الشِّفاء وصانعه. ولعلّ عدم تصديقهم شهادة الَأعْمى لأنها تُمجّد يسوع، مما يدلّ على عَمى ذهنهم عن صحة البراهين. أمَّا عبارة "حتَّى دَعَوا والِدَيه" فتشير إلى سؤال والِدَي الَأعْمى آملين أن يُكذبا شهادة ابنهما خوفا منهم أو إكراما لهم. ويعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم "بعد أن عجزَ الفرّيسيون عن إخافة هذا الرجل، وبعد أن رأوا أنّه كان يذكر اسم الشخص الذي شفاه بكلّ حريّة، اعتقدوا أنّهم يستطيعون إخفاء حقيقة المعجزة من خلال والدَيه "(العظة 58).