منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 10 - 2021, 01:14 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,145


من أنواع المحبة الضارة والنصح الخاطئ


البابا شنودة الثالث

النصح الخاطئ



باسم المحبة ما أكثر ما تقدم نصيحة لشخص، غرضها الظاهري مساعدته أو رفع شأنه، بينما هي تضره كل الضرر.
مثال ذلك نصيحة الشباب لرحبعام.
أتى رجال إسرائيل إلى رحبعام بعد موت أبيه الملك سليمان، وقالوا له: "إن أباك قسى نيرنا، وأما أنت فخفف من عبودية أبيك القاسية". فاستشار الشيوخ فقالوا "إن صرت اليوم عبدًا لهذا الشعب، وخدمتهم وأحببتهم وكلمتهم كلاما حسنا يكون لك عبيدًا كل الأيام" (1مل 12: 7).
أما الشباب فبحبتهم لسليمان، أرادوا رفع قدره، وتثبيت هيبته وقوته أمام الشعب فنصحوه بأن يتشدد ويقول لهم "إن خنصري أغلظ من متني أبى.. أبى.. أبى أدبكم بالسياط، وأنا أؤدبكم بالعقارب" (1مل 12: 10، 11). ونفذ هذه الوصية، فضاع..
وكانت محبة ضارة، قسمت المملكة، وضيعته.
فانشق عليه أسباط، وكونوا مملكة مستقلة عنه. وأضرته محبة الشباب له، إذ كانت محبة خالية من الحكمة، فيها عدم اتضاع، وعدم محبة للشعب..



وبالمثل كانت نصيحة أخيتوفل لأبشالوم.
قال لأبشالوم "ادخل إلى سراري أبيك اللواتي تركهن لحفظ البيت. فيسمع كل إسرائيل أنك قد صرت مكروهًا من أبيك، فتتشدد أبدى جميع الذين معك" (2صم 16: 21). ففعل هكذا. وكانت نصيحة ضارة به روحيًا، وضارة بعلاقته بأبيه..
ثم قدم له نصيحة أخرى، تقضى على أبيه حربيًا.. ولكن كانت هناك صلوات داود مرفوعة إلى الله "حمِّق يا رب مشورة أخيتوفل" (2صم 15: 21). فلم يأخذ أبشالوم بتلك المشورة..





كم من أصدقاء لهم نصائح ضارة، يقدمونها باسم المحبة!!
لست اقصد فقط أصدقاء السوء، إنما حتى أصدقاء قديسون يقدمون نصائح ضارة ولعل من بينهم القديس بطرس أحد الاثني عشر، الذي لما سمع السيد المسيح يتكلم عن صلبه وقيامته "أخذه بطرس إليه، وابتدأ ينتهره قائلا: حاشاك يا رب. لا يكون لك هذا"، كأنما بهذا يمنعه عن الصليب والفداء. فأجابه الرب قائلًا "اذهب عنى يا شيطان. أنت معثرة لي" (مت 16: 21-23).






ومن المحبة الخاطئة أيضًا قطع بطرس الرسول لأذن العبد.
فعل ذلك باسم المحبة، دفاعا عن السيد المسيح وقت القبض عليه. استل سيفه، وضرب عبد رئيس الكهنة، فقطع أذنه اليمنى (لو 22:47-50). فانتهره الرب، ولمس إذن العبد فأبرأها. وقال لبطرس "رد سيفك إلى غمده، لأن كل الذين يأخذون بالسيف، بالسيف يهلكون" (مت 26: 52).





المحبة غير العادلة





مثالها مشكلة قميص يوسف الملون.
لقد أحب أبونا يعقوب ابنه يوسف "أكثر من سائر بنيه، لأنه ابن شيخوخته فصنع له قميصًا ملونًا" (تك 37: 3). فماذا كانت نتيجة هذه المحبة غير العادلة؟ يقول الكتاب "فلما رأى أخوته أن أباهم أحبه أكثر من جميع أخوته، أبغضوه ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام" (تك 37: 4) ومعروف ما أصاب يوسف من ضرر على أيدي أخوته..
كذلك من أمثلة المحبة الضارة، محبة يعقوب لراحيل أكثر من ليئة.
وهكذا دخلت هاتان الأختان في صراع حول محبة الزوج وإنجاب البنين، حتى قالت ليئة في بعض الأوقات "مصارعات الله قد صارعت أختي" (تك 30: 8). بل إنها في إنجاب بنيها، قالت عبارات تدل على حالتها النفسية مثل "إن الرب قد نظر إلى مذلتي إنه الآن يحبني رجلي"، "إن الرب قد سمع إني مكروهة، فأعطاني هذا أيضًا"، "الآن هذه المرة يقترن بي رجلي" (تك 29: 31-34).



محبة الاستحواذ




وهى المحبة التي تحبس محبوبها في حيزها الخاص.
كالأم التي تمنع ابنها من سفر بعيد يفيده جدًا، لأنها تريده إلى جوارها وبهذا تضره وتضيع مستقبله بسبب محبتها الضارة. هذا من الناحية العلمانية، ومن الناحية العلمانية، ومن الناحية الروحية قد تقف بشدة في طريق تكريسه.




وكذلك قد تفعل الزوجة أيضًا، لأنها تريده لها وحدها.
وما أكثر ما تحدث أمثال هذه المشاكل في محيط الزوجية، أو الحياة العائلية بصفة عامة.. وهنا تتصف (المحبة) الضارة بالأنانية الواضحة..

مثل الزوج الذي تدعوه أنانيته في محبته إلى التضييق على زوجته، في الدخول والخروج، وفي الكلام وفي الابتسام، في الزيارات وفي اللقاءات.
كمن يحبس عصفورًا في قفص، ويمنعه من الطيران، ليصير له وحده..
يتأمله وحده، ويغنى العصفور له وحده! ولا تهمه حرية العصفور في شيء ويحدث أن مثل هذه المحبة الضارة تتصف بالعصبية وربما بالعنف كذلك. ويجمع الرجل بين نقيضين: الحب والقسوة!!






ومحبة الاستحواذ قد توجد عند المرأة، وتصيبها بالخوف والشك والقلق..
وفي نفس الوقت تضر الرجل بمحبتها، فتضيق عليه الخناق أيضًا، وتكثر من أسئلتها وتحقيقاتها حول مواعيده ومقابلاته وعلاقاته، بطريقة تصيبه بالضجر والضيق النفسي، وكل ذلك باسم الحب.
وكما يضغط الرجل على المرأة بالعنف في محبته الضارة، قد تضغط المرأة على الرجل (زوجا كان أو ابنًا) بالدموع والمرض والحزن المتواتر..



ومحبة الاستحواذ قد توجد أيضًا في محيط الأصدقاء.
فيضيع الشخص وقت من يحبه. وبسبب المحبة يشغل وقته. وكثيرًا ما يؤثر ذلك على دراسته أو عمله، فيضره بمحبته.. أو باسم المحبة يريده أن يتحيز له، فيصادق من يصادقه، ويعادى من يعاديه. وهكذا يضره من جهة علاقاته ومن جهة روحياته كذلك..





محبة الشهوة





قد تتركز المحبة في الجسد، وتتحول إلى شهوة. أو يسميها البعض حبًا، وهو شهوة.
وفى كلا الحالتين تضر نفسها، وتضر من تحبه أيضًا. سواء الضرر الروحي، وأما يصاحبه من أضرار أخرى. مثال ذلك محبة شمشون الجبار لدليله (قض 16: 4)، وما جرته عليه من ضياع.. إذ كسر نذره، وقبض عليه الفلسطينيون وأذلوه وقلعوا عينيه.. وأكثر من هذا كله إن الرب فارقه (قض 16: 19-21).
ومثل شمشون ودليلة، كذلك داود وبتشبع.
هذه الشهوة أو المحبة الجسدية، قادت داود إلى الزنى والقتل، وجرت عليه عقوبة شديدة من الله (2صم 12: 7-12). هناك محبة أخرى تتعلق بالجسد، ولكن ليست من نوع الشهوة وهى:



الحنان الجسداني





ونقصد بها الشفقة على الجسد التي تضر الروح.
كأم تشفق على ابنها فتمنعه من الصوم، حرصا على صحة جسده. وقد تصل إلى أب اعترافه و، تطلب إليه أن يمنع ابنها عن الصوم.. وبنفس الأسلوب تمنعه عن كل نوع من النسك. وتقدم له من الأطعمة الدسمة، ما قد يضره صحيا أيضًا، ويجر عليه السمنة وكل مضاعفاتها..




وللأسف قد تقع الكنيسة في نفس الخطأ. وبنفس (الحنان) تقصر الأصوام والقداسات.
حتى أن الأصوام انتهت تقريبا عند بعض الكنائس! وأصبح الصوم الاستعداد للتناول شيئًا تافها. وقصرت القداسات.. وفي بعض الكنائس يصلون وهم جلوس ففقدوا الخشوع اللائق بالصلاة..
كل ذلك بسبب حنان خاطئ وضار، ويخشون فيه على الجسد من التعب.. بينما لا يهتمون أثناء بالروح وما تقويها.. نوع آخر من المحبة الضارة وهو:



التدليل





وكثيرًا ما يحدث في مُحيط الأسرة، وله أضراره العديدة.
ومنه الشفقة الزائدة، والإنفاق الزائد على الحاجة، وتقديم أنواع المتع العديدة وعدم فرض عقوبة مهما كان الذنب. أو تكون العقوبة نوعًا من التوبيخ الهادئ جدًا الذي لا يمكن أن يردع أحدًا، فيستمر الخطأ. كما حدث مع عالي الكاهن وأولاده، حتى فسدوا، وعاقبه الله عقوبة شديدة.. (1صم 2: 22 - 24) (1صم 3: 12 - 14).






وقد يصل تدليل الأم لابنها، أنها لا تغطى على أخطائه.
لا تجرؤ أن توبخه، حتى لا تجرح شعوره. وفي نفس الوقت تغطى على أخطائه أمام أبيه، حتى لا يعاقبه.. بل قد تدافع عنه بالباطل. وهكذا يفسد الابن، ولا يجد من يؤدبه ويربيه..
إن الأم هنا تحاول أن تكسب صداقة ومحبة ابنها بطريقة خاطئة.
بلون من المحبة الضارة به، والتي قد تضر الأم نفسها بعد حين، وتقاسى في المستقبل من سوء سلوك ابنها. كما أنه غالبا ما يفشل مثل هذا الابن المدلل في حياته العملية وفي حياته الزوجية. ويتعود التدليل ويطلبه في كل مجال يعيش فيه..!






ومن مظاهر التدليل أيضًا الحرية الضارة.
إذ يمنح المدلل -باسم المحبة- حرية بغير حدود، وبغير حرص، وبغير قيادة، يمكن أن توقعه في أخطاء عديدة تصعب معالجتها.. وقد يكون التدليل في غير محيط الأسرة..
مثل موظف مدلل من رؤسائه..
يعطى مسئوليات أو سلطات أعلى من مستواه، أو يأخذ امتيازات ومنحا فوق ما يستحق.. ويصدق رؤساؤه كل ما يرفعه من تقارير، ربما ضد زملائه، ويوافقونه على كل رأى واقتراح. فيفسد العمل، يفسد الموظف، ويتعب الزملاء..!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أنواع المحبة الخاطئة الضارة: تسهيل الشر لمن تحب
من أنواع المحبة الضارة المحبة الخاطئة للنفس
من أساليب المحبة الضارة بأسلوب الطريق الخاطئ
أنواع أخرى من المحبة الضارة
المحبة الضارة


الساعة الآن 03:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024