رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"قال الرب لهرون: أنت وبنوك وبيت أبيك تحملون ذنب المقدس" يعلق العلامة أوريجينوس يبدو أن البعض قد ظن أن القدِّيسين لا يخطئون، لهذا علق العلامة على العبارة "تحملون ذنب المقدس" (ع 1)، بشيء من التوسع موضحًا أن القدِّيسين ليسوا معصومين من الخطأ، نقتطف منها كلماته التالية: [إن كان حقًا القدِّيس لا يمكن أن يخطيء أبدًا، وأنه يجب أن نعتبره كأنه معصوم من الخطأ... ما كان قد كتب "تحملون ذنب المقدس"... لو كان القدِّيسين معصومين من الخطيئة لم قال الرسول لأهل رومية "لا تنقض لأجل الطعام عمل الله" (رو 14: 20)، هؤلاء الذين كتب إليهم في أول رسالته "إلى جميع الموجودين في رومية أحباء الله مدعوين قديسين" (رو 1: 7)... يقول الرسول نفسه في رسالته إلى أهل كورنثوس "إلى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدَّسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين" (1 كو 1: 2). انظر بأي خطايا يوبخهم، إذ يكتب بعد ذلك: "فإنه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق ألستم جسديّين وتسلكون بحسب البشر؟" (1 كو 3: 3). كما يقول "إِنَّكُمْ.. قَدِ اسْتَغْنَيْتُمْ! مَلَكْتُمْ بِدُونِنَا! وَلَيْتَكُمْ مَلَكْتُمْ لِنَمْلِكَ نَحْنُ أَيْضًا مَعَكُمْ" (1 كو 4: 8). وأيضًا: "فانتفخ قوم كأني لست آتيًا إليكم" (1 كو 4: 18). بعد قليل يقول: "يسمع مطلقًا أن بينكم زنى، وزنى هكذا لا يسمى بين الأمم" (1 كو 5: 1). إنه لم يستثنِ أحدًا، فيتهم أحدهم بالزنى والآخرين بالكبرياء. بعد هذا يعاتبهم لأنهم يحاكمون بعضهم البعض: "الآنَ فِيكُمْ عَيْبٌ مُطْلَقًا، لأَنَّ عِنْدَكُمْ مُحَاكَمَاتٍ بَعْضِكُمْ مَعَ بَعْضٍ" (1 كو 6: 7). إنه يتهم الذين دعاهم قدِّيسين أنهم يأكلون ما ذُبح للأوثان ويحكم عليهم: "وهكذا إذ تخطئون إلى الإخوة وتجرحون ضميرهم الضعيف تخطئون إلى المسيح" (1 كو 8: 12). إنه ليس فقط يتهمهم بأكل ما ذُبح للأوثان بل وشرب كأس الشيطان: "لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ شَيَاطِينَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْتَرِكُوا فِي مَائِدَةِ الرَّبِّ وَفِي مَائِدَةِ شَيَاطِينَ" (1 كو 10: 21). إنه يقول لهم: "أَنِّي أَوَّلًا حِينَ تَجْتَمِعُونَ فِي الْكَنِيسَةِ، أَسْمَعُ أَنَّ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٍ" (1 كو 11: 18)، كما يقول: "لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَسْبِقُ فَيَأْخُذُ عَشَاءَ نَفْسِهِ فِي الأَكْلِ، فَالْوَاحِدُ يَجُوعُ وَالآخَرُ يَسْكَرُ" (1 كو 11: 21). وبسبب هذه الأخطاء يقول: "مِنْ أَجْلِ هذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ. لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا" (1 كو 11: 30-31)... علاوة على هذا لم تقف الخطايا عند حد السلوك بل وأخطاء ضد الإيمان إذ يتهمهم هكذا: "كيف يقول قوم بينكم أن ليس قيامة أموات؟" (1 كو 15: 12)، كما يقول: "وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم، أنتم بعد في خطاياكم" (1 كو 15: 17). ويطول الحديث جدًا الأمر الذي يناسب هذا المقام أن نورد جميع الشواهد بأن الذين دُعوا قديسين لا يجب أن نعتبرهم بسبب هذه التسمية معصومين من الخطأ، الأمر الذي يعتقد به من يقرأ الكتاب المقدس بطريقة سطحيّة وهو متغافل]. |
|