رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يجب علينا نحن الاقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء رو1:15 تأمل بسيط في غاية الروعة لأبينا متى المسكين : الاقوياء الذين يضع القديس بولس نفسه بينهم, هم الأقوياء اخلاقيا بسبب قوة إيمانهم. ولكن هذه القوة الإيمانية فرضت عليهم مسئولية في الحال: "فكل من أعطي كثيرا يطالبونه بأكثر". لذلك كم تكون الكارثة لو تخلى القوي عن مسئوليته ولم يحتمل ضعف الضعيف؟ إنه يقتل الضعيف نفسيا حزنا وكمداً, ويخون نعمة الله التي أغدقت عليه في العطاء ليعطي هو بسخاء. فإذ هو يستحوذ على عطية الله لنفسه ويتعالى, ويجور على صاحب النصيب الأضعاف!! الإنسان القوي مفروض عليه لا أن يحتمل ضعفات الآخرين بل أن يحملها!! لأني إن كنت أحتملها فيمكن أن أحتملها في داخلي وأنا صامت في حالي لا أتحرك. ولكن أن أحملها عنه فقد صارت ضعفات أخي هي ضعفاتي! اعيشها وأبذل كل جهدي لأتلافي عثرتها, وأرضي أخي كأني انا الضعيف وهو القوي!! والمسيح هو مثالنا وهو النموذج الذي به نحتذي; فهو لم يحتمل خطايانا فحسب; بل حملها عنا, حملها في جسده على الخشبة. ولكن العقل والمنطق يقولان: كيف أحتمل أو أحمل ما لا قوة لي به؟! أقول: هذا فكر جسداني.فـالقوة التي تسطيع أن تحتمل هذا هي من فوق من السماء, هي تسطيع أن ترفع الجسد فوق مستواه الجسدي, تُحلّق به في الروح لينعم بقوى الأقوياء الروحانيين حتى ولو كان الجسد في حطيط القوة فارغ العافية: "لأني حينما أنا ضعيف فـحينئذ أنا قوي" 2كو 10:12, كيف ؟ "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل" 2كو 9:12. بمعنى أنك في الحقيقة لا تحمل همّ ضعفك إذا حملت همّ ضعف غيرك, لأن الله سيتكفل بضعفك من أجل ضعفه هو. أبونا متى المسكين |
|