رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فى نهاية صلاة "مقدمة الانافورا" وقبل التسبحة الشاروبيمية فى القداس الالهى، والتى يُسبِّح بها الشعب قائلاً : الشاروبيم يسجدون لك والسيرافيم يمجِّدونك صارخين قائلين :قدوس قدوس قدوس .... يصرخ الشماس بمرد يتكون من كلمة واحدة وهى "ننصت" ! والعجيب فى هذا المرد ان الشعب بعدها ينطق بتسبحة جميلة منغَّمة... فإلام ننصت إذن ؟ ولماذا هذا المردّ هنا بالذات ؟ إننا الآن فى مقدمة ( بدء القداس الإلهى) والذى يبدأ بصلاة الأنافورا والتى تعنى "الصعيدة" حيث نرفع قلوبنا شاكرين الآب بالرب يسوع المسيح فى الروح القدس، مقدمين تقدمة الشكر من خير الأرض، الدقيق والخمر والماء. ولسان حالنا يقول "لأَنَّ مِنْكَ الْجَمِيعَ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ" ( أخبار الايام الأول ٢٩: ١٤) فيقبل الآب هذه التقدمة الطاهرة المقدَّمة بروح التوبة والاتضاع ويرسل رُوحَه القدوس ليحوِّل هذه "القرابين" إلى هدية على مستوى أعظم بما لايقاس . . إلى جسد ودم الإبن الوحيد خلاصاً وغفراناً وحياة أبدية لكل من يتناول منه. تبدأ الصلاة بحوار (أخذ وعطاء) بين الأب الكاهن والشعب حيث يلتقط كل منهما الكلمات الأخيرة من الحوار ليبدأ بها صلاته أو مرده، الرب مع جميعكم ... ومع روحك أيضا... إرفعوا قلوبكم... هى عند الرب... فلنشكر الرب ... مستحَق وعادل... مستحَق وعادل... ويُكمِل الأب الكاهن صلاة شكر وتسبيح "الأنافورا" لندخل بهذه التقدمة المتواضعة بقلوب متصالحة ومرفوعةو تائبة وأيدى مغتسلة بنية نقية، ندخل حيث العرش الإلهى فى خضمِّ تسبيحات الملائكة ورؤساء الملائكة والكراسى والأرباب والسلاطين والقوات السمائية والشاروبيم والسيرافيم.. حيث نسمع مرد الشماس يوقظنا "أيها الجلوس قفوا" (قوموا مع المسيح من الحياة القديمة) "وإلى الشرق انظروا" (تأملوا شمس البر - نور المسيح الإله - يُشرِق عليكم وينير حياتكم) .. وتستمر التسبحة حيث نقترب من الكلمات *غير البشرية* . .. حيث يقول الأب الكاهن أن الشاروبيم والسيرافيم ...يسبحون بغير سكوتٍ قائلين... وهنا يصرخ الشماس ... *"ننصت"* *ومعناها هنا أن يكف كل إنسان عن أى إهتمامات باطلة وأن يرفع عينى ذهنه ويستجمع حواسه وينصت الى تسبحة الشاروبيم والسيرافيم الذين هم حولنا الآن، تلك التسبحة التى سمعها أشعياء النبى وسجلها فى رؤياه: "وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: "قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ"( اشعياء٣:٦).. فكلمة "قدوس" ليست من نطق البشر، لكننا نسمعها من القوات السمائية المسبِّحة ونشترك نحن البشر معهم*. فتسبحة قدوس قدوس قدوس هى تسبحة سماوية بالكُلِّية ، إستعارها الأرضيون ليكون النطق واحداً واللغة واحدة، لأنه جعل الإثنين (السماء والأرض) واحداً ، وصالح السمائيين مع الارضيين، واعطى الذين على الأرض تسبيح السيرافيم نَنصت ... ونُقلِّدهم.. ونُسبِّح معهم ... إلى الأبد |
|