رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إعلان الله عن ذاته
مازلنا أيها الأحباء نتكلم عن الحقيقة العُظمى، بل أعظم حقيقة على الإطلاق، حقيقة إعلان الله عن ذاته تكلمنا في العدد السابق أن الله يُعلن كالواحد والوحيد، وناقشنا نوع وحدانية الله الذى يعلنه الكتاب المقدس بأنه الوحدانية الجامعة للأقانيم. واستعرضنا بعض مواضع ذِكر الأقانيم في العهدين القديم والجديد، وبقى أن نقول إن الأقانيم الثلاثة متساوون ومتحدون اتحادًا كاملاً. فهم واحد في الذات والجوهر، ولكنهم متميزون وهذا معنى الأقنوم. وليس معنى الاتحاد هنا أن الآب هو الابن، أو أن الابن هو الروح القدس، فأين التميز والأقنومية إن كان الحال كذلك؟ ولكن الصحيح أن نقول إن كل من الأقانيم الثلاثة يوصف بأنه الله، لكن هل يقول الكتاب المقدس عن كل أقنوم إنه الله؟ نعم، والآن سوف نستعرض بعض الأدلة على لاهوت كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة: لاهوت الآب يقول يعقوب «اللسان الذى به نبارك الله الآب» (يعقوب 3: 9). ويقول الرسول بولس«مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح أبو الرأفة وإله كل تعزية» (2كورنثوس1: 3). ويقول الرسول بطرس عن الآب «وإله كل نعمة الذى دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع» (1بطرس 5: 10). ويدعونا الرب يسوع في موعظته على الجبل أن نقدم العبادة من صلاة وصوم وصدقات إلى الله أبينا الذى في السماء، الذى يرى في الخفاء ويجازى علانية (متى6). وفى حديثه مع المرأة السامرية يقول عن الآب «الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق... الله روح والذين يسجدون له «فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا» (يوحنا4: 23، 24). |
02 - 08 - 2016, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن لاهوت السيد المسيح
لاهوت الروح القدس
يتكلم الكتاب المقدس عن الروح القدس باعتباره الله. ففي سفر الأعمال يوبخ الرسول بطرس حنانيا قائلاً «لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس... أنت لم تكذب على الناس بل على الله» (أعمال5: 3، 4). والروح القدس هو «روح الحق»، وهـو أيضـًا روح الحـياة، وروح الـمجد، وروح القـوة والمحـبة والنُصـح، وكلهــا صفات إلهية. وهو «الرب الروح» (2كورنثوس 3: 18). وهو أيضًا «روح الله القدوس» (أفسس 4: 30). وكالله: فهو الخالق «روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني» (أيوب 33: 4). وهـو العــالِم بكـل شـيء «لأن الـروح يفحـص كل شيء حتى أعماق الله» (1كورنثوس2: 10). وهو «يُخبركم بأمور آتية» (يوحنا 16: 13). وهو الموجود في كل مكان: تساءل داود «أين أذهب من روحك؟» (مزمور 139: 7). وهو غير المحدود: «مَنْ قاس روح الرب؟» (إشعياء40: 13). |
||||
02 - 08 - 2016, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن لاهوت السيد المسيح
لاهوت الابن
يتكلم الكتاب المقدس عن أقنوم الابن باعتباره الله. «وأما عن الابن: كرسيك يا الله إلى دهر الدهور» (عبرانيين1: 8). وعن الابن باعتباره الكلمة «في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله» (يوحنا 1: 1). «ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس» (غلاطية4: 4). «والكلمة (الأزلي) صار جسدًا وحلّ بيننا، ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوءًا نعمة وحقًا» (يوحنا1: 14). وعن هذا السر العجيب - سر التجسد، يكتب «عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد» (1تيموثاوس 3: 16). وهكذا ولد المسيح بكيفية عجيبة، قال عنها الملاك للعذراء مريم «الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك. فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يُدعى ابن الله» (لوقا1: 35 ). والمسألة إذًا ليس أن المسيح إنسانًا ألهه البشر، ولكنه هو الله الابن مُخليًا نفسه ومتنازلاً في صورة إنسان. |
||||
02 - 08 - 2016, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن لاهوت السيد المسيح
لكن ما معنى بنوة المسيح لله؟ إن بنوة المسيح لله لا تعنى مطلقًا ما قد يُفهم أنها بنوة جسدية تناسلية؛ حاشا، لأن «الله روح» (يوحنا4: 24 ). كما أنها لا تعنى مطلقًا الأسبقية، كأن يُقال إن الآب بالضرورة أسبق من الابن كما يُفهم من البنوة الجسدية، فليس في الأقانيم سابق ولاحق، وإلا انعدمت المساواة التي تفتضيها وحدانية الجوهر، فالآب أزلي والابن كذلك أزلي. ماذا تعنى البنوة إذًا؟ إنها تعنى مدلولات وعلاقات روحية بين الآب والابن مثل: - المحبة المتبادلة: فـ «الآب يحب الابن» (يوحنا 3: 35). مثلما قال ربنا يسوع مُخاطبًا أبيه قائلاً «لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم» (يوحنا 17: 24). والابن يحب الآب، وقد قال لتلاميذه وهو ذاهب إلى الصليب «ليفهم العالم أنى أحب الآب» (يوحنا14: 31). - المعادلة والمساواة: قال الرب يسوع «أنا والآب واحد» (يوحنا10: 30 ). وكتب عنه «الذى إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله» (فيلبى 2: 6). - المشابهة الكاملة: فهو الذى أعلن لنا ذات الله، كما قال لفيلبس «الذى رآني فقد رأى الآب» (يوحنا 14: 9). |
||||
02 - 08 - 2016, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن لاهوت السيد المسيح
لاهوت ربنا يسوع المسيح
مرة أخرى نلتقى فى معرض حديثنا عن الأدلة الكتابية عن لاهوت ربنا يسوع المسيح كنا فى أعداد سابقة تناولنا: أن المسيح له أسماء الله، وأنه يتصف بنفس صفات الله، وأنه عمل أعمال الله. ونأتى الآن إلى النقطة الرابعة: أن الكتاب المقدس يعطى للمسيح نفس أمجاد الله. ونستطيع أن نتبين ذلك من أن المسيح يُقَّدم لنا كمن هو: |
||||
02 - 08 - 2016, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن لاهوت السيد المسيح
1- موضوع الإيمان:
لقد تكلم المسيح مع تلاميذه، وبعد ما أعلن لهم أن واحداً منهم سيسلمه، وأنه ذاهب إلى حيث لا يقدرون هم أن يتبعوه، ولكي يثبِّت ويهدئ قلوبهم المضطربة قال لهم: «لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بى» (يوحنا41: 1). إن يسوع هنا يطلب من تلاميذه أن يؤمنوا بشخصه نفس إيمانهم بالله، لذا فلا نسمعه يقول أنتم تؤمنون بالله وآمنوا بي، بل يقول فآمنوا بي، أي أن موضوع الإيمان واحد، لأنه هو الله الظاهر فى الجسد. وكون الله موضوعاً للإيمان، لهو من الأمجاد الإلهية الخاصة به تعالى اسمه، ولكن الكتاب المقدس يقدِّم لنا المسيح فى أماكن عديدة كمن هو موضوع الإيمان، بل هو يَعِد كل من يؤمن به أن ينال باسمه غفران الخطايا، وذلك بشهادة جميع الأنبياء، وأن يكون له الحياة الأبدية. «له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا» (أعمال10: 43). «الذى يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب الله» (يوحنا3: 36). والإيمان باسمه لا يخلِّص فقط، بل يؤمِّن الحياة ويحصّنها لأن «اسم الرب برج حصين. يركض إليه الصدّيق ويتمنع» (أمثال18: 10). فهو ملجأ المؤمنين يه فى أزمنة الضيق. وفى اسمه الكريم يرفع كل مؤمن طلبته للسماء فُيستجاب له مِن قِبل الآب، كما وعد هو تلاميذه قائلاً: «الحق الحق أقول لكم إن كل ما طلبتم من الآب باسمى يعطيكم» (يوحنا16: 23). فيسوع هو موضوع الإيمان، الذى فيه بأمان تام نستطيع أن نضع ثقتنا. |
||||
02 - 08 - 2016, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن لاهوت السيد المسيح
2- غرض العبادة والسجود:
لقد أعلن يسوع لاهوته بشهادته عن نفسه، كما أعلنها بعمله لأعمال الله؛ ولكنه أيضاً أعلنها بقبوله الأمجاد الإلهية الخاصة بالله وحده. ومنها العبادة والسجود، فالعبادة لله وحده، والسجود عبادة لا تؤدى إلا لله «للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» (متى4: 10). «الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا» (يوحنا4: 42) ولقد قَبِل المسيح السجود والعبادة له، وهاك بعض الأمثلة: 1- لقد قَبِل المسيح السجود سجود الأبرص الذي «جاء وسجد له قائلاً: يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني» (متى8: 2). 2- قَبِل سجود الأعمى بعد أن فتح عينيه وسأله «أ تؤمن بابن الله؟ فقال: أومن يا سيد، وسجد له» (يوحنا9: 35-38). 3- سجد له التلاميذ لما سكّن الريح «والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابن الله» (متى14: 33). 4- سجد له التلاميذ بعد القيامة، في الجليل حينما ظهر لهم «ولما رأوه سجدوا له» (متى28: 17). |
||||
02 - 08 - 2016, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن لاهوت السيد المسيح
ولكن حينما نقارن قبول المسيح للسجود بالآخرين، نرى بطرس مثلاً يرفض سجود كرنيليوس له، قائلاً إنه إنسان مثله (أعمال10: 25 ،26). والملاك رفض سجود يوحنا له قائلاً إنه عبد معه ومع أخوته، «أسجد لله» (رؤيا19: 10). لكن المسيح قَبِل العبادة والسجود، ليس اختلاساً لحق ليس له، فهو الذى «لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه» (فيلبي2: 6 ،7).
وإجمالاً نقول إن شخصاً: تسمى بأسماء الله اتصف بصفات الله عمل أعمال الله قبل أمجاد الله من يكون إذا... دعونا نسمع شهادة الكتاب عنه. «عظيم هو سر التقوى. الله ظهر في الجسد» (1تيموثاوس3: 16). |
||||
02 - 08 - 2016, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن لاهوت السيد المسيح
الأدلة على لاهوت المسيح
مرة أخرى نلتقي أيها الأحباء لنوصل الحديث عن الأدلة على لاهوت المسيح في أعداد سابقة ذكرنا أن الكتاب المقدس يشهد للاهوت المسيح؛ إذ يعطي له نفس أسماء الله، ويصفه بنفس صفات الله، وينسب له أعمال الله، ويعطي له نفس أمجاد الله. وكنا في الحلقتين السابقتين قد تناولنا أسماء الله التي للمسيح، وصفات الله التي يوصف بها المسيح. وسوف نتناول الآن البند الثالث وهو: 3- المسيح يعمل أعمال الله رفع اليهود الحجارة ليرجموا المسيح لما سمعوا منه القول «أنا والآب واحد» (يوحنا 10: 30)، وفهموا مغزى هذا القول أنه يعلن ألوهيته، فقال لهم يسوع «إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي، ولكن إن كنت أعمل، فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال، لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيَّ وأنا فيه» (يوحنا10: 37، 38). |
||||
02 - 08 - 2016, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن لاهوت السيد المسيح
ويؤكد المسيح على شهادة الأعمال للاهوته قائلاً: «الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي» (يوحنا10: 25 )، وقال أيضًا: «لو لم أكن قد عملتُ بينهم أعمالاً لم يعملها أحد غيري، لم تكن لهم خطية. وأما الآن فقد رأوا وأبغضوني أنا وأبي» (يوحنا15: 24).
ولقد قال في معرض إجابته لطِلبة فيلبس لأن يريهم الآب «أنا معكم زمانًا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس! الذي رآني فقد رأى الآب، فكيف تقول أنت: أرنا الآب؟ ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيَّ؟ الكلام الذي أُكَلمكم به لست أتكلم به من نفسي، لكن الآب الحَالّ فيَّ هو يعمل الأعمال. صدقوني أني في الآب والآب فيَّ، وإلا فصدّقوني لسبب الأعمال نفسها» (يوحنا 14: 9-11). |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن يسوع المسيح |
قيامة المسيح ( موضوع متكامل ) 2013 |
موضوع متكامل عن دخول المسيح ارض مصر |
موضوع متكامل عن دخول المسيح ارض مصر |
موضوع متكامل عن دخول المسيح إلى أرض مصر |