رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا ما قالة والد الطفل«الدرة» عن الرئيس«السيسي» 16 عاما مضت على استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة، وهو في أحضان والده، لم يكن يعلم والده أنه سيدفع الثمن غاليًا وأن تطال وحشية الاحتلال الإسرائيلي نجله، وتكون طلقات الرصاص من نصيبه. تخلد المشهد في أذهان الملايين من البشر في الشرق والغرب، حتى أصبح جزء من ذاكرة الحروب، وارتبط اسمه بـ«الهمجية الصهيونية»، يتذكره العالم كل عام، إلا فئة من البشر أطلق عليهم «المسئولين العرب» أو «الرؤساء»، تجاهلوا الدرة ووالده، ولم يسع أحد منهم إلى أخذ حقه، جلسوا في جنازة شيمون بيريز الرئيس السابق للاحتلال الإسرائيلي، التي تزامنت مع ذكرى استشهاده، ولم يفكروا حتى في مواساة والده ببعض الكلمات، أو زيارة قبره الذي يبعد بضعة كيلو مترات. هذا التجاهل دفع الملايين عبر العالم إلى تدشين هاشتاجات لـ«الدرة»، وتذكره، في ظل اهتمام عالمي وحضور دولي بجنازة السفاح الإسرائيلي شيمون بيريز. الوالد الذي لم يجد له منفذَا للتعبير عن ما بداخله من حزن وغضب، إلا موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وصف لنا اللحظات الأولى لاستشهاد محمد.. وماذا كان يشعر حينها، واصفا «كانت لحظات مؤلمة جدًا، أُطلق الرصاص عليه وعلى ابني، وكانت أقوى من زخات المطر استمرت 45 دقيقة، حاولت أن احمي ابني بكل ما استطيع، لكن كنت أتلقى الرصاص في يدي وجسمي كي أحمي ابني فلذات قلبي وكي يبقى حيا، لكن كان قدر الله أكبر مني، وعندما استشهد ابني ورأيته لا يكلمني توقفت عن الدفاع عنه وتحسرت عليه، ولم أغيب ولو لثانية واحدة، والحمد لله على كرمه». وأجرى «الفجر» هذا الحوار مع والد الطفل «محمد الدرة» الذي تحدث إلينا في ذكرى استشهاده الـ16. *كان لمحمد أصدقاء، حدثنا عن شعورهم في الذكرى الـ16 لاستشهاد محمد؟ كان محمد في الصف السادس وكان أصدقائه واعيين لما يدور من أحداث، وأغلبيتهم غير طلاب المدرسة في العشرينات؛ لجراءته وقوته، ومازال أصدقاء المدرسة يتكلمون عن الدرة حتى اليوم. *بعد 16 عاما.. ما الذي يجول بخاطرك عند رؤية صور استشهاد الدرة؟ لا انس المشهد أبدا، ابني في حضني وأدافع عنه وامتلئ جسدي بالرصاص، ولازلت أعاني من الإصابات إلى الآن ولم أتعافى، فهذا اليوم لم يغب عني فأنا أتعايش معه. *إلى أين وصلت قضية الدرة في المحاكم الدولية؟ لم نصل إلى الآن إلى المحاكم الدولية للأسف الشديد، فعملية إيصال هذه الملفات هو دور السلطة الفلسطينية، ولا أعرف ما هو سبب عدم تداولها دوليا لمقاضاة إسرائيل. وتواصلت وحدي، ورفعت قضية أمام المحكمة الفرنسية بسبب التشهير بي وبابني من قبل ملياردير صهيوني، وربحت القضية مرتين وتم الاستئناف على الحكم من قبل الحكومة الصهيونية والملياردير الذي يحمل الجنسية الفرنسية، ما نتج عنه إلغاء الحكم تحت شعار «صهيوني صادق النية». حينها كان لابد أن ألجأ إلى المحكمة العليا مع تغيير المحاميين حسب القانون الفرنسي، إلا أنه لم أجد أحد لكي يقف بجانبي، وناشدت الجميع للوقوف بجانبي؛ لأن تكاليفها باهظة، ولم استطع وحدي تدبير نفقة المحكمة فتوقفت، وللأسف لم يقف بجانبي أي مسؤول فلسطيني حتى الآن، وقضية محمد قضية وطن وشعب. * هل يزور أحد من خارج العائلة وخاصة من السلطة الفلسطينية أو شخصيات عربية قبر الدرة ؟ نحن نزوره دائما؛ لأن المقبرة قريبة من البيت ويزوره كثير من أصدقائه، أما من السلطة وغيرها طبعا لا. *بعد 16 عاما.. كيف ترى الوضع الفلسطيني؟ وخاصة الانقسام بين فتح وحماس؟ وعملية السلام؟ الوضع الفلسطيني في أسوء حاله، بسبب الانقسام «الفلسطيني – الفلسطيني»، ما دمّر قضيتنا ودمر شعبنا وفتت القضية حتى أصبح لفلسطين 3 حكومات «حكومة في رام الله برئيس، والكيان الصهيوني حكومة ورئيس، وغزة حكومة حماس وينقصها رئيس». أما بالنسبة لعملية السلام، فلا يوجد سلام مع المحتل، وقالها إسحاق شامير رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابع، عندما وقع على عملية السلام في أوسلو، وبعد التوقيع تم إدانته من الوفد الصهيوني، فقال لهم سوف أفاوضهم 20 عاما وأرجع أفاوضهم من الصفر وهذا ما يجري اليوم. *هل ترى أن السلطة الفلسطينية تاجرت بقضية الدرة في المحافل الدولية ولم تستطيع الحصول على حقه؟ لن يستطع أي إنسان أن يتاجر في قضية الدرة؛ لأنها قضية وطن وشعب وشهداء وجرحى وسجناء حرية. *كيف ترى مشاركة أبو مازن والوفد الفلسطيني في تشييع جنازة بيريز تزامنا مع ذكرى استشهاد الدرة؟ يكفيني شرفا أن كل أمتي شاركتني في ذكرى استشهاد محمد الدرة، فهو ابن الأمة العربية والإسلامية، ووردني الكثير من الاتصالات التلفونية، وعبر موقع التواصل الاجتماعي للتعزية، فمحمد اليوم مضى 16 عاما على استشهاده وما زال حيا في قلوب أمتنا العربية والإسلامية. *ما ردكم علي تجاهل أبو مازن ذكرى الاستشهاد؟ وما تعليقك على مشاركة وزير الخارجية المصري في الجنازة؟ طبعا مشاركة السلطة والوفود العربية في جنازة السفاح بيريز، قاتل ومرتكب المجازر في حق شعبي وحق أمتي و«مدرسة بحر البقر في مصر»، أثار غضبا شديدا في الشارع الفلسطيني بل في كل أمتنا العربية، وكانت هناك انتقادات كثيرة من الجميع. *كيف ترون دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بإحياء عملية السلام مع الكيان الإسرائيلي؟ وهل تعتقدون أن الكيان الإسرائيلي جاد في عملية السلام؟ طبعا الكيان لا يلتزم بأي دعوة للسلام، وهناك مبادرة سعودية وأخرى مبادرة أسلو ولم يعير لها الكيان أي اهتمام، فهم معرفون وتم ذكرهم في القرآن الكريم بأنهم ناقضين عهود، ضاربا مثلا بما قاله شامير بعد توقيع أسلو: «سوف أفاوضهم 20 عاما وارجع أفاوضهم من الصفر». *سمعنا كثيرا عن محاولات تهديدك للتخلي عن القضية.. حدثنا عن تلك التهديدات ومن يقف ورائها؟ هددت عدت مرات عبر الجوال بالتصفية الجسدية كي أتخلى عن القضية ولا أتكلم بها وعدم ملاحقتهم من قبل الكيان الصهيوني طبعا، وخلال الحرب على غزة 2008 تم تدمير بيتي بالكامل وبحمد الله كنا هاربين خارج المنزل، وفي العدوان علي غزة في شهر رمضان 2014 تم استهداف بيتي بالقذائف، وخرجت أنا وأسرتي هربا ولم يصيبنا أذى، ولم ولن أتخلى عن قضية محمد؛ لأن قضية محمد قضية شعب ووطن وأمة مهما كان الثمن. *ماذا عن من تخلى عن القضية الفلسطينية؟ كل من تخلى عن القضية الفلسطينية سيحاسب غدا أمام الله حسابًا عسيرًا. *كيف ترى الوضع العربي والتناحر بين بعض الدول والمنظمات من أجل المصالح الخاصة؟ هذا كله الهدف منه إضعاف أمتنا العربية والإسلامية، وأتمنى أن ينتهي هذا الانقسام الفلسطيني، ونتوحد في وجه هذا العدوان الغاشم. *في رأيكم هل أثر الربيع العربي علي القضية الفلسطينية؟ أي ربيع عربي! الربيع هو زهور، وهذا ليس ربيعا بل هذا هو «سايكس بيكو» جديد وتفتيت للأمة ولدولها، متسائلا: هل الربيع العربي شلالات من دماء شعبنا وهدم دولنا وتدمير مقوماتهم وتشريد شعوبنا، هذه مهزلة للأسف وأكذوبة باسم الربيع وهو مخطط «صهيو أمريكي»، وللأسف ينفذ بأيدي «عربية – عربية». *هل الوضع أفضل بالنسبة للقضية الفلسطينية قبل أم بعد الربيع العربي؟ طبعا الوضع كان أفضل في السابق، لأنه بعد ما يسمى بالربيع العربي أصبحت الدول العربية وشعوبها مشغولة في همها الداخلي. *كيف ترون الرئيس عبد الفتاح السيسي؟ الرئيس عبد الفتاح السيسي هو رئيس مصر، وأنا أحترم إرادة الشعب المصري وهذا شأن الشعب المصري، وأنا مع إرادة كل شعوب أمتنا. *لو كان الدرة حيا ماذا كنت ستقول له عن مصر و«السيسي»؟ مصر وشعبها العظيم هي أم الأمة العربية، وأتمنى أن تتعافى مصر ودولنا العربية، وأن تجمع مصر شمل الأمة وتوحدها من أجل كل قضايا الأمة، ونتمنى لمصر الخير والأمن والأمان والاستقرار، كما أتمنى لأمتنا العربية كذلك؛ لأن كل ما يجري يؤلمنا. هذا الخبر منقول من : جريده الفجر |
|