كيف ندرس الكتاب المقدس (1)

[Mary Naeem]

كيف ندرس الكتاب المقدس (1)

"مِنْ هذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ.فَقَالَ يَسُوعُ لِلاثْنَيْ عَشَرَ:«أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟» فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ:«يَارَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ، وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ»." يو66:6-69.

إن الجزء المذكور مأخوذ من الاصحاح الذي قال فيه الرب يسوع "أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ... أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ." يو48:6،51! لكن هذا الكلام كان صعباً على الحاضرين و لهذا بدأ الكثير من تلاميذه (المقصود هنا ليس التلاميذ الإثنى عشر بل من تتلمذوا وراء الرب يسوع لفترة) تركوه كما هو مذكور في الآيات أعلاه! إن هذا ما يحدث معنا أيضاً! كثيراً ما نتحمس و نجد أنفسنا مهتمين بقراءة الكتاب المقدس و بالتالي نبدأ في القراءة مدفوعين بهذا الحماس! لكن في خلال أيام أو أسابيع نواجه جزء صعب أو ننسى ما قرأناه فنرى الحماس يتناقص إلى أن نرجع إلى ما كنا عليه من تكاسل في قراءة الكتاب!

هناك عدة أسباب لهذه الظاهرة و لكن من وجهة نظري أول سبب هو أننا لا نعرف السبب الذي يجب أن نقرأ الكتاب المقدس من أجله! إن القاعدة العامة في الحياة هي أننا نداوم فقط على فعل الأشياء المنطقية أي التي نعرف سببها فمثلاً نحن ننام كل يوم لأننا نتعب و نخرج مع أصدقائنا لأننا نستمتع بصحبتهم! لكن إذا كنا نفعل شئ و نحن لا نعرف السبب من ورائه فما سيحدث إن آجلاً أو عاجلاً هو أننا سنتوقف عن فعله! لهذا أردت أن أبدأ هذه الدراسة بسؤالكم ’لماذا تقرأون الكتاب المقدس؟‘

عندما أسأل هذا السؤال لنفسي أو لمن حولي أجد إجابات مثل }لأعرف إرادة الله في حياتي { أو }لأجد التعزية و الراحة{ أو يقولها البعض بصراحة }لأنني يجب أن أقرأ الكتاب{! دعني أحلل هذه الأسباب بشكل أعمق و أنا هنا لا أقول أنها أسباب خاطئة و لكنها معظمها من وجهة نظري يجب أن تكون نتائج للسبب الحقيقي الذي يجب أن نقرأ الكتاب من أجله! نقول أننا نعرف إرادة الله و نأخذ تعزيته من خلال الكتاب المقدس و السؤال لمن يقول هذا ه و هل يحدث أن تأخذ تعزية في حياتك من شخص لا تعرفه؟ هل سبق أن أخذت مشورة أحد في قرار هام في حياتك من شخص لا تعرفه؟ أرجو أن تكون الإجابة للسؤالين بالنفي! إذا كنا نريد أن نأخذ إرشادات من الله أو تعزية، و كلاهما في منتهى الأهمية، يجب علينا أن نعرف الله أولاً!

في المقطع المذكور نجد بطرس يقول " يَارَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ"! و الرب يسوع قال "هذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ" يو3:17! و بالتالي فإذا دمجنا الآيتين نجد أن كلام الله هدفه هو الحياة الأبدية و الحياة هي أن نعرف الله، إذاً فالهدف الرئيسي من قراءة الكتاب المقدس هو معرفة الله و الرب يسوع!
عندما نعرف الله بالشكل الصحيح سنستطيع أن نستفيد بنتائج هذه المعرفة من إرشاد و تعزية!