|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ آبَاراً آبَاراً مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً» (إرميا13:2). من المعروف أن الخسارة تكون كبيرة عند تبديل بئر جيدة ببئر مشقّقّة. إن النبع هو عبارة عن جريان ماء بارد، عذب، منعش يتفجّر من باطن الأرض، والبئر خزاّن ماء إصطناعي لحفظ الماء يمكن أن يصبح الماء فيه راكداً وملوّثاً. عندما تتشقّق البئر ينساب الماء خارجاً ويدخل التلوُّث إليه. إنَّ الرَّب نفسه ينبوع ماء حيّ، يجد شعبُه الرِّضى الكامل فيه، والعالم بئر بل بالحريّ بئر مشقّقة يقدّم رجاء اللذّات والمسرّات، وكل الذين يطلبون الرضى فيه يخيب أملُهم حتماً. تَرَبّت مريم في بيت مسيحي حيث كانت كلمة الله تُقرأ وتُحفظ غيباً، لكنها تمرّدت على طريقة حياة والديها وتركت البيت مصمّمة على حياة العالم، أصبح الرقص هوى كل حياتها، وكانت دائماً تحاول أن تكبت ما تعلّمته في بيت والديها وعاشت بين رقصة وأخرى. في إحدى الليالي بينما كانت تنساب في رقصها إنسياباً في القاعة مع رفيق لها، أوقفها عدد من الكتاب المقدس كانت قد حفظته في صغرها، «لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ آبَاراً آبَاراً مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً». تأنَّبت على خطيئتها وهي ترقص. أدركت فراغ حياتها، رجعت إلى الرَّب وتحوّلت إلى الإيمان، فاعتذرت عن متابعة الرقص، وغادرت القاعة ولم تعد إليها أبداً. منذ تلك اللحظة استطاعت أن تتماثل مع كلمات الشاعر الذي كتب يقول «جرّبت البئر المشقّقة يا ربّ، لكن أفشلتني كل المياه، حتى حين انحنيت لأشرب فرّت المياه، وسخرت منّي وأنا أنتحب. لا أحد سوى المسيح فيه الرضى، ليس اسم آخر لي عنده المحبة والحياة والفرح الأبدي، أيها الرَّب يسوع وجدت هذا فيك». لقد إختبرت مريم الحق في كلمات يسوع، «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. لَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» (يوحنا14،13:4). |
|