رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النور في كنيسة العهد الجديد: تسلمت الكنيسة عن التقليد اليهودي - التوراة والكتابات وطقوس العبادة - مفاهيم روحية للنور، واستخدمت كنيسة الرسل الأنوار أثناء العبادة، فلا يمكن لسفر أعمال الرسل أن يروي لنا عن وجود مصابيح كثيرة (20: 8) أثناء إقامة الإفخارستيا في ترواس بلا معنى، فلو إنها لمجرد الإضاءة، لكان هذا الأمر طبيعيًا لا حاجة لذكره، لكن الكنيسة المسيحية منذ بدء انطلاقها رأت في الإضاءة طقسًا روحيًا يمس حياة العابدين. وقد سلكت الكنيسة بهذا الروح، فنجد الشاعر الأسباني Prudentius في القرن الرابع يتحدث عن السرج المنيرة داخل الكنيسة وقد انعكست أضواؤها على زجاج الكنيسة النقي وكأنها السموات قد تلألأت بالنور. وفي نفس القرن قدم الأب بولينوس أسقف نولا شهادة مشابهة عن استخدام الأنوار أثناء العبادة. سبق أن تحدثنا عن السراج المنير في الشرقية ليل نهار وكأنه نجم المشرق الذي ظهر للمجوس ليدخل بهم إلى المسيا المخلص ، وعن الشمعدانين حول المذبح وكأنهما الملاكان المرافقان لجسد السيد في القبر واحد عند الرأس والآخر عند القدمين ، والسراج التي تضيء أمام أيقونات القديسين إذ صار القديسون بالمسيح يسوع ربنا نورًا في العالم وكواكب مضيئة في الفردوس. في القداس الإلهي حسب الطقس البيزنطي يبارك الأسقف الشعب بشمعة ذات فرعين dikri أو ثلاثة فروع trikri، أما في الطقس القبطي فيبارك الكاهن الخادم الشعب بالصليب يرافقه ثلاث شمعات أثناء رفع البخور وطلب الرحمة من الله. أثناء قراءة الإنجيل تضاء كل أنوار الكنيسة كما يحمل شماسان شمعتين عن يمين الإنجيل وعن يساره، كقول المرتل "كلامك سراج رجلي ونور لسبيلي" وإشارة لعمل الإنجيل في إنارة العالم . وتستخدم الأنوار -المصابيح والمشاعل- كجزء من طقس صلاة الجنازات، كما جاء في أعمال استشهاد القديس كبريانوس، ووصف جنازة القديسة ماكرينا أخت القديس غريغوريوس أسقف نيصص، وجنازة الإمبراطور قسطنطين ، إشارة إلى عبور النفس الراحلة إلى النور السماوي والفرح الأبدي. |
|