* فالكتاب المقدس في حقيقته، هوَّ كلمة الله النابضة بالحياة الإلهية، الظاهر فيها التدبير الإلهي تدبير الخلاص وشفاء النفس، لذلك نحن نجتاز ألفاظ الكتاب المقدس ومعانيه الحرفية والحسية (التي نراها بعيون الجسد الطبيعية) بعملية عبور، عبور من المنظور المكتوب أمامنا بحبر على ورق إلى الغير منظور الذي بحسب سرّ الله المُعلن في كلمته، لأن الله يُكلمنا بأسرار فائقة للطبيعة، لا يفهمها الإنسان الطبيعي مهما ما كانت أخلاقه حسنة وأعماله جيدة جداً، كما لا يفهمها أيضاً إنسان مستعبد للخطية، بل الذي يعيها ويدركها ويفهمها الإنسان الروحاني المولود من الله بسبب إيمانه بالمسيح الرب: ولكن الإنسان الطبيعي (الذي يحيا حسب الجسد) لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يُحكم فيه روحياً [أو وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يعرفها لأن تَمْيِيزَهَا إِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَى حِسٍّ رُوحِيٍّ] (1كورنثوس 2: 14).