فلينكر من أراد أن ينكر على يسوع ألوهيته فالزمن أقوى من الفكر، والزمن كان ليسوع ويسوع أقوى من الزمن ويسوع ندركه بإيماننا ونفهمه بأرواحنا، وأرواحنا تقول لنا أن يسوع هو الألف والياء، وكل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان، فيسوع الإله تجسد والمحبة هي أساس هذا التجسد والقادر أن يقول للكون كن فيكون ويعطيه نظامه يستطيع أن يصبح إنساناً كاملاً له ما للإنسان من عواطف وميول إلا الخطيئة فهو يميل في حياته كإنسان إلى الملكوت السماوي وكل خطوة كان يخطوها على الأرض كانت بمثابة حجر منحوت لبناء صرح الإنسان الروحي الذي تهدم تحت ثقل مفعول الخطيئة، فالمسيح الإله الذي جمع الإنسانية في قلبه أخذ الجسد الإنساني كدليل واضح على محبته القصوى لها وتفانيه الزائد في سبيل خلاصها فتألم كما تألمت وجاع كما جاعت وعطش وقاسى أهوال الأسفار ونام في البراري والقفار وعذب وامتهن وجرب من الأفكار الخبيثة وهذا ما يجري لكل إنسان، غير أن الإله المتجسد لم يكن ليبالي بكل هذه لأن مملكته من غير هذا العالم وما جاء إلى العالم إلا ليعلم العالم أن موطنه غير هذا العالم، في قلب يسوع المتجسد يدفع الإنسان إلى مملكته السماوية، إن الإيمان يستطيع أن يدرك كل ذلك أما العقل فلا يستطيع لأنه واهن عاجز عن ارتياد العالم السماوي ويسوع الإله في تاريخ حياته ما تكلم عن العقل بل عن حبة الخردل من الإيمان فهي التي تستطيع أن تقول للجبل انتقل فينتقل وما حياة الإله على الأرض إلا تمجيد لهذا الإيمان الذي فينا والذي به نستطيع أن نرى ملكوت الله السرمدي، فمن أراد أن يلج إلى هيكل الألوهة فليعتمد على إيمانه ومتى اعتمد على هذا الإيمان لاح له كل شيء وراء هذا الكون المنظور واضحاً جلياً ونقله إلى قلبه فعاش سعيداً في المسيح ومع المسيح، يقيم العقل جبالاً من الاعتراضات على هذه الألوهية ويشك في هذا الحدث التاريخي حتى إذا انتهى من اعتراضاته وشكوكه وظن نفسه أنه حقق لعقله ما يصبو إليه وانتهت من دائرة تفكيراته السؤالات وشبع رأسه بالجوابات السلبية عاد فرأى أن ألوهية السيد المسيح التي حاربها ويحاربها ازدادت رسوخاً حتى في عقله المتغطرس الذي يعترف في سره بعجزه ويصرح عن ضعفه علانية بقوة جبروته، فالمسيح الإله للعقل كالمخرز للعين والعين لا تقاوم المخرز، لقد قال المسيح الإله أنا هو الطريق والحياة والحق فهل يستطيع العقل أن يقول أنا الحقيقة،أما الإيمان فيستطيع أن يقول ذلك لأن الإيمان هو من المسيح أما العقل فيستطيع أن يقول أن الزعم غير مقبول ولكنه لا يستطيع أن يبرهن ذلك ولا يجسر أن يفعله.