|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوحنا ذهبي الفم إن كان الله بإرادته الطيبة يتنازل من أجل خليقته السماوية والأرضية كخلائقٍ ضعيفة لمعاينته قدر ما تستطيع أعينهم الضعيفة، فإن هذا الحنو بلغ كماله في تجسد الابن. الابن هو صورة الله الآب غير المنظور، وهو نفسه غير منظور، بتجسده صار منظورًا، لا للناس بل وللملائكة أيضًا، مفسرًا ذلك بقول الرسول: "الله ظهر في الجسد... تراءى لملائكة" (1 تي 3: 16). قبل التجسد كانت الملائكة تراه في أفكارهم، تتأمل بطبيعتهم النقية الساهرة. هذا يحمل القديس جانبًا سلوكيًا وليس لاهوتيًا، إذ يقول إن الابن له وحده المعرفة الكاملة للجوهر الإلهي، بكونه مساويًا للآب، في حضنه. أما إعلانه لنا فحمل مجرد تفسيرًا أو توضيحًا أو إخبار عن طريق أعماله المملوءة حبًا ومعجزاته وحياته وتعاليمه. لقد بقي الابن الغير منظور مختفيًا في لاهوته، فإنه حتى في تجليه سمح بظهور النور بالقدر الذي يمكن لطبيعتنا القابلة للموت أن تقبله. إنه مرة أخرى يتجلى لنا لكن في صورة غامضة عن البركات المقبلة... في مرآة في لغز(27). لقد فسر القديس قول السيد: "من رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9) هكذا: [هذا القول يعني: ليس ممكنًا أن تراني، ولا أن ترى الآب. فقد قصد فيلبس معرفته للمسيح خلال النظر، وإذ ظن أنه رأى المسيح أراد أن يرى الآب على نفس المستوى، لكن يسوع أوضح له أنه في الواقع لم يره |
|