رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قال الربُّ هذا المثل: إنسانٌ غَنيٌّ أَخصبَتْ أرضُهُ فَفكَّر في نفّسِه قائلاً: ماذا أصنع؟ فإنَّه ليْسَ لي موضِعٌ أَخزِنُ فيه أثماري. ثمَّ قال: أصنع هذا، أهدِمُ أهرائي وأبْني أكبَرَ منها، وأجْمَعُ هناكَ كلَّ غلاّتي وخيْراتي، وأقولُ لِنفسي: يا نْفسُ إنَّ لكِ خيراتٍ كثيرةً، موضوعةً لسنينَ كثيرةٍ فاستريحي وكُلي واشْربي وافرحي. فقال له الله: يا جاهِلُ، في هذه الليلةِ تُطلبُ نَفسُكَ منْكَ، فهذه التي أعدَدتَها لِمن تَكون؟ فهكذا مَنْ يدَّخِر لنفسِهِ ولا يستغني بالله. ولمَّا قالَ هذا نادى: مَنْ لَهُ أُذنانِ للسَّمْعِ فَلْيسْمَع. الرجل الغني الأعمى روحياً لم يفكر في الله، ولا في الخلود، ولا في إخوته الفقراء. كان يفكر فقط في نفسه. لكنه أيضًا فكَّر في نفسه بطريقة كارثية، لأنه نسي مصير النفس، معتبرًا استعبادها للجسد أمرًا مسلمًا به. ولم يفكر في الله الذي دفعه إلى الإحسان بإفادته. لم يفكر في الأبدية التي كان عليه أن يرسل إليها جزءًا من ممتلكاته بالصدقة، حتى لا يكون هناك فقيرًا وغير مستحق لقصور السماء. بأي أحلام يقظة سخيفة يخدع الغني نفسه! ويقول إن بضاعته تكفي لسنوات عديدة، مما يعني أن حياته ستكون طويلة أيضًا. ومن هذا الاعتقاد الباطل والوهمي يستمد خططه للمستقبل. |
|