رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التواضع في الخدمة (لوقا 17: 7-10) بعدما وجّه يسوع تلاميذه عن قوة الايمان اخذ يكلمهم عن التواضع في الخدمة. فضرب لهم مثلا " مَن مِنْكُم له خادِمٌ يحرُثُ أَو يَرعى، إِذا رجَعَ مِنَ الحَقْل، يَقولُ له: تَعالَ فَاجلِسْ لِلطَّعام! أَلا يَقولُ له: أَعدِدْ لِيَ العَشاء، واشْدُدْ وَسَطَكَ واخدُمْني حتَّى آكُلَ وأَشرَب، ثُمَّ تَأكُلُ أَنتَ بَعدَ ذلِكَ وتَشرَب" (لوقا 17: 7-8). أولا يقدم لنا المثل صورة إله "سيد" والتلميذ هو خادم مستعد لتنفيذ ما يرضي سيده بكل أمانة؛ وعليه فان السيد المسيح يقول "أَتُراه يَشكُرُ لِلخادِمِ أَنَّه فعَلَ ما أُمِرَ به؟ "(لوقا 17: 9). وهنا لا يريد يسوع ان يلقننا درسا في العلاقات الاجتماعية، ولكنه يريد أن يُعلمنا كيفية التصرف في علاقتنا مع الله. لنعمل كل ما يأمرنا به الله بحسب ما ورد في سفر عزرا" كُلُّ ما يَأَمُرُ بِه إِلهُ السَّمَوات، فلْيُقضَ بِدِقَّةٍ لِبَيتِ إِلهِ السَّمَوات"(عزرا 7: 23)؛ وخير متال على ذلك مريم العذراء التي جعلت نفسها امة للرب كما نستنتج من كلام مريم الى الملاك جبرائيل": ((أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ)) (لوقا 1: 38). ثانيا لا يُبرِّر يسوع هذا الموقف، بل يريد ان يعلم تلاميذه بهذا المثل ان التبشير بتواضع وروح الخدمة هو أساسي " مَن أَرادَ أَن يكونَ كبيراً فيكُم، فَلْيَكُنْ لَكم خادِماً" (متى 20: 26). وقد قضى الربّ يسوع المسيح السنوات الثلاث من حياته العلنيّة في عملِ الخير (أعمال 10: 38)، فهو يعتني بالمرضى، والبُرص، والأولاد وآخرين. ثالثا يعلمنا يسوع أنّ الطاعة والاعمال الصالحة لا تنطوي على استحقاق من جانبنا، ولا تعطينا حق مطالبة الله بشيء ما. فإن أطعنا الله، فلم نعمل إلا ما هو واجب علينا. ومهما كانت اعمالنا الصالحة فليس هذا دينا على الله. كما أننا لن ننال مكافأة عندما لا نعمل خطيئة، فهذا أيضا واجب علينا. وكلّما بذل الإنسانُ ذاتهُ لأجلِ الآخرين، يُدركُ أنّ كلمات الرّب يسوع المسيح تخصّه: "نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم". ويعترفُ بأنّهُ لا يتصرّفُ وفقَ كفاءة شخصيّة، بل لأن الربَّ قد أعطاه النّعمةَ ليعملَ ذلك خاصة عندما تكونُ الحاجةُ بالغةٌ وقدراتُ الشخصِ محدودةٌ. وعندما يشعر الإنسان انه أداةٍ في يدِ الرب، عندها سيَعمل ما بوسعه بكلِّ تواضعٍ، وسيسلِّمُ الباقي للرب بكُلّ تواضعٍ أيضا وبكلمة أخرى، أنْ يَكُونَ الإنسانُ قادراً على مُسَاعَدَةِ الآخرين لا يُعتَبَرُ استحقاقاً لهُ أَو إنجازاً يفتخرُ بهِ. هذا الواجبِ هو نعمة. وقد وجّه الأب فديريكو لومباردي في نهاية خدمته كمدير لدار الصحافة الفاتيكانيّة خاصة في عهد البابا بندكتس والبابا فرنسيس كلمة شكر بكلمات الانجيل "أنا أسعى لأصغي لكلمات يسوع لتلاميذه والتي نعرفها جميعًا: "إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه" وهذا الموقف يساعدنا مقاومة المجد الباطل. ويعلق أسقف سوريا يلوكسين المَنبِجيّ (523)، "إذا هاجمتك إحدى أفكار المجد الباطل بسبب رِفعة مستوى خدماتك، تذكّر كلمات الربّ الذي قال: "وهكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه" (لو 17: 10). فالعبرة التي يريد يسوع ان يلقيها علينا هي التواضع في الخدمة " إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه " (لوقا 17: 10). إذ ليس للبشر حق في التبجح امام الله مثل الفريسيين الذين وصلوا الى قناعة ان لهم حقوقا عند الله بسبب صلاحهم وأعمال الخير التي يصنعونها، وذلك لاستحقاقٍ منهم، وليس كرماً من الله. أما نحن فمهما فعلنا لن ننهي خدمتنا ولن نقوم بما فيه الكفاية تجاه الله الذي انعم علينا بكل شيء. لقد فهمت القديسة تريزا الصغيرة هذا المغزى فقالت بانها تقف امام الله "فارغة اليدين". فعلينا ان لا نتفاخر بأعمالنا أمام الله، بل مهما قمنا بما أمر به تعالى لنقل "لا شكر على واجب". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أن يكون الإنسان عنده التواضع والوداعة في الخدمة |
في الخدمة هناك درس في التواضع نأخذه من السحاب والماء |
التواضع في الخدمة والتعليم في مدارس الاحد |
التواضع في الخدمة |
التواضع اساس الخدمة |