الأربعون من سلسلة أساقفة أورشليم بعد الآباء الرسل، جلس على كرسي الأسقفية بعد نياحة سلفه الأسقف مكاريوس سنة 336 م. وقد كان من بين المعترفين إذ يقال أنه احتمل التعذيب من أجل الإيمان في زمن اضطهاد ماكسيميان Maximian، ونتيجة لهذا التعذيب تشوه جسده، إذ فقد إحدى عينيه وتقطعت أربطة أحد ذراعيه وإحدى رجليه بينما كان يخدم ككاهن في كنيسة أورشليم. يقول سوزومين Sozomen أن سَلَفه الأسقف مكاريوس رشحه لكرسي ديوسبوليس (الّلد Diospolis (Lydda ولكن مكسيموس كان معروفًا ومشهورًا في أورشليم، فقوبِل هذا الترشيح بعدم الرضا الشديد مما هدد بحدوث ثورة شعبية في المدينة. لذلك رشَّح مكاريوس شخصًا آخر لكرسي اللّد واستبقى مكسيموس في أورشليم كمساعدٍ له، وبالتالي خليفة له بعد نياحته. ومما شجعه على عمله هذا ثقته في أرثوذكسية إيمان مكسيموس، وخوفه من نجاح يوسابيوس وباتروفيلُس Patrophilus في إحضار أسقف أريوسي ليخلفه بعد نياحته. ضعف شخصيته:
يبدو أن مكسيموس كان يتميز بشخصية ضعيفة، مخلص لكنه خجول، وبساطته جعلته أداة في أيدي الآخرين. ومما نعرفه عن حياته أنه حضر مجمع صور Tyre سنة 335 م.، ويقول سقراط Socrates وسوزومين أنه وقف موقفًا معاند لأثناسيوس، إذ أعمته بساطته وطبيعة شخصيته عن حِيَل أعداء الأرثوذكسية. ولكن روفينُس يروي كيف أن الشيخ المعترف بفنوتيوس أسقف طيبة Paphnutius of Thebaid الذي بسبب تشوهات جسده نتيجة التعذيب اجتذب أنظار الجميع في المجمع، حين رأى موقف مكسيموس ذهب إليه وأمسك بيده وقاده حيث كان تقف المجموعة الصغيرة المؤيدة لأثناسيوس، قائلًا أنه لا يليق بمن يحملوا في أجسادهم سِمات احتمالهم من أجل الإيمان أن يجتمعوا مع أعداء الإيمان. وقد روى سوزومين نفس القصة أيضًا. نعرف القليل عن موقف مكسيموس من المشاكل التي اثارها الأريوسيون بين مجمع صور سنة 335 م. ومجمع سارديكا Sardica، ولكن في هذا المجمع الأخير وقف مكسيموس موقفًا مؤيدًا للأرثوذكسية، ويأتي اسمه من أوائل أساقفة فلسطين الذي وقَّعوا على قراراته. ثم بعد ذلك أظهر ندمه الشديد على موقفه السابق المتذبذب، بالترحيب والحفاوة التي أظهرها لأثناسيوس أثناء عبوره في أورشليم عائدًا إلى مقر كرسيه في الإسكندرية، إذ جمع مجمعًا من الأساقفة للترحيب بالضيف كما كتبوا رسائل لأساقفة مصر لتهنئتهم بعودة راعيهم، وكان مكسيموس أول الموقعين عليها.وقد تنيح مكسيموس سنة 350 أو 351 م.، وخَلَفه الأسقف كيرلس الذي كان قد رُسِم شماسًا بيد الأسقف مكاريوس، ثم كاهنًا بيد الأسقف مكسيموس.