ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
واجدين الفرح في عالم مليء بالمتاعب «افرحوا في الرب كل حين،» امر الرسول بولس. «واقول ايضا افرحوا.» (فيلبي ٤:٤) لكن لكثيرين، يبدو فرح كهذا محيِّرًا. «كيف يمكنك ان تكون فَرِحا عندما يكون عليك ان تحتمل الفقر والبطالة ورفقاء عمل غير منضبطين واغراءات الفساد الادبي او الضغوط في المدرسة؟» يتساءل البعض. لا يعقل ابدا ان يتوقع اللّٰه ان يكون شعبه في حالة دائمة الابتهاج. فاللّٰه نفسه اوحى الى بولس ليتنبأ ان هذه ستكون «ازمنة صعبة.» (٢ تيموثاوس ٣:١-٥) ومع ذلك يظهر الكتاب المقدس بوضوح انه حتى في اسوأ الظروف، يمكن للمرء ان يملك على الاقل قسطا من الفرح. فيسوع، مثلا، «احتمل الصليب» و «من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه.» بالتأكيد لم يكن ثمة فرح البتة بان يُسمَّر بشكل مؤلم على خشبة او بان يُسخَر منه بواسطة الجموع. حتى ان بولس يتحدث عن آلام المسيح عند نزاع الموت بصفتها شديدة جدا لدرجة انه اضطرَّ الى التوسل الى اللّٰه «بصراخ شديد ودموع.» ومع ذلك استطاع يسوع ان يحتمل كل هذا «من اجل الفرح الموضوع امامه.» — عبرانيين ١٢:٢، ٣؛ ٥:٧. وبشكل مماثل فان المسيحيين الباكرين «صبروا على مجاهدة آلام كثيرة من جهة مشهورين بتعييرات وضيقات» غير ان بولس يقول انهم «قبلوا سلب اموالهم بفرح.» (عبرانيين ١٠:٣٢-٣٤) فكيف كان هذا ممكنا؟ الفرح — من الخارج ام من الداخل؟ ليس الفرح امر ظاهرا. انه صفة للقلب. (قارن امثال ١٧:٢٢) صحيح ان امورا خارجية كالعائلة والاصدقاء — وحتى الطعام مفضَّل — يمكنها لدرجة محدودة ان تجلب شعورا بالفرح. (اعمال ١٤:١٦، ١٧) حتى ان مجرد توقف شيء صالح يمكن ان يجلب الفرح! (قارن امثال ١٠:٢٨) بَيْدَ ان الفرح الذي يَستَمِدُّه المرء من الظروف الخارجية او الاشياء المادية يمكن ان يكون قصير الاجل. من جهة اخرى، يبدو ان الظروف الخارجية تسلبنا الفرح احيانا. على سبيل المثال، يعبِّر شاب اسمه جيم عن كيف اثَّر فيه عمله الدنيوي: «كرهت وظيفتي . . . لم استطع ان اتقبل انفاق حياتي لمجرد ان اروِّج مصالح شركة معيَّنة لا يبدو انه تهتم حقا بي كشخص. اضف الى ذلك ان الكثير من الاشخاص الذي عملت معهم كانوا اناسا يطعنون في الظهر، منافقين.» ومحاولة انتاج الفرح على نحو زائف تبرهن انها طريق مسدودة ايضا. يتذكر جيم: «لقد تورطتُ في المخدرات من كل الانواع مُذْ كنت في العاشرة من العمر. لكنني صرت شخصا مشوش الذهن جدا. سئمت الحياة التي كنت اعيشها: شرب وتعاطي مخدرات وحضور حفلات. ولم يكن للحياة اي معنى او قصد. وسألت نفسي، اين يمكنني ان اجد شيئا افضل؟» ان اختبار جيم من هذا القبيل يذكّرنا بذاك الذي للملك سليمان. فقد تعلَّم عَبَثَ محاولة ايجاد الفرح عن طريق الانغماس الذاتي (اطلاق المرء العنان لاهوائه ورغباته وشهواته): «قلت انا في قلبي هلمَّ أمتحنك بالفرح فترى خيرا. واذا هذا ايضا باطل. للضحك قلتُ مجنون وللفرح ماذا يفعل. افتكرت في قلبي ان اعلل جسدي بالخمر وقلبي يلهج بالحكمة وان آخذ بالحماقة حتى أرى ما هو الخير لبني البشر حتى يفعلوه تحت السموات مدة ايام حياتهم. فعظَّمت عملي بنيت لنفسي بيوتا غرست لنفسي كروما. عملت لنفسي جنَّات وفراديس . . . ومهما اشتهته عيناي لم امسكه عنهما. . . .ثم التفتُّ انا الى كل اعمالي التي عمِلَتْها يداي والى التعب الذي تعبته في عمله فاذا الكل باطل وقبض الريح.» — جامعة ٢:١-٥، ١٠، ١١. هل يوجد طريق للحياة ليس عبثا، طريق يجلب الفرح حتى تحت اكثر الظروف ايلاما؟ مصدر الفرح الحقيقي «فرح يهوه هو قوَّتكم،» قال نحميا. (نحميا ٥:١٠) اجل، ينبثق الفرح من اللّٰه القادر على كل شيء، واحد الاسباب هو انه خالق كل الاشياء الصالحة التي بامكانها ان تجلب الفرح الحقيقي «العزَّة و (الفرح) في مكانه،» يقول الكتاب المقدس. (١ أخبار ١٦:٢٧) فالطريقة الحقيقية لاحراز الفرح اذًا هي امتلاك صداقة، علاقة، مع الخالق نفسه كالتي تمتع بها ابرهيم! (يعقوب ٢:٢٣) هل يمكن لصداقة كهذه ان تجلب الفرح؟ تأملوا في ما قاله المرنم الملهم: «صداقتك (اللّٰه) افضل من الحياة.» (مزمور ٦٣:٣، الكتاب المقدس بالانكليزية الحية) وبالمناسبة لنلاحظ ان جيم في الوقت المناسب توصل الى تقدير هذه الحقائق. وهو اليوم مسيحي فرح. كيف امكن ان تجلب الصداقة مع اللّٰه الفرح؟ احد الاسباب هو ان اللّٰه «يجازي الذين يطلبونه.» (عبرانيين ١١:٦) وفي خدمة اللّٰه، لا يلزم المرء ان يخشى ان تكون جهوده عبثا او ان تذهب دون ان يلحظها احد. فاصغر اعمال التعبد يقدّر بعمق من قبله. (قارن مرقس ١٢:٤١-٤٤) وعندما يبارك يهوه اصدقاءَه الامناء، فان بركته «تغني ولا يزيد معها تعبا.» (امثال ١٠:٢٢) وفي الواقع يتطلع محبو اللّٰه بشوق الى التمتع بمكافأة الحياة الابدية في نظامه الجديد حيث «يسكن . . . البر.» (٢ بطرس ٣:١٣) ورجاء كهذا هو سبب حقيقي للفرح للمسيحيين! شيء آخر لنأخذه بعين الاعتبار هو ان «الفرح» احد ثمار روح اللّٰه. غير ان اللّٰه يعطي الروح القدس بسخاء لاصدقائه عند الطلب. (غلاطية ٥:٢٢؛ لوقا ١١:١٣) وما هي النتيجة؟ يصرِّح المرنم الملهم، «طوبى للشعب الذي (يهوه) الهه.» — مزمور ١٤٤:١٥. محافظين على فرحنا ومع ذلك، فحتى المسيحيون الممسوحون في زمن بولس شعروا بالاكتئاب في بعض الاحيان. (١ تسالونيكي ٥:١٤) واليوم تفرض ضغوط واجهادات الحياة ضريبة اعظم بكثير. لكن بما ان الفرح هو صفة تسكن عميقا في قلب المرء، لا يلزم ان تجعلكم هذه الضغوط تخسرون فرحكم. تأملوا يسوع المسيح على سبيل المثال. لاحظنا سابقا انه «من اجل (الفرح) الموضوع امامه احتمل الصليب.» (عبرانيين ١٢:٢) ورغم ان تعليقه كان اختبارا رهيبا على نحو بيِّن، الا ان علاقة يسوع مع ابيه كانت اقوى بكثير من ان تدعه يركز افكاره على الاشفاق على الذات. والفكرة السائدة في ذهن يسوع كانت بوضوح «(الفرح) الموضوع امامه»: امتياز تبرئة اسم يهوه، امل انقاذ الجنس البشري بأسره من الخطية، وشرف الخدمة كملك ملكوت اللّٰه! وحتى في احلك لحظاته استطاع المسيح ان يفكر مليا في هذه الامور ويملك مشاعر الفرح الغامر! على نحو مماثل استطاع المسيحيون الباكرون ان يحتملوا الاضطهاد، حتى قابلين سلب اموالهم بفرح، لا لانهم استمدوا لذة ماسوشية (اي، التلذذ بالتعذيب والالم) من البؤس، بل لان اذهانهم كانت مركَّزة على السبب الذي من اجله وجب ان يحتملوا هذه الاشياء. واستطاعوا ان يفرحوا «لانهم حُسبوا مستأهلين ان يُهانوا من اجل اسم (اللّٰه).» واستطاعوا ان يفرحوا بسبب «رجاء الحياة الابدية» الموضوع امامهم. — اعمال ٥:٤١؛ تيطس ١:٢. اليوم يمكننا نحن ايضا ان نحافظ على فرحنا، حتى عندما نواجَه بمشاكل خطيرة. فعوض الانزواء الى انفسنا والاسهاب في التفكير بمشاكلنا، يمكننا ان نحاول تذكير انفسنا ببركات امتلاك صدقة مع يهوه ودعم الاخوة والاخوات المحبين. وغالبا ما يكون هذا كافيا ليجعل ألَمنا يبدو تافها. اوضح يسوع لامر بهذه الطريقة: «المرأة وهي تلد تحزن لان ساعتها قد جاءت. ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدَّة لسبب الفرح لانه قد وُلد انسان في العالم.» — يوحنا ١٦:٢١. في الجماعة المسيحية اليوم هنالك امثلة صالحة كثيرة لافراد يدعون الفرح يَرْجَحُ على مشاكلهم. مثلا، تعاني امرأة مسيحية اسمها ايفلين من امراض مختلفة، بما فيها السرطان. وهي تمشي بصعوبة وتُرى متوجِّعة غالبا. ومع ذلك هي قانونية في حضور الاجتماعات وتملك عادةً ابتسامة مشعَّة على وجهها. سر فرحها؟ هي مولعة بالقول، «اتكلُ على يهوه.» اجل، عوض الاسهاب في التفكير ببؤسها، تبذل جهدا لتركز ذهنها على اسباب وجوب كونها فرِحة. ويمنحها هذا القوة لتتغلب على امراضها. طبعا يمكن بسهولة ان نخسر فرحنا. والبعض يصيرون مستغرقين كليا بالرغبة في الاشياء المادية والاستجمام. فيهملون الاجتماعات المسيحية والدرس الشخصي وخدمة الحقل. وبدل ان يجلب الفرح الى حياته، فان الشخص الذي يشتهي الغنى المادي يطعن نفسه باوجاع كثيرة. — ١ تيموثاوس ٦:١٠. والسعي وراء «اعمال الجسد» الانانية طريقة اخرى لتدمير فرح المرء. فالعهارة والنجاسة والدعارة قد تجلب متعة وقتية، لكنها مضادة مباشرة لروح اللّٰه الذي ينتج الفرح. (غلاطية ٥:٩-٢٣) والشخص الذي ينغمس في فعل الخطأ يجازف بعزل نفسه عن مصدر الفرح — يهوه! كم يكون افضل بكثير اذًا ان يصون المسيحي فرحه بحرص شديد. وذا وجدتم نفسكم، لسبب ما، يعوزكم الفرح، انظروا ما يمكنكم فعله لاستعادته. ربما هناك حاجة من جهتكم الى مزيد من الدرس والتأمل في الكتاب المقدس. وفقط بتذكير انفسنا باستمرار برجائنا يمكننا ان نكون «فرحين في الرجاء،» الكامن امامنا، حتى عند معاناة الصعوبات. (رومية ١٢:١٢) او ربما هناك حاجة الى الاشتراك اكثر في الكرازة «ببشارة الملكوت.» (متى ٢٤:١٤) و «العطاء» بهذه الطريقة لا بدّ وان يجلب دوما مقدارا اعظم من الفرح! — اعمال ١٣:٤٨، ٥٢؛ ٢٠:٣٥. ان عالمنا المليء بالمشاكل سوف يستمر في تسبيب المتاعب لنا. لكن بالاقتراب الى صديقنا السماوي، يمكننا ان نتمسَّك بفرحنا ونحظى بالدخول الى نظام اللّٰه الجديد حيث ستُزال الى الابد كل العقبات في وجه الفرح! — رؤيا ٢١:٣، ٤. |
|