فقالَ يسوع: ((إِنِّي جِئتُ هذا العاَلمَ لإِصدارِ حُكْمٍ: أَن يُبصِر الَّذينَ لا يُبصِرون ويَأعْمى الَّذينَ يُبصِرون)).
تشير عبارة "إِنِّي جِئتُ هذا العاَلمَ لإِصدارِ حُكْمٍ" إلى دينونة عَمى اليَهود لأنهم أبوا أن ينظروا الحق. والدينونة هي نتيجة حتمية لمجيء المسيح "لِأَنَّ الآبَ لا يَدينُ أحَداً بل أَولى القَضاءَ كُلَّه لِلاِبْن "(يوحنا 5: 22). يُظهر المسيح بالدينونة ما هو في القلوب، ويميّز الأبرار من الأشرار؛ أنه نُور، والنُّور حين يظهر يكشف من معه ومن ضده، "ها إِنَّه جُعِلَ لِسقُوطِ كَثيرٍ مِنَ النَّاس وقِيامِ كَثيرٍ مِنهُم في إِسرائيل " (لوقا 2: 24). أمَّا عبارة " لإِصدارِ حُكْمٍ " في الأصل اليوناني κρίμα (معناها دينونة) فتشير إلى مجيئين: لم يأتِ المسيح في مجيئه الأول ليُدين، بل ليُخلِّص، ولكن أعمال الإِنْسانِ تُدينه. وأمَّا في مجيئه الثاني فأتى يسوع للدينونة لا للخلاص. والدينونة هي الانفصال عن المسيح، والمسيح هو النُّور والحَياة والفرح والسلام والمجد.