يُطلعنا المَثِل أيضا على الغنى الذي يمكن استخدامه كعلاج زائف ضد الموت إذ بإمكانه أن يوهم المرء بقدرته على التغلب على الموت وإبعاده. فكان الرجل الغَنِيٌّ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَومٍ تَنَعُّماً فاخِراً" (لوقا 16: 19) كما لو لم يكن ثمة أمر آخر سوى هذا النوع من الحياة. إلا أن الغنى لا يدوم إلى الأبد. سمح الرجل الغَنِيٌّ للثروة أن تخدعه إلى أن أتى الموت ووضعه أمام حقيقة بلا ثروات وبلا أصدقاء وبلا عائلة. وفي الواقع ما ينتظرنا بعد الموت، إمَّا الخلاص وإمَّا الهلاك: إن كنَّا قد بنينا روابط وجسور صداقة من خلال أموالنا سنجدها هناك مرة أخرى وستكون لنا خشبة خلاص كما اكَّد يسوع " الحَقَّ أَقولُ لَكم: كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه " (متى 25: 40). وإن كنا قد بنينا هوّة بيننا وبين الفقراء وأبقينا الأبواب مغلقة فهذا ما سنجده بعد الموت كما أكده أيضا يسوع المسيح "الحَقَّ أَقولُ لَكم: أَيَّما مَرَّةٍ لم تَصنَعوا ذلك لِواحِدٍ مِن هؤُلاءِ الصِّغار فَلي لم تَصنَعوه. فيَذهَبُ هؤُلاءِ إلى العَذابِ الأَبديّ، والأَبرارُ إلى الحَياةِ الأَبدِيَّة" (متى 25: 45-46).