رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد أقامها الله "عند مداخل البحر"، إذ تقع صور في شرق البحر الأبيض المتوسط كجزيرة جميلة لها ميناءان، موقعها يجعلها قادرة على جلب التجار من كل بلاد الشرق؛ "تاجرة الشعوب إلى جزائر كثيرة" [3]، "تخومك في كل البحار" [4]. كل الألواح من سرو سنيز، أي أن كل أعضاء الجسد التي هي بمثابة عوارض السفينة تأتي من جبل النور (سنيز)، وليس كما ظن الغنوصيون أنه من مملكة الظلمة. لهذا كثيرًا ما عالج الآباء هذا الأمر فيقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [هؤلاء (أتباع ماني) يدعون الجسد غدارًا، من أصل شرير... ألا يلزمهم بذلك أن يفقأوا أعينهم لأن الشهوة تدخل إلى النفس عن طريقها؟! لكن الحقيقة ليست العين ولا أي عضو آخر هو الذي يلام إنما إرادتنا الفاسدة وحدها هي موضع اللوم]. كما يقول: [لقد وُهبت لنا الأعين لننظر بها الخليقة، فنمجد السيد الرب، لكننا إن كنا نسيء استخدامها تصير خادمة للزنا...]. كما يقول القديس أغسطينوس: [الروح صالحة، والجسد صالح. والإنسان المكون من الاثنين هو بالتأكيد صالح، سواء كان صلاحه هذا قليلًا أو كثيرًا]. |
|