رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في الرسالة إلى المسيحيين العبرانيين " لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ. "( عب 4:13) يؤكد كاتبها على أن العلاقة الجنسية بين الزوجين هي علاقة شريفة وركن هام من أركان الحياة الزوجية، والعلاقة بين إتمام هذه العلاقة من حيث تحقيق السعادة والرضا، تتناسب بشكل طردي مع الحب المتبادل والزواج الناجح، المبني على العلاقة السامية الطاهرة الشريفة المفعمة بالمشاعر الجياشة الكريمة. لقد لعبت المفاهيم الخاطئة للجنس بالتعاون مع الثقافة السائدة (من خلال الأساليب المتعددة كالأفلام و الروايات ومواقع الانترنت الاباحيه ...الخ) دور فعال في تشويه حقيقة العلاقة الجنسية والتي كان لها أضرار كبيرة في مجتمعنا الإنساني بمفاهيمه المتناقضة حول حقيقية دور الجنس في حياتنا وعلاقاتنا. " إن الكتاب المقدس، وهو الدستور لإيماننا، كان صريحاً جداً في التحدث في الأمور الجنسية بشكل من التفصيل ليسجل الأسس للأخلاقيات الفردية والاجتماعية في مواجهة قضية الحياة الجنسية". ومن هنا تبرز تساؤلات أساسية في العلاقة الجنسية مثل: هل الجنس مقدس؟ ما هو الهدف من العلاقة الجنسية؟ هل جسد الإنسان طاهر؟ ما هو تعليم الكتاب المقدس بعهديه عن أخلاقيات الجنس في حياة الإنسان؟ إن هذه التساؤلات وغيرها سيتم الإجابة عليها وبشكل واضح ومباشر لكن دعونا في البداية نتفق على بعض الأساسيات ضمن هذا الإطار. - أن البلوغ الجنسي لا يكتمل فقط في البلوغ الجسمي لكنه يتطلب نمو نفسي وعقلي. وأن اكتمال النضج الجنسي الجسماني يحدث قبل اكتمال النضج الجنسي النفسي بعدة سنوات ذلك لأن الأخير يتطلب تحقيقه نضج عقلي، عاطفي، اجتماعي وروحي. - عندما ينحصر ممارسة الجنس في إطار الأنانية يتحول من فكرة الحب إلى فكرة الاستهلاك لإرضاء الرغبات الجسدية فقط، ومن المهم أن ندرك" أن الزواج في مثل هذه الحالة لا يكون هو المخرج من أزمة المعاناة الجنسية، وليس حلاً حاسماً للضغوط الجنسية". - ممارسة الجنس قبل الزواج خطيئة ولا بد من الامتناع التام عن هذه العادة ورفض كل الأفكار المؤيدة لها سواء أكان بحجة الحرية أو ضرورة معرفة الغير قبل الالتزام. وهذا. واضح في الكتاب المقدس في ( تكوين 1:34-12) و ( قضاة 24:19) كونه عمل مشين مرفوض يؤدي إلى إذلال وتنجيس الفتاة والشاب والى مشاعر الحسرة والذنب بعد زوال اللذة الوقتية ومخالفة واضحة وصريحة لوصايا الله والتي تهدف إلى تمجيد قصد الله من الزواج لا تدنيسه وتدميره. - ممارسة الجنس خارج إطار الزواج هو زنى وهو شر عظيم يقع تحت العقاب الإلهي " وَلكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا، لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ، وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا. " ( كورنثوس الأولى 2:7) وسيحصد الشخص المعني بهذا الشر ثماره " لاَ تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا. لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً "(غلاطية7:6-8) بألم وحزن شديدين. - مكان ممارسة الجنس هو الزواج المقدس بكل كرامة وقداسة " لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا، أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ، لاَ فِي هَوَى شَهْوَةٍ كَالأُمَمِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ. " (تسالونيكي الأولى3:4-5) يتم بالموافقة المتبادلة بين الزوجين. ومن الضروري أن يخصص الزوجان وقت للصلاة معاً لله يتوقفان فيه عن الممارسة الجنسية. جاء في سفر التكوين من الكتاب المقدس أن الله خلق الإنسان ذكراً وأنثى " فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. " (تكوين 27:1)، أي أن فكرة وجود طرفي معادلة (الذكورة والأنوثة) هي من صنع الله، وقد خلق الله في الأساس كل شيء طاهراً عند الإنسان، وليس هذا فقط بل وجده حسنً جداً " وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا. "(تكوين 31:1). ومن هنا نرى أن المشاعر والأحاسيس خلها الله وهي حسنة - وكان ذلك كله قبل سقوط أدم وحواء في الخطيئة- إن العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة هي علاقة مميزة من تدبير الله أعطاها ألله لأدم و حواء ليستمتعوا بها بكل قداسة وطهارة، لكن هذه العلاقة وبعد دخول الخطيئة إلى الإنسان تشوهت كنتيجة لعمل الخطيئة في الطبيعة البشرية فأصبحت تأخذ مفهوم العيب والحرام والشهوة ومن ثم الزنا. الجنس في العلاقة الزوجية نشاء نتيجة المحبة والتي تعبر عن ذاتها بصور عديدة منها هذا الأسلوب الذي دبره الله بكل طهارة وقداسة وطبيعية لأن الله خلقنا جسداً جنسياً (إن صح التعبير) وكان بغاية السرور والرضا بهذا الخلق. يصبح الجنس في نظر الإنسان مقدساً بعد أن يدرك أن طبيعته ويعرف نفسه كونه كائن جنسي له الحق في التمتع بلذات الجنس، ويعبر عن هذه الطبيعة بعلاقته مع الطرف الآخر ضمن حدود الزواج ليصبحا معاً جسداً واحداً أمام الله "فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ كَتَبَ لَكُمْ هذِهِ الْوَصِيَّةَ، وَلكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللهُ. مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ». " (مرقس 5:10-9) و " لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا " (تكوين 24:2)، ليس فقط في هذه العلاقة المنفردة بل في كل علاقاتهما الأخرى والتي تشكل في مجملها السلوك العام أمام الله والبشر. إن معرفة قصد الله وهدفه من صنع الجنس عند الإنسان لا يمكن حصره بشكل محدد، لكن الكتاب المقدس يوضح أن الله طلب من أدم وحواء أن يثمروا ويملأوا الأرض (تكوين 28:1) وطاعة هذه الوصية لا تتم إلا بالعلاقة الجنسية. كما وان أجمل ما في العلاقة الجنسية أن الإنسان لا يبقى وحيداً كحال أدم قبل حواء، فالعلاقة الجنسية ضمن إطارا لزواج تعتبر وسيلة للقضاء على الوحدة والشعور بالنقص والعزلة. قال الله في (تكوين 18:2) " ليس جيد أن يكون أدم وحده، فأصنع له معيناً نظيره". من الواضح أن هدف الله كذلك من العلاقة الجنسية هو تعميق وتحقيق لفكرة الوحدانية في الزواج من خلال الاندماج الجنسي كوسيلة طبيعية تعكس في جوهرها هذا المفهوم . ولتحقيق هذا الهدف الإلهي علينا أن ندرك أن العلاقة الجنسية تتم في الاتفاق بالمحبة بين كلا الطرفين لا بأسلوب الضغط بالترهيب والترغيب، ليحصل الزوجان على السعادة والمتعة المقدسة معاً من خلال الممارسة الجنسية وتبادل المشاعر وكلمات المحبة والإعجاب لتحقيق الإشباع للميل أو الرغبة الجنسية الفطرية المقدسة.أن الجنس مقدس وطاهر والعلاقة الجنسية بين الزوجين مقدسة بل وحاجة ملحة "ليكون الزواج مكرماً والمضجع مقدساً - كما في الرسالة العبرانيين " وذلك لتحقيق هدف الله السامي من هذا الموضوع - أولاً وإشباع الإنسان لرغباته ومكافئته على طاعته لخالقة - ثانياً. الكتاب المقدس تناول أخلاقيات العلاقة الجنسية للإنسان بشكل غير مباشر في مفهوم السياق العام لهدف الله في تثبيت علاقته بالإنسان. قدم الله بشكل عام أخلاقيات الحياة ككل في العهدين المقدسين ليس بهدف تقديم أنظمة وشرائع يجب أن تطاع، بل ضمن مفهوم فكر الله المتمثل في "أنا أكون لهم إلها، وهم يكونون لي شعباً". - ومن هذه الأخلاقيات العلاقة الجنسية بين الزوجين والتي تعتبر إدراك من قبلنا لمقاصد الله وتعاملاته معنا في هذا المجال القيمي والذي يساعدنا على الحياة الإيمانية بشخص حبيبنا يسوع المسيح. كما أسلفنا الذكر عرف أدم جنسه (أنه ذكر) وشعر بالحاجة إلى الجنس الآخر( حواء)، وعرف كل جنس نفسه ورأى الجنس الآخر وتعرف عليه. - وجاءت الشريعة في العهد القديم لتعلم في هذه الأخلاقيات كفكرة عذرية الفتاة (تثنية 13:22-21)، أو زنى المرأة (تثنية 22:22-23)، ومضاجعة الذكور(لاويين 22:18). وتطرق الرب يسوع إلى أخلاقيات العلاقة الزوجة أيضا بالعودة إلى أساس التركيبة البشرية ألا وهي الخليقة ودليلنا على ذلك ما جاء في وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ:«هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ». قَالُوا لَهُ:«فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَق فَتُطَلَّقُ؟» قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي».(متى 3:19-9) من خلال التأكيد على أن القيم الإيمانية والتي تقف وراء الأخلاقيات بشكل عام مرتبطة بالدافع القلبي والحساسات الداخلية أكثر من التركيز على الممارسات الظاهرية. - إن الأخلاقيات المسيحية في العلاقة الجنسية تؤكد في المجمل على ممارسة هذه العلاقة في إطار الزواج ، وكذلك في إطار الزواج تعتمد على كلمة الله المرتبطة في العدالة والأمانة واللياقة والدافع القلبي من الممارسة كتعبير عن الحب والتفاهم الإخلاص بين الزوجين وأن السعادة في العلاقة الجنسية تتطلب المصارحة لتلبية الاحتياجات بالممارسات المحببة لدى كلا الطرفين فكلاهما لديهم نفس الحافز الجنسي والذي لابد من تلبيته في محبة واستقرار. على كل من الزوجين إدراك أن أسس الأخلاقيات المسيحية في العلاقة الزوجية تنطلق من قبولهم لذواتهم على أساس محبة الله لهم ( رسالة يوحنا الأولى 10:4)لأنه خلقنا على صورته بالشكل أو الصورة (أي الوجود) (الذي هم عليه الآن (تكوين26:1-27. |
12 - 11 - 2016, 07:33 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: . الأخلاقيات المسيحية والعلاقة الجنسية
ميرسى ربنا يفرح قلبك
ويبارك تعب محبتك |
||||
12 - 11 - 2016, 03:18 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: . الأخلاقيات المسيحية والعلاقة الجنسية
شكرا يا لولو |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما بين الأخلاقيات المسيحية والعلاقة الجنسية |
الجنس والعلاقة الجنسية |
لغات الحب والعلاقة الجنسية بين الزوجين د/مجدى اسحق |
ما هي الأخلاقيات المسيحية؟ |
الأخلاقيات المسيحية والعلاقة الجنسية |