رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة الأسرة
كانت "الأُسرة" في أيام إبراهيم أقرب إلى العشيرة. فلم تكن تقتصر على الآباء والأولاد، بل تعدّتهم إلى الجدين والأعمام والعمّات وأبنائهم، والخدام أيضاً. وكان ممكناً أن تكون الأسرة كبيرة جداً. حتى إن إبراهيم تمكن من اصطحاب 318 محارباً لما ذهب لإنقاذ لوط من الملوك المُغيرين الذين ساقوه أسيراً (تكوين 14: 14). الآباء والأبناء:في أسرةٍ كهذه كان للجد سلطانٌ مطلق، لا في القضايا العملية وحسب بل في الشؤون الدينية أيضاً. وعند موته، كان ابنه البكر يتولى الأمر بفضل ولادته أولاً. وكانت كلمة رئيس العشيرة هي القانون. وقد قبلت عشيرة إبراهيم حقيقة إعلان الله لذاته له في سكون الصحراء. فكان إله إبراهيم إلهاً لأسرته، وإن لم يكن جميع أفرادها يشاركونه دائماً في مثل إيمانه. وقد وعد الله إبراهيم وعداً قطع مثله لإسحاق ويعقوب في ما بعد. فهو تعالى سيكون إلهاً لهم يعتني بهم ويحميهم. وبالمقابل، عليهم هم أن يعيشوا بموجب أحكامه. هذه الأحكام فُصِّلت في ما بعد لما أعطى الله "الوصايا" لموسى على جبل سيناء. وهكذا ارتبطت الحياة العادية عند العبرانيين بالحياة الدينية منذ البداية. فكانت هاتان الحياتان كُلاً متكاملاً لا يتجزأ. وكان كل ما تفعله الأسرة مؤسّساً على شريعة الله فإذا أساء بعضهم معاملة بعض، خالفوا الشريعة. وكان واجباً أن يُسوّى كل خلاف بينهم، زوأن تُقدم ذبيحةٌ لتصحيح وضعهم أمام الله (لاويين 6: 1- 6). تداخل الدين وحياة الأسرة في تنشئة الآباء للأبناء. وقد شُجع الأولاد على طرح الأسئلة لمعرفة دينهم وتاريخهم (خروج 13: 14). وأُشير بحجارةٍ كبيرة إلى الأماكن التي فيها عمل الله شيئاً خاصاً لأجل شعبه حتى إذا سأل الأبناء عن ذلك فسره لهم الآباء (يشوع 4: 5- 7). الأعياد:كذلك قُصِد أن يكون يوم الراحة الدورية كل أُسبوع (أي السبت) يوماً لتذكر الله والتعبد له (خروج 31: 15- 17). ففي أوائل أزمنة العهد القديم كان الآباء والأبناء يزورون المعبد المحلي، حيث يُقدمون ذبيحة ويتعلمون على يد الكاهن. وفي أزمنة العهد الجديد كان السبت يبدأ مساء الجمعة بتناول أفخر وجبة في الأسبوع. ثم تقوم الأسرة بزيارة بيت الاجتماع ("المجمع") للاستماع إلى معلمٍ يشرح الشريعة. علّم الآباء أبناءهم وصايا الله. واستظهر الأبناء أجزاءً أخرى من الكتاب المقدس. ومن الفصول المحببة مرثاة داود لشاول ويوناثان. وفي السهرات كان أفراد الأسرة يحكون كثيراً من القصص التي نجدها الآن مدونة في الكتاب المقدس. رافقت الأعياد الدينية الكبيرة احتفالاتٌ تُبين مدلولها بوضوح. فعند الفصح مثلاً كان الأب يسأل ابنه البكر: "لماذا نقوم بهذه الخدمة؟" فيشرح الولد أصل هذه الممارسة كما تعلم. وكان هنالك يوم الكفارة، يليه عيد الحصاد (المظال) وفيه كان الجميع يقيمون في خيام من أغصان الشجر، تذكيراً لهم بطريقة إقامة أجدادهم في الصحراء. وفي التاريخ اللاحق كان الأولاد في عيد الفوريم يمثّلون قصة أستير. وقد كانت جميع الأعياد زاخرة بالحياة والحركة بحيث رغب الأولاد في معرفة رموزها. بهذه الطريقة تعلموا تاريخ أمتهم كشعب اختبر معاملات الله. التعليم:لم يكن في أزمنة العهد القديم مدارس بالمعنى الذي نعهده. بل كان الأولاد يُعلّمون في البيت، على يد الأم أولاً ثم على يد الأب. وفضلاً عن تعلم الدين والتاريخ، بواسطة حفظ القصص وبطريقة السؤال والجواب، كانت البنات يتعلمنَ من أمهاتهنّ الأشغال المنزلية كالخبز والنسج والغزل، فيما يتعلم الصبيان من آبائهم مهنة يدوية. وكانوا يقولون: "من لا يُعلّم ابنه مهنة نافعةً، يربّه لصاً". ومن أساسيات تربية الولد إتقان مهنة أبيه ومعرفة أدواتها والتعرف بزملاء المهنة (راجع التربية والتعليم). الأرض والحيوانات:كان كل واحد يملك بعض الأرض، فتوفرت للصغار بعض مهمات يؤدونها في العراء. فكان على الصبيان والبنات أن يقوموا بكثير من العمل في ما يتعلق بالكروم والفلاحة ودرس الحنطة. البدو والحضر:وقد تعيّن على الأولاد أيضاً أن يرعوا الحيوانات التي تربيها الأسرة، من غنمٍ ومعزى عادةً. وكانت كل عائلة، حتى لو كانت فقيرة جداً تسعى لأن تشتري حملين في أيام الفصح، يُذبح أحدهما ويؤكل، أما الثاني فيُربى ويلعب به الأولاد ويُغزل من صوفه ما يلبسون. ولم يكن عند الفقراء حظائر منفصلة للحيوانات، فكانت النعجة في الغالب تنام مع الأولاد وتأكل معهم من الصحفة نفسها (2 صموئيل 12: 3). وفي آخر الصيف كانوا يذبحون النعجة ويحتفظون بلحمها مطبوخاً بدهن الألية. كذلك كانت معظم العائلات أيضاً تربي معزاة واحدة على الأقل لأجل الحليب واللبن. وكان بعض اللبن يُترك حتى يتجبن فيُقرض ويُحفظ. ومع أن بعض البيوت كانت تقتني كلاباً، فلم تكن الكلاب كثيرة وكانت تُعد من الحيوانات التي تقتات بالقمامة. وكان الحمار أعم وسيلة للنقل. فهو يحمل الأحمال الثقيلة والناس على السواء. أما الفلاحون الأغنى فكانوا يستخدمون الثيران للزراعة والجِمال للنقل. كان العبرانيون قبل سِني إقامتهم في مصر يقيمون في خيام. فقد تخلى إبراهيم، إطاعةً لدعوة الله، عن حياة الاستقرار في مدينة أور المتحضرة على نهر الفرت النائي. وقضى باقي حياته يترحل من مكان إلى مكان، على الأقل بين الفينة والأخرى. كذلك سكن ابنه اسحاق وحفيده يعقوب أيضاً في خيام، على طريقة البدو. ولما كان الماء قليلاً، ولا سيما في الصيف وفي أزمنة القحط، حامى أهل كنعان عن آبارهم في وجه هؤلاء المرتحلين الذين استقوا الماء لهم ولمواشيهم أيضاً. ومن الأمثلة على هذا مخاصمة أبيمالك لإبراهيم حول الماء في بئر سبع (تكوين 21: 25- 31). العلاقات العائلية:ومع أنه لم يكن لإبراهيم وأسرته إقامةٌ دائمة، فقد خبروا شيئاً من الاستقرار مكّنهم من الزرع والحصاد. ثم إنهم لم يبتعدوا كثيراً عن مراكز التجمعات السكنية الكبيرة. وبعد زمن موسى أراد العبرانيون أن يستقروا في مواطن دائمة، ثم خاضوا حرباً امتدت بضع سنوات. ولما استولوا على الأرض، أرادت جماعاتٌ أخرى من البدو أن تستقر أيضاً هناك. فكان على العبراينين بدورهم أن يتعلموا معاملة هؤلاء الغرباء المشردين بلطف ورفق، وسرعان ما صار هؤلاء يشكلون الطبقة العاملة من الشعب. وما كان نمط الحياة يوماً ليختلف عنه كثيراً في يوم آخر. حتى إن النمط الأساسي في حياة الأسرة قلّما تغير طيلة قرون. وما لم تكن تقطعه الجيوش الغازية، كان يسير على حاله بسلام. وقد كان للناس ارتباطٌ وثيق بالأرض. وكانت كل أسرة تعتني بحقلها الصغير. وكان هنالك دائماً بعض الحيوانات للرعي. أضف إلى ذلك التنظيف اليومي والخبز والغزل والنسج والصبغ، فضلاً عن العمل في الحقل. أخذت حياة الأسرة تزداد أهميةً خلال سير التاريخ العبري. فلما بدأت العشائر تستقر في بيوت ثابتة أصبحت وحدة الأسرة العادية أصغر حجماً. الأب:كان للأب، ضمن هذه الوحدة الصغرى، السلطان المطلق كما من ذي قبل. حتى إنه كان يستطيع، إذا شاء، أن يبيع ابنته عبدةً. وفي أوائل أزمنة العهد القديم كان يمكن للوالد الذي عنده أولاد متمردون أن يقدِّمهم للإعدام. وكان في وسعه أن يطلِّق زوجته لغير سبب ويحرمها الإعالة. وله أن يُرتب زيجات أبنائه. النساء:كانت المرأة تعتبر من متاع الرجل، وتنظر إليه كسيدٍ لها. وظل هذا الموقف شائعاً حتى في أزمنة العهد الجديد. فمع أن النساء كنّ يَقُمن بأكبر قسطٍ من العمل الشاق، فقد كان لهن مقامٌ وضيع في المجتمع كما في العائلة. إلا أن الشريعة وفرت الحماية للمطلقة، وكان أولادها يُعلمون أن يحترموها. الإرث:وكان في معاملات المسيح مع النساء ما خالف الأعراف السائدة وناقضها بشدة، كاستعداده مثلاً للتكلم مع السامرية ومساعدتها (راجع يوحنا 4). والتعليم المسيحي بهذا الشأن واضح، إذ يقول: "ليس ذكر وأنثى، لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع" (غلاطية 3: 28). فليس في ملكوت المسيح مواطنون من الدرجة الثانية. كان البنون وحدهم يرثون عادةً، وللبكر مكانة خاصة في الأسرة، إذ يُعطى حصة مضاعفة من ميراث والده. ولم يكن في وسع البنات أن يرثنّ إلا إذا خلت الأسرة من البنين. وإن لم يكن للأسرة أولاد، يؤول الميراث إلى أقرب ذكرٍ من الأقرباء. الاحترام والتأديب:يتحدث سفر الأمثال عن العلاقات العائلية بصورة صريحة ومباشرة، أكثر من أي سفرٍ آخر في الكتاب. فالمتوقع من الأولاد، لخيرهم، أن يحترموا آباءهم ويصغوا إلى تعليمهم ونصحهم. والآباء الذين يحبون أولادهم حقاً، يؤدبونهم ويقومونهم، ولا سيما وهم صغار. فاستعمال العصا عند الحاجة يُعلم الأولاد أن يُحسنوا التصرف، بينما الولد العاق يُحزن أبويه ويُخزيهما. وسعادة الآباء والأولاد هي في الترابط والاتحاد. أما نقطة الانطلاق فهي مهابة الله. بعض المقاطع الكتابية المتعلقة بالعلاقات العائلية:ويبني العهد الجديد على الأساس نفسه. فمن واجب الأولاد مسيحياً أن يطيعوا آباءهم، كما أن مسؤولية الأبوين تقتضي تربية الأولاد بموجب التأديب والتعليم المسيحي. خروج 20: 12؛ 21: 7- 11؛ تثنية 21: 15- 21؛ 24: 1- 4؛ (قارن متى 19: 8- 12). تعليم سفر الأمثال عن الآباء. والأبناء:1: 8 و 9 ؛ 4 و 5؛ 6: 20 وما بعدها؛ 10: 1؛ 13: 1، 24؛ 17: 21، 25؛ 19: 13، 18، 27؛ 20: 11؛ 22: 6، 15؛ 23: 13- 16، 19- 28؛ 28: 7، 24؛ 29: 15، 17؛ 30: 11، 17 في العهد الجديد راجع خصوصاً:أفسس 5: 21- 33؛ 6: 1- 4؛ كولوسي 3: 18- 21 العبادة البيتيَّة:كان مطلوباً من كل يهودي أن يتلو "التبريكات الثمانية عشر" كل صباح وعصر ومساء. يبدأ كل تبريك بالقول: "مبارك أنت أيها الرب ملك الكون". وفيها جميعاً حمدٌ لله: على الوعد بالفادي، أو على قيامة الموتى، أو عطية التوبة، أو شفاء المرضى، وهكذا دواليك. المولود الجديد:وقبل كل وجبة طعام كان رب الأسرة يتلو بركة قصيرة: "مبارك أنت يا إلهنا، ملك الكون، خالق ثمر الكرمة" (أو "المنبت طعاماً من الأرض"؛ أو "الخالق ثمر الشجر"). "البنسون ميراث من عند الرب. ثمرة البطن أُجرة (بركة). كسهامٍ بيد جبار، هكذا أبناء الشبيبة (أي الذين يولدون لآباءٍ شبان). طوبى للذي ملأ جعبته منهم". هذا الكلام الذي ورد في المزمور 127 يبين موقف العبرانيين من الأولاد. فكثرة العيال علامة على بركة الله. وقد رُبط عدم الإنجاب بعدم رضى الله، الأمر الذي قد يصعب كثيراً على الزوجين العقيمين (انظر مثلاً قصة حنة في 1 صموئيل1). العوائد:وقد عُد الأولاد مهمِّين لجملة أسباب. وحظي البنون بالتقدير الأوفر. وكان في غاية الأهمية أن تُرزق المرأة مولوداً ذكراً حتى تصير تُكنى بأم فلان بعد ولادة أول صبيٍّ لها. وبعد اشتداد سواعد الفتيان يصير في وسعهم المساهمة في أعمال حقل الأسرة. وبينما لم تحظ البنات بأهمية كبيرة، كن علاماتٍ نافعات. وكان واجباً أن يدفع للوالدين عند تزويج ابنتهما مهرٌ للتعويض عن الخسارة الناشئة من تركها العمل معهما. كذلك كان البنون مطلوبين كي يحملوا اسم الأسرة. وفي العصور القديمة، قبل أن يتيقن البشر من الحياة بعد الموت، أحبوا أن يعتقدوا أن حياتهم تستمر في أولادهم، فبغير الأولاد لا يكون لهم مستقبل. ولذلك إذا مات رجلٌ وليس له ولد كان من واجب أقرب قريبٍ له أن يتزوج بالأرملة، فأول ولدٍ لهما يحمل اسم الرجل الميت ويرث أرضه (تثنية 25: 5 و6). كان المولود الجديد يغسل ويفرك بالملح اعتقاداً بأن ذلك يحفظ الجلد ويقويه. ثم كان يلف بالقماط. وذلك بأن تضع الأم أو معاونتها الطفل فوق قطعة قماش مربعة. ثم تطوي الزوايا فوق جبينه وقدميه وتلفه بربط (مطرز غالباً) لإبقاء يدي الطفل مستقيمتين إلى كلا جانبيه. وكان القماط يُحل عدة مرات يومياً ثم يُدهن جلد الطفل بزيت لزيتون ويُرش بمسحوق ورق الآس. هذا العمل يستمر لعدة أشهر. وكان القماط يسهل على الأم أن تحمل طفلها على ظهرها في "مهد" من الصوف الصفيق. أما في الليل فكان المهد يُعلق في عارضةٍ بالسقف أو بين عصوين في رأس كل منهما شعبتان. الطقوس:كان الأطفال في العادة يُرضعون حليب الأم سنتين أو ثلاثاً ولكن نسبة الوفيات بين الأطفال كانت مرتفعة جداً بسبب سوء الأحوال في معظم البيوت. في أزمنة العهد القديم كان الطفل يسمى عند ولادته. وكان لكل اسمٍ معنى مخصوص. فقد يفيد شيئاً عن الطريقة التي بها وُلِد الطفل، أو عن خلقه، أو عن شعور الأسرة تجاه الله. فمثلاً، راحيل زوجة يعقوب، بعدما طال انتظارها لابنها الأول، سمته يوسف، ولسان حالها "ليزِدني الرب ابناً آخر". والاسم "باراق" معناه "برق"؛ و"إيليا" : "الرب هو الله"؛ وأشعياء: "الله خلاص". في أزمنة تدوين العهد الجديد، كان الصبي لا يسمى حتى اليوم الثامن لولادته. وفي الوقت نفسه كان "يُختن" (بقطع الجلد الزائد حول رأس عضوه). وعند أممٍ أخرى كثيرة كان الصبيان يُختنون عندما يعترف بهم كأفراد بالغين في العشيرة. ولكن في زمن إبراهيم قديماً، رتب الله أن يكون الختان في اليوم الثامن بعد الولادة علامةً في الجسد للتذكير بالعهد الذي قطعه تعالى لإبراهيم ونسله على المدى. وهذا الطقس ذكرهم بأن كل ولدٍ من بني إسرائيل هو فردٌ من الشعب الذي ينتمي إلى الله. غير أن المعنى الحقيقي لهذا الطقس نُسي- ويا للأسف! حتى صار في زمن السبي مجرد علامة على كون المرء يهودياً. وغالباً ما كانت ممارستان طقسيتان أخريان تُجريان في الوقت نفسه. فإذا كان المولود "بكر" الأسرة، كان يخص الله على صورة معينة، بحيث وجب أن يُفتدى. وذلك لأنه في زمن الخروج، لما قُتِل جميع أبكار المصريين، أنقذ الله أبكار العبرانيين جميعاً. ومنذئذٍ صار البكر يخصه تعالى: "وكل بكر إنسان من أولادك تفديه". ويكون هذا الإجراء مذكراً بأنه "بيَدٍ قوية أخرجنا الرب من مصر من بيت العبودية" (خروج 13: 13 وما بعدها). وقد تم افتداء الجيل الأول بعد الخروج بتكريس اللاويين لخدمة الله. وبعد ذلك كانت كل أسرة تدفع إلى الكاهن فديةً عن البكر فيها خمس قطع من الفضة. أما الطقس الآخر فكان ذبيحة تقدمها الأم "لتطهيرها" (راجع لاويين 12). فبحسب شريعة موسى، كان واجباً أن يكون الإنسان "طاهراً" من الناحية الطقسية كي يعبد الله. ومِما يعيق الناس عن الاشتراك في السجود حيناً: لمس جسد ميت، أو ولادة طفل، أو تناول طعامٍ محرم قد ينقل مرضاً. ولكي تعود الأم طاهرةً، كان عليها أن تقرب حمامةً أولاً، ثم حملاً. وإذ كان الوالدان، كيوسف ومريم أبوي يسوع، أفقر من أن يقدما خملاً، كانا يستطيعان تقديم حمامة أخرى. وفي زمن تدوين العهد الجديد كانت الدراهم تلقى في صناديق التقدمات في الهيكل لدفع ثمن الذبائح، كما كانت النساء يجمعن التبرعات على الدرج قرب المذبح لأجل القيام بطقوس الذبائح. وفي ذلك الزمن أيضاً كان الصبي يُعتبر رجلاً عندما يصير ابن ثلاثة عشر عاماً. وكان يصحب ذلك احتفالٌ خاصٌ يدعى "بار متزفاه" ("ابن الشريعة"). ففي الأشهر السابقة لذكرى مولده كانوا يعلمونه أن يقرأ من الشريعة والأنبياء في العهد القديم الفصول التي سوف تُتلى في المجمع يوم الاحتفال. وكان عليه أن يسمِّعها خلال الخدمة، ومن ثم يتحدث الواعظ (الرابي) إلى الصبي ويطلب بركة الرب عليه، مستعملاً الكلمات الجميلة الواردة في سفر العدد 6: 24- 26، "يباركك الرب ويحرسك، يُضيء الرب بوجهه عليك ويرحمك، يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلاماً". عندئذٍ يُصبح الفتى عضواً بالغاً في الجماعة. وكان والداه يصحبانه أحياناً إلى المجمع قبل بلوغه الثالثة عشرة ليُشاهد خدمةً كهذه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
جذور حياة الشركة | شركة الأسرة |
أن الاختلاف في حياة الأسرة أمرًا مفيدًا |
الأسرة المثالية - حياة روحية مشتركة |
حياة الأسرة من الداخل والخارج |
حياة الأسرة من الداخل والخارج |