|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
منشور نبوخذنصَّر: "من نبوخذنصَّر الملك إلى كل الشعوب والأمم والألسنة الساكنين في الأرض كلها. ليكثر سلامكم" [1]. يقول القديس جيرومإن رسالة نبوخذنصَّر قد سُجلت في الأنبياء، حتى لا يأتي بعد من يُدعى أن السفر ليس من وضع دانيال، قاصدًا بذلك الوثني بروفيري الذي هاجم السفر . يقدم لنا نبوخذنصَّر رسالة ملكية صادرة من أعماق قلبه بعد اجتيازه التأديب الإلهي الذي سقط تحته بسبب تشامخه. أنه لم يخجل من توجيه هذه الرسالة إلى كل الشعوب والأمم والألسنة الساكنين في كل الأرض، والتي فيها يعلن الآتي: أ. كانت العادة القديمة للملوك العظماء أن يحسبوا أنفسهم ملوكًا على كل الأرض، بالرغم من أن الإمبراطورية البابلية لم تبلغ إلى بلاد الغال وغيرها. هكذا كانت روما أثناء الإمبراطورية الرومانية، تُدعى كرسي إمبراطورية العالم كله، مع أن الإمبراطورية لم تمتد إلى كل العالم في ذلك الحين. ب. شهادة اختبارية للعلاقة الشخصية بين الله وبينه، فقد صنع معه آيات وعجائب. إن كان الله قد أذله بتأديبٍ قاسٍ، لكنه مستحق لهذا التأديب النافع له. يمجد الله باعترافه برعاية الله له، واعترافه بخطاياه واستحقاقه للتأديب. "الآيات والعجائب التي صنعها معي الله العليّ حسن عندي أن أُخبر بها" [2]. ج. يشهد لقدرة الله الفائقة "آياته ما أعظمها وعجائبه ما أقواها" [3]. يقصد بآياته هنا ما يقوله القديس جيروم: [بمراحم الله أُعيد (الملك) إلى عرشه، فسبح ملك السموات ومجده على أساس أن كل أعماله حق هي، وطرقه عدل، وهو قادر أن يذل السالكين في الكبرياء]. د. يشهد لملكوت الله الأبدي وسلطانه الذي لا يزول، أما الممالك البشرية فمهما عظمت لا بُد وأن تنهار. "ملكوته ملكوت أبدي وسلطانه إلى دور فدورٍ" [3]. يلاحظ أن مقدمة المنشور تحمل لغة لاهوتية كتابية ثيؤقراطية (حُكم الله)، ويرى البعض أن هذا يكشف عن تأثير دانيال على الملك ولغته. تحدث الله مع الملك الذي أقامه رئيسًا على كل الأرض في ذلك الحين، ومع هذا كان الملك يزداد كبرياءً وتشامخًا. لقد شهد لله بفمه أما قلبه فكان متعجرفًا. إدراكه لله الواحد القدوس كان مؤقتًا، ومع اعترافه به لم يعتزل عبادته للآلهة الوثنية ومعتقداته الخاطئة. |
|