رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* "استراح الله في اليوم السابع". كانت نبوة تنظر إلى المسيح وهو متعب جسميًا في الجمعة ليستريح من تعب الصليب يوم السبت. لما أعطوه ليشرب الخل على الصليب ذاق وقال: "قد أكمل"... ها قد كمل الآلام، قد كُمل درب الصليب... لم يبطل من عمل دربه (في اليوم السابع) عندما دخل عند الموتى. لأن السبت لا يبطل الأعمال... لم يبطل المسيح فيه من درب تفقده، لأنه صار كارزًا للنفوس المحبوسة في الجحيم... شعر به كل الموتى، وتعامل في تعليمه المليء حياة مع النفوس التي تمردت على تعليم نوح البار. صار المسيح جنينًا ليستقبله الأجنة (يوحنا المعمدان في بطن أمه)، وصار ميتًا ليستقبله الموتى... كانت أليصابات عاقرًا وكان الجحيم عاقرًا. من حضنين عاقرين استقبلاه آدم ويوحنا (المعمدان). آدم من الجحيم، ويوحنا من أليصابات. ما صنعه ربنا بين الموتى في يوم السبت يفوق الوصف، ولا يستطيع اللسان أن يردده. فزع الجحيم أمامه يوم دخله، كما تفرغ المدينة أمام الملك الذي يدخل ليحرر من فيها. في نفس يوم السبت هذا لما استراح من آلام الصليب حيث كان دربه يسير في عمل الخلاص، لأن غاية مجيئه هي أن يدخل ويحل الأسرى من جب الهلاك... لما سار وأتى من عند الآب إلى البتول، ومن البتول إلى المذود... وصُلب بين فاعلي شرور، واحتمل بإرادته كل ما تكلم عنه الأنبياء، فإنه جاز في هذه الأمور لأجل هذا العمل الذي أنجزه يوم السبت في الجحيم. (الرسالة الثالثة والعشرون) القديس مار يعقوب السروجي |
|