شهداء الإسكندرية أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس
أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس للمسيحيين كان هناك قس جاوز الثمانين من عمره يُدعى أبا فسطور، لا يفتأ يداوم على تثبيت رعيته وافتقاد المعترفين المسجونين، فسمع عنه والي مدينة ألقيس التي كانت في ذلك الوقت مقرًا لأسقفية، وهي حاليًا قرية صغيرة بالقرب من مدينة بني مزار. فقبض عليه وأمر جنده فجلدوه بالسياط ووضعوه في جهاز التعذيب المسمى بالهنبازين، ثم ألقوا به في مستوقد حمام ولكن الله أعانه على الاحتمال، فأرسله الوالي مقيدًا بالسلاسل مع بعض المعترفين الآخرين إلى والي الإسكندرية. هناك عذبوه بصنوف أخرى من التعذيب ثم أمروا ساحرًا يدعى سيدراخيس بأن يعد له سمًا قاتلًا، فلما أعطاه له رسم عليه علامة الصليب وشربه فلم يؤذه فآمن الساحر بالسيد المسيح. ومن ثمَّ أمر الوالي بإلقاء ذلك الساحر في أتون النار، كما آمن بسبب هذه المعجزة تسعمائة وعشرون من الوثنيين، فحكم عليهم الوالي بالموت حرقًا. وأما أبا فسطور فوضعوه في خلقين من الزيت المغلي ثم قطعوا رأسه بالسيف.