رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة الانفصال عن الله "ارجعوا إلي بكل قلوبكم" (يوئيل 2: 12). "ارجعوا إلي أرجع إليكم" (ملاخي 3:7). "توبوا وارجعوا فتمحي خطاياكم" (أعمال 3: 19). علاقة الإنسان بالله بدأت طيبة جدًا، كلها محبة.. الله هو الذي بدأ هذه العلاقة.. بأن خلق الإنسان، ونفخ فيه نسمة حياة، وجعله علي صورته ومثاله، ووضعه في الجنة، ومنحه سلطانًا علي كل ما فيها من كائنات.. وكون علاقة معه. وكان يظهر له بين الحين والآخر ويتحدث معه. وكان الإنسان صديقًا لله، يتمتع برؤياه في الجنة، ويأخذ المعرفة منه مباشرة. فكان الله هو المرشد الروحي للإنسان في كل شيء. وهو الذي أعطاه الإرشاد الأول، بالوصية.. إذن كيف حدثت الخطية؟ كيف تمت؟ وما كنهها؟ الخطية - في كلمة واحدة - هي إنفصال عن الله.. هي إستقلال الإنسان عنه، لكي يعمل ما يريد.. ونتيجة لهذا الإنفصال، حدثت باقي الاشكالات، وباقي الخطايا.. كيف إذن حدث هذا الإنفصال؟ وكيف تطور؟ وما نتائجه؟ 1- إنفصل عن عشرة الله: إنفصل الإنسان عن عشرة الله، وبدأ يكون له علاقة مع كائن عاقل غيره. وللأسف كانت هذه العلاقة الجديدة مع الله، مع الشيطان، الحية القديمة (رؤ12: 9). 2- وإنفصل عن الله في المعرفة: فبعد أن كان يأخذ معرفته من الله وحده، بدأ يأخذ المعرفة طريق اَخر. من الحية ونصائحها وشكوكها. وأيضًا توقع أن يأخذ المعرفة من شجرة المعرفة التي نهاه الله عنها. وبهذا وقع في إنفصال اَخر. 3- إنفصل عن وصية الله وكلمته المقدسة.. 4- إنفصل عن الله، في شهوات قلبه.. فصار يشتهي الشجرة، ويشتهي الثمر، وجدها "شهية للنظر جيدة للأكل" (تك 3: 6). وهكذا وقع في شهوة الأكل أيضًا، وفي شهوة المادة. وشهوة الأكل من الشجرة كان سببها شهوة أن يصير مثل الله كما أغرته الحية (تك 3: 5). 5- وبإنفصاله عن الله، إنفصل عن الحق.. لأن الله هو الحق.و إذ إنفصل الإنسان عنه، إنفصل عن الحق، واتبع الباطل. والمعروف أن الحق ثابت، والباطل كثير التغير. فلما إنفصل الإنسان عن الحق، ودخل في الباطل، دخل في تغيرات لا تنتهي. وأصبح كل يوم في حال، وكل يوم في شعور.. صار مخلوقًا متغيرًا، غير ثابت علي وضع. 6- وبإنفصاله عن الله، إنفصل عن الحياة.. لأن الله هو الحق والحياة (يو 14: 6). وإذ إنفصل الإنسان عن الحياة الحقيقية، التي هي الثبات في الله، اصبح من الناحية الروحية ميتًا، حسبما قال الآب عن إبنه الضال "إبني هذا كان ميتًا.." (لو 15: 24). وصار ينطبق علي الإنسان قول الرب "لك إسم أنك حي وأنت ميت" (رؤ 3: 1). 7-و بإنفصال الإنسان عن الله، إنفصل عن القوة.. مصدر قوته كان هو الله. وبلإنفصاله عن الله، إنفصل عن القوة، فصار ضعيفًا: ينتصر عليه الشيطان، وتوي عليه حتى الحيوانات، وينتصر عليه أخوه الإنسان. وتنتصر عليه ذاته كذلك.. أصبح مخلوقًا ضعيفًا لا يستطيع أن يقوم بذاته، أو يقيم ذاته. 8- وبإنفصاله عن الله، إنفصل عن سلطته.. إنفصل عن السلطان الذي أعطي له من الله علي باقي الكائنات الحية. فلم يعد له سلطان علي وحوش الأرض كما كان من قبل. 9- وإنفصل أيضًا عن وقاره وهيبته.. فارقت الهيبة التي كانت له كصورة الله ومثاله، وقد فقد هذه الصورة الإلهية بسقوطه في الخطية. وفي فقده لوقاره، طرد من الجنة، ووقف أمام الله كمذنب مستحق للعقوبة. والشيطان، إذ رأي الإنسان مطرودًا من الله ومذنبًا ومعاقبًا، وجدها فرصة فسيطر عليه.. وأقام الشيطان نفسه رئيسًا لهذا العالم. وأصبح هكذا لقبه "رئيس هذا العالم" (يو 14: 30). 10- وبإنفصال الإنسان عن الله، بدأ ينهار، ودخله الخوف.. بدأ يخاف من الله، بدلًا من الدالة والحب. ثم صار يخاف من أخيه الإنسان، كما خاف قايين وقال "يكون كل من وجدني يقتلني" (تك 4: 14). وصار أيضًا يخاف من الوحوش، ودخله القلق والإضطراب والهم. 11- وبإنفصاله عن الله، إنفصل عن حياة الروح.. وهكذا سيطرت عليه المادة، وسيطر عليه الجسد. ووقع في خطايا الجسد. واصبحت خطايا الجسد تجارب حتى الأنبياء ورجال الله، فوقع فيها شمشون، وداود، وسليمان، وغيرهم. وقيل إنها "طرحت كثيرين جرحي، وكل قلاها أقوياء" (أم 7: 26). 12- وبإنفصال الإنسان عن الله، تمادي في الخطية.. شيئًا فشيئًا بدأت خطاياه تزيد، وأخذ الإنسان يتهاوي شيئًا فشيئًا، ويتمادي في أعمال الشر والنجاسة، ويخترع فيها فنونًا وحيلًا، إلي أن اصبحت خطاياه أكثر من شعر رأسه. **** هذا هو تاريخ الخطية علي الأرض، وإنفصال الإنسان عن الله.. تاريخ يسجل مأساة إنسان.. نفهم منه أن الخطية لا تستريح حتى تكمل.. الشيطان إذا أوقع إنسانًا في خطية، لا يكتفي بها. بل يظل يتدرج معه حتى يهلكه، ويصير بلا مقاومة.. فما هو الحل إذن؟ الحل الوحيد هو الرجوع إلي الله، وتكوين علاقة معه.. إن كانت الخطية هي الإنفصال عن الله، فالعلاج الوحيد هو الإنفصال عن الخطية، والرجوع إلي الله. ولا علاج غير هذا.. إنفصل عن الخطية بكل قلبك، ليس فقط من أجل أنها أتعبتك، أو من أجل الدينونة والعقاب، إنما لأن هذه الخطية أبعدتك عن الله، وفصلتك عن العشرة الحلوة معه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عدم الانفصال عن الله |
إذا كان سر الألم هو الانفصال عن الله |
الانفصال عن الله هو علة الألم |
· قصة الانفصال عن الله : |
الانفصال عن الله بالخطية |