|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"يّوم الرّبّ" بين كاتبّ سفر المزامير والإنجيل الرابع مُقدّمة ها نحن في الأحد الّذي يلي مباتشرة أحد القيامة، والّذي نعيش فيه خبرة الرحمة الإلهيّة الّتي تتمثل في حضور القائم في يّوم الأحد بين تلاميذه قابلاً خوفهم وإنغلاقهم وعدم تصديقهم لحدث قيامته بعد هروبهم جميعًا عدا التلميذ الّذي أحبّه يسوع. وأيضًا تتجلي هذه الرحمة في ظهوره الحميم خاصة لأجل توما أيضًا في يّوم الرّبّ وهو يوم الأحد. سنتوقف في مقطع العهد الأوّل على بعض آيات مزمور 117 (118) لنتعرف على يّوم الرّبّ في ديانة يسوع اليهوديّة. وبالتدريج سنصل كمسيحيين إلى معنى يّوم الرّبّ الّذي يصفه يوحنّا الإنجيلي في المقطع الّذي يلتقي فيه القائم بتلاميذه على مرحلتين بدون ومع توما (يو 20: 19- 31). نهدف من خلال هذا المقال للتعرف على التدرج الّذي جعلنا ننتقل من يّوم السبت إلى يّوم الأحد كيّوم الرّبّ الّذي نتهلل ونسبح الرّبّ فيه. يّوم الرّبّ (مز 117: 24- 27) كما نوهنا بالمقال السابق بأنّ المزمور 117 (118) ينتمي إلى مجموعة المزامير الّتي تدعو للحمد ولتسبيح الرّبّ. نودُّ في هذا الـمقال التوقف بعمق على يّوم الرّبّ. بالعودى إلى سفر التكوين نجد أنّ اليّوم السابع وهو بمثابة يّوم السبت هو اليّوم الّذي إستراح الرب فيه بحسب قول كاتب سفر التكوين: «واَنتَهى اللهُ في اليَومِ السَّابِعِ مِن عَمَلِه الَّذي عَمِلَه، واَستَراحَ في اليَومِ السَّابِعِ من كُلِّ عَمَلِه الَّذي عَمِلَه. وبارَكَ اللهُ اليَومَ السَّابِعَ وقَدَّسَه، لأَنَّه فيه اَستَراحَ مِن كُلِّ عَمَلِه الَّذي عَمِلَه خالِقًا» (تك 2: 2- 3). وبأكرام الرّبّ ليوم راحته نجده، إنّه بناء على قدسيّة هذا اليّوم، انّ رغبته في إنّ شريعته وإكرامه ينال شعبه وهو الّذي يؤمن به. بعد إتمام الفصح وخروج الشعب من أرض مصر نسمع موسى يعيد وصيّة الرّبّ على أذان الشعب قائلاً: «أُنظُروا: إِنَّ الرَّبَّ أَعْطاكُمُ السَّبْت، ولِذلك هو يُعْطيكم في اليَومِ السَّادِسِ طَعامَ يَومَين. فلْيَبْقَ كُلُّ واحِدٍ حَيثُ هو، ولا يَبرَحْ أَحدٌ مَكانَه في اليَومِ السَّابِع". فاستَراحَ الشَّعبُ في اليَوم السَّابِع» (خر 16: - 30). إلّا إننا كمسيحيين جذورنا تنتمي للديانة اليهوديّة وهي ديانة يسوع التاريخي نجد أنّ السبت لن يستمر للمسيحييّن يوم الرّبّ وهذا ما سنتعرف عليه بناء على مقطع العهد الثاني بحسب يوحنّا (20: 19- 31). يّوم الإبتهاج الّذي يتهلل به الـمُرنم هو اليّوم الّذي نتذكر فيه أعمال الله العجائبيّة وهي الخلق، ثمّ الخروج، وليس فقط بل هو يوم تعظيم الرّبّ الّذي منح ويمنح وسيُتمم خلاصه وإنتصاره حتّى يّومنا هذا قائلاً: «هذا هو اليّوم الّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه. إِمنَحِ الخَلاصَ يا رَبُّ اْمنَحْ إِمنحِ النَّصرَ يا رَبُّ اْمنَحْ. تَبارَكَ الآتي باْسمِ الرَّبِّ نُبارِكُكم مِن بَيتِ الرَّبِّ. الرَّبّ هو اللهُ وقد أَنارَنا» (مز 118: 24- 27). هذا الخلاص والإنتصار الّذي سيتحقق بيّد الله الآب القديرة حينما يصل لذروة خلاصه وإنتصاره في المسيح القائم الّذي سنتعمق فيه من خلال التعبير اليوحنّاوي «وفي مَساءِ ذلك اليَومِ، يومِ الأحد» (يو 20: 19)، كما سنرى في لقاء القائم بالتلاميذ ومعهم توما. |
|