رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النفس غير المنظورة حافظة للجسد المنظور الرسالة إلى ديوغنيتس "أنتم نور العالم، لا يمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبل" (مت 5: 14). النفس منتشرة خلال كل أعضاء الجسد، والمسيحيون منتشرون خلال كل مدن العالم. تسكن النفس في الجسد لكنها ليست منه، ويسكن المسيحيون العالم وهم ليسوا من العالم (يو ١٧: ١١، ١٤، ١٦). النفس غير المنظورة حافظة للجسد المنظور، والمسيحيون معروفون حقًا أنهم في العالم وصلاحهم غير منظور. يبغض الجسد النفس ويحاربها، مع أنها لا تؤذيه، بل لأنها تمنعه من التمتع بالملذات، هكذا يبغض العالم المسيحيين مع أنهم لا يضرونه، إنما لأنهم يمنعونه عن الملذات. تحب النفس الجسد الذي يبغضها، ويحب المسيحيون أيضًا الذين يبغضونهم. النفس سجينة الجسد ومع هذا تحفظ الجسد ذاته، والمسيحيون موجودون في العالم كما في سجنٍ، ومع ذلك فهم غير الفاسدين فيه. تسكن النفس الخالدة خيمة الجسد القابلة للموت، ويقطن المسيحيون كغرباءٍ في مسكنٍ زائلٍ، متطلعين إلى المسكن غير الفاسد في السماوات. عندما تزهد النفس الطعام والشراب تصير في حال أفضل، والمسيحيون مع أنهم يومًا فيومًا يخضعون للعقاب (الاضطهاد الوثني)، لكنهم يزدادون عددًا. لقد عين الله لهم هذا المركز المرموق الذي يلزمهم ألاَّ ينسوه. صلاة هب لي أن أحيا وسط العالم، في انسحاق قلب، أُحبّه وأخدمه.كلما زادت عداوته لي أحببته. أشفق على كل نفسٍ عنيفةٍ، وأترفّق بها، لعلّها تذوق عذوبة حبّك. |
|