رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بِقُوَّتِهِ يُزْعِجُ الْبَحْرَ، وَبِفَهْمِهِ يَسْحَقُ رَهَبَ [12]. يرى بعض الدارسين الذين يحسبون أيوب أنه كان يعيش في أيام موسى النبي أو بعده يتحدث هنا عن عمل الله مع شعبه، حيث بقوته شق بحر سوف، وبفهمه سحق مصر، إذ كثيرًا ما استخدمت كلمة "رهب" لتعبر عن مصر (مز 87: 4 ؛ إش 51: 9). * "بقدرته تجمعت البحار معًا فجأة، وحكمته هزت المتكبر " [12]. بماذا يشير البحر سوى العالم الحاضر، الذي فيه تطلب قلوب البشر الأمور الأرضية، وتنتفخ بموجات الأفكار المتباينة؟ فإنها إذ تُثار بعجرفة الكبرياء ومعارضة الواحد الآخر في عبور الأمواج يحطمون أنفسهم معًا في مواجهة التيارات. ولكن "بقدرته تجمعت البحار معًا"، فإنه إذ تجسد الرب آمنت قلوب البشر العالميين المتعارضة وصارت في اتفاقٍ... من هو الذي يُدعى هنا بالمتكبر إلا ذاك القائل: "أصعد إلى أعالي السحاب، أصير مثل العلي" (إش 14: 14)؟ قال عنه صوت الله: "الذي جعل نفسه لا يخشى أحدًا، وأقام نفسه ملكًا على كل أبناء الكبرياء". يتفق داود النبي مع هذه العبارة قائلًا: "أذللت المتكبر كمن هو مجروح" (راجع مز 10:89). البابا غريغوريوس (الكبير) |
|