خلق الله للطعام وللعالم كوسائل للشركة معه فإذا ما قبلت من أجل الله منحت الحياة وأعطتها, لأنَّ الطعام في حد ذاته ليس فيه حياة, ولا يقدر أنْ يهب الحياة, الله فقط فيه الحياة وهو وحده عنده الحياة, يهبها لا في الطعام نفسه ولا في السعرات الحرارية لأنَّه هو مبدأ الحياة.. وبالجملة نكون عندما نأكل أو نحيا أو نعرف الله في شركة معه لأنَّ كلها شيء واحد, وهذا هو عمق مغزى تدبير الكنيسة في الصوم..
وكانت مأساة آدم أنَّه أكل من أجل نفسه هو, والأكثر من ذلك أنَّه أكل "معزل عن الله" منفصلًا عنه لكي يصبح مستقلًا عن الله [التأله الكاذب]،وإذ قد فعل ذلك فلأنَّه اعتقد أنَّ الطعام يملك الحياة في ذاته, وأنَّه إذا ما تناول هذا الطعام يستطيع أنْ يصبح مثل الله أي تصير له حياة في ذاته, ولكي نَصِف الأمر ببساطة فآدم "آمن بالطعام", لقد آمن بالطعام مع العلم أنَّ الغرض الوحيد للاعتقاد والإيمان هو الله وحده..