أما تكراره "صنعتاني" و"جبلتاني" فيرى البعض أنه يشير إلى خلقة الجسد والنفس، وكأن الله خالق الآنسان بكليته يهتم أيضًا بكل احتىاجاته الجسدية والروحية، فإن كان يهتم ببنيان النفس وخلاصها فهو أيضًا يمجد معها الجسد الذي يقوم في يوم الرب العظيم... يهتم به في هذا الزمان الحاضر كما في الدهر الآتي، يهتم حتى بعدد شعور رؤوسنا.
* تشكَّل هيكل أجسادنا ونفوسنا بيد الفنان الإلهي نفسه2.
القديس قيصريوس أسقف آرل
ويرى البعض في هذا التكرار إشارة إلى خلقة الآنسان وتجديده في مياه المعمودية على صورة خالقه.
مادام الله هو الخالق والمجدد لخلقتنا لذلك لا يشك المؤمن قط في عناية الله به، إنما في دالة البنوة يصرخ:
"فهمني فأتعلم وصاياك" [73].
* أنت يا رب صنعتني إنسانًا فهيمًا. إذن فهمني، وكمِّل ما نقص مني من الفهم.
أنت جبلتني لكي أكون من خاصتك، وهذه الخصوصية لا تصير إلا بعمل وصيتك. لأنك في الابتداء فرضت على وصية واحدة، لكن الآن إذ صارت سقطاتي كثيرة احتاج إلى وصايا كثيرة. لك أن تُفهمني فأتعلمها، حتى إذا ما أفهمتني إياها أتممها. أما الأشرار فيغتمون ويقولون: هذا غير نافع لنا، ومقاوم لأعمالنا ويجعلنا في عار بعصياننا للشريعة".
أنثيموس أسقف أورشليم