رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ من المعلوم لدينا جميعا ً إن الناس يملكون صفات ٍ عديدة ً ومهارات ٍ مختلفة . ومع ان هذه الصفات والمهارات يمكن ان تكون مفيدة ً لنا وللآخرين في اوقات ٍ كثيرة ، فإنها قد توقعنا في المتاعب ايضا ً . فحياتنا تزخر بالضجيج والانشغال ، على الرغم من ذلك فإن كلمة الله تدعونا الى ان نكون هادئين . فنقرأ في رسالة الرسول بولس الاولى الى اهل تسالونيكي 4 : 10 ، 11 " وَإِنَّمَا أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَزْدَادُوا أَكْثَرَ، وَأَنْ تَحْرِصُوا عَلَى أَنْ تَكُونُوا هَادِئِينَ " فنحن نعيش في عالم ٍ أقل ما يُقال فيه أنه صاخب ٌ ، فهناك اشخاص ٌ يعيشون حياة ً مترفة ً أو مريحة ً الى حد ٍ ما لكن قلوبهم تزخر بضجيج الاحباط وعدم الرضا . فالضجيج يأتي من مصادر كثيرة . وفي بعض الاوقات قد نشغل وقتنا ً بأي شيء ٍ عن سابق قصد ٍ وتصميم ٍ لكي نملأ الفراغ الذي نشعر به في قلوبنا ، لكن الكتاب المقدس يقول في سفر صفنيا 3 : 17 " الرَّبُّ إِلهُكِ......... يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ " ووفقا ً لاحدى الترجمات الاجنبية فإن الله يمنحنا سكينة ً في محبته . فإن كان الله يسكن فينا بروحه ِ فلا بد لسكينته ان تنعكس علينا . بعبارة ٍ أخرى فإنه يعطينا هدوء ً وسكينة ً وطمأنينة ً وسلاما ً ، فهو في وسط كنيسته ِ الاله القادر أن يخلّصنا ويدافع عنا ويحمينا ويعطينا حياة النصرة . ونقرا في انجيل يوحنا 3 : 16 ان الله بين محبته لنا من خلال تضحيته بابنه الوحيد يسوع المسيح " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. " وفي الحقيقة ان الانسان لن ينعم بالسلام الا من خلال ايمانه ِ بيسوع المسيح . لهذا فاننا نقرأ في سفر الجامعة 4 : 6 " حُفْنَةُ رَاحَةٍ خَيْرٌ مِنْ حُفْنَتَيْ تَعَبٍ وَقَبْضِ الرِّيحِ. " والراحة الحقيقية هي تلك التي يقدمها لنا الرب يسوع الذي دعانا في انجيل متى 11 : 28- 30 28 تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. 29 اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي ، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. 30 لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ». اذن لماذا ينبغي لنا ان نهدأ وان نستكين ؟ نقرأ في المزمور 46 : 10 " استكينوا واعلموا أني أنا الله " ( ترجمة الحياة ) فكيف سنتمكن من سماع صوت الله إن كنا منهمكين في اشغال الحياة وصخبها ؟ قال احدهم : لا تضيّع اية فرصة ٍ في ابقاء فمك مغلقا ً . ويا له من تحد ٍ لنا ، لذلك ما احوجنا الى تعلم الدروس واخذ العبر من ابطال الايمان في الكتاب المقدس ، فناظم المزمور 62 : 1 ، 2 يقول " إِنَّمَا للهِ انْتَظَرَتْ نَفْسِي . مِنْ قِبَلِهِ خَلاَصِي . إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي، مَلْجَإِي " من السهل علينا ان نفتح افواهنا وأن نتكلم وأن نتذمر وأن نجادل وأن نصرخ . لكن عندما نسكن في محضر الله فاننا نفسح المجال له للعمل في حياتنا ولملء قلوبنا بسلامه ِ العجيب . فنحن نقرأ في سفر اشعياء 32 : 17 ( ترجمة الحياة ) " فيكون ثمر البر سلاما، وفعل البر سكينة وطمأنينة إلى الأبد،" ويا له من وعد ٍ رائع ٍ لحياتنا . اذن اذا كنت تحب ان تعيش حياة ً ممتلئة ً بالسلام والسكينة والطمأنينة فاننا نشجعك على التوقف ليوم ٍ كامل ٍ عن الشكوى والتذمر والجدل واغتياب الآخرين ، وعوضا ً عن ذلك حاول ان تهدأ وأن تستكين . إن وجدت صعوبة في القيام بذلك اسأل الله أن يعطيك بعض الهدوء والسكينة في قلبك . فإن هدأت قليلا ًستسمع صوت الله بوضوح أكثر من أي وقت ٍ مضى . وختاما ً نتضرع اليك ا ابانا السماوي أن تملا قلب كل انسان بالهدوء والسكينة ، كما اننا نرجوك ان تساعدنا على التخلص من كل ضوضاء في حياتنا ليوم ٍ كامل لكي نتمكن من سماع صوتك العذب ، وساعدنا أن نجد السلام والرضا لا من خلال اعمالنا وجهودنا بل من خلال اتكالنا عليك . نسألك هذا يا رب اكراما ً لاسم يسوع المسيح . آمين |
|