|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بولس والحياة الجديدة بعد القسم العقائديّ (ف 1-11) الذي انتهى بنشيد ولا أروع لسرِّ الله: »ما أبعد غور غنى الله وحكمته وعلمه!... فكلُّ شيء منه وبه وإليه، فله المجد أبدَ الدهور آمين« (رو 11: 33، 36). بعد هذا القسم، كان القسم الإرشاديّ والخلقيّ: »أسألكم، أيُّها الإخوة، برأفة الله أن تجعلوا من أنفسكم ذبيحة حيَّة، مقدَّسة، مرضيَّة عند الله. فهذه هي عبادتكم الروحيَّة. ولا تتشبَّهوا بهذه الدنيا، بل تبدَّلوا بتجدُّد عقولكم لتميِّزوا ما هي مشيئة الله وما هو صالح وما هو مرضيّ وما هو كامل« (رو 12: 1-2). رأفة الله عملت في المؤمنين، وهي تدعوهم إلى السيرة الحسنة في المجتمع الذي يعيشون فيه. كما إلى المحبَّة بعضهم لبعض. لأنَّ الوصايا كلَّها تتلخَّص في وصيَّة المحبَّة. ويبدو الرسول وكأنَّه يقول لهم: أنتم تعيشون في هذه الدنيا، في هذا العالم، فلا تتخلَّقوا بأخلاق أهل الدنيا، بل خذوا أخلاق المسيح. الإيمان يدعونا إلى المحبَّة، فماذا ننتظر لكي نجعل إيماننا يُعطي ثمرًا: في الخدمة، في العطاء، في الرحمة... »لتكن المحبَّة صادقة. تجنَّبوا الشرّ والزَموا الخير. ليُحبَّ بعضُكم بعضًا حبٌّا أخويٌّا. تنافسوا في إكرام بعضكم لبعض« (آ9-10). نبارك الآخرين ولا »نلعن«، نستقبل الغرباء، نبتعد عن الانتقام. »لا يجازي أحدًا شرٌّا بشرّ« (آ17). وخلاصة القول: »تقبَّلوا بعضُكم بعضًا، كما تقبَّلكم المسيح لمجد الله« (رو 15: 7). الخاتمة هي جولة في الرسالة إلى أهل رومة، جولة سريعة في أعمق الرسائل البولسيَّة، التي أدخلتنا في سرِّ الخلاص، خلاص جميع البشر من يهود ووثنيّين. لا فرق فربُّهم واحد. البشر كلُّهم خاطئون، ولهذا يحتاجون كلُّهم إلى الخلاص الذي يحمله الربُّ يسوع. نؤمن بالربّ، نتقبَّل سرَّ العماد، نعيش الحياة المسيحيَّة التي دُعينا إليها ولا نملّ من عمل الخير. صعوبات كثيرة من الداخل والخارج. من الداخل لأنَّنا نميل إلى الخطيئة وقد نعود إلى حياتنا السابقة. ومن الخارج لأنَّنا نعيش في هذه الدنيا وما فيها من إغراءات. ماذا كان موقف جماعة رومة؟ وماذا يكون موقفنا نحن اليوم، بعد أن اعتمدنا، متنا وقمنا مع المسيح؟ لا شكَّ في أنَّنا نرى نفوسنا ضعافًا في هذا العالم، ولكنَّنا متيقِّنون أنَّ الله يوجِّه كلَّ شيء لخيرنا إذا كنّا نحبُّه (رو 8: 28). هو اختارنا، نشكره. هو دعانا، نلبّي دعوته. هو برَّرنا ووجَّهنا إلى القداسة التي بدونها لا يستطيع أحدٌ أن يرى وجه الله. ونحن نطيعه. وفي النهاية، مجَّدنا بحيث نرى المجد الذي كان للابن قبل إنشاء العالم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
انسكاب الروح والحياة الجديدة |
القيامة والحياة الجديدة |
المسيح والحياة الجديدة |
الفصح والحياة الجديدة |
القيامة والحياة الجديدة |