منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 06 - 2013, 05:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

سيلا وقضية الحرية المسيحية
سيلا وقضية الحرية المسيحية

كان لسيلا وبرسابا زميله نصيبهما الواضح فى الدفاع عن الحرية المسيحية إذ أرسلا من الرسل والمشايخ مع برنابا وبولس إلى كنيسة أنطاكية لإذاعة القرار الذى انتهى إليه مجمع أورشليم ، وقد اجتمع هذا المجمع على الأغلب عام 50 م ، وكانت المسيحية تسير فى سبيلها حتى بلغت مفترق طريقين خطيرين وكان عليها أن تختار أحدهما ، وبهذا الاختيار سيتقرر مصيرها النهائى وشكلها الدائم ، أتكون جزءاً من اليهودية وفرعاً منها تحتفظ بشكلها وطقوسها وعاداتها وفرائضها أم تصبح ديانة حرة واسعة سمحاء للإنسانية جمعاء !! ؟ وهل من الواجب على المقبل عليها من الأمم أن يتهود أولا ، فيختتن ويحفظ الناموسى الطقسى الموسوى ، أم يدخل فى الإيمان دون مراعاة لهذا الطقوس والفرائض والعادات !!؟ قال فريق من المؤمنين الذين كانوا فى الأصل قبل المسيحية فريسيين ، وذهبوا إلى كنيسة أنطاكية حيث حدث نزاع كبير ومباحثة فى هذا الموضوع !! .. قال بولس وبرنابا وفريق المتسعين الأحرار : كلا ... وتمسك كل من الفريقين برأيه وأخيراً اتفقوا على استطلاع رأى الرسل والمشايخ فى كنيسة أورشليم فى ذلك ، واجتمع أول مجمع مسيحى فى التاريخ ليناقش قضية الحرية المسيحية ، كان هناك عدد من المؤمنين الذين كانوا فى الأصل من اليهود الفريسيين ، وقبلوا على مضض الذين آمنوا بالرب يسوع من الأمم ، ولكن كان من العسير عليهم تصور فتح باب الخلاص للأمم دون حدود أو قيود أو شروط ولم تستطع قصة كرنيليوس رغم وضوحها وظهورها أن تقنعهم كثيراً ، وعندما بلغتهم أخبار بولس وكنيسة أنطاكية وكيف جاء عدد هائل من الأمم إلى المسيح ، وكيف أن بولس لم يشترط على الاثنين مراعاة الختان والناموس الطقسى ، ثار فريق منهم وسعوا إلى كنيسة أنطاكية من أنفسهم ودون أن يأمرهم أحد ليبثوا أراءهم ودعاياتهم بحماس وتعصب شديد مما دعا الرسول إلى أن يصفهم فى رسالته إلى غلاطية « .. الإخوة الكذبة المدخلين خفية الذين لم نذعن لهم بالخضوع ولا ساعة ليبقى عندكم حق الإنجيل .. » ( غل 2 : 4 ، 5 ) .. كان هؤلاء الإخوة يرون ضرورة الحرص على الختان كشرط للخلاص . والمقصود بالختان هنا ملاحظة كل الناموس الطقسى من أكل وشرب وملبس وأعياد وتطهير ونذور وفرائض وما لا نهاية له من الطقوس التى ناء بحملها جميع اليهود . وأغلب الظن أنهم كانوا يعتقدون بهذه كلها ، لأن المسيح نفسه اختتن وقال إنه ما جاء لينقض الناموس بل ليكمل ، وظنوا أن الأمم ينبغى أن يظهروا انفصالهم عن الوثنية بعلامة الختان وترك العوائد والأوضاع الأممية والاحتفاظ بالطقوس اليهودية عند دخولهم الكنيسة كرمز أكيد لحياتهم المنعزلة النقية ، أما بولس فقد رأى فى هذا تناقضاً مع الإعلان الإلهى الصريح بفتح الباب دون شرط أمام الآتين من الأمم ، ورأى أن هذا الرجوع إلى الطقسية ، إبعاد وإضعاف وتحطيم للخلاص بالإيمان الذى ينبغى أن يكون له الموضع الأول والأخير فى علاقة المخلصين بسيدهم ، كما أن المسيح ذاته أبطل بجسده ناموس الوصايا فى فرائض ، إذ كانت هذه رموزاً تنتظر مجيئه ، وعندما جاء الأصل بطل الرمز !! .. هذا هو النزاع الذى نشب بين بولس وبرنابا من جهة ، وهؤلاء الإخوة من جهة أخرى ، وأبى كل من الفريقين أن يتزحزح عن مكانه أو يغير موضعه ، وإذا كان هذا النزاع فى حد ذاته مما يوجب الأسف أو يدعو إلى الألم ، إلا أنه يعطينا شيئاً من الرجاء وعدم اليأس عندما نرى المنازعات الكثيرة أمامنا ، فلقد كان فى الكنيسة الأولى نزاع ، ويعطينا أن نفهم متى ينبغى أن نسالم ومتى ينبغى أن نناضل ونحارب ، فعندما نرى الحق والنور ومجد اللّه تتعرض للاساءة والهوان والمذلة علينا أن ننسى كل شئ إلا أننا جنود السيد وأبطال الحق، .. من يستطيع أن ينكر على لوثر دفاعه عن الغفران المسيحى الكامل، وحججه التى ألصقها على أبواب كنيسة ويتنبرج!!؟ ومن يستطيع أن يلوم كلفن الذى ربض فى مدينة جنيف يكتب كتبه العظيمة التى أثارت أوربا بأكملها !!؟ ومن يقول ليوحنا نوكس فى أدنبره أخطأت وأنت تتحدى السلطات والخطية من فوق منبرك العظيم !!؟ ومن يمكن أن يرد يوحنا ويسلى الذى خرج من اجتماع صلاة فى لندن ليبشر بإنجيل هز انجلترا والعالم هزاً عنيفاً !! .. هؤلاء بولس وبرنابا ولوثر وكلفن ونوكس وويسلى وغيرهم أبطال اللّه وجنود المسيح الذى يعلموننا متى وكيف نحارب لأجل الإنجيل !! ..
فى كتاب جميل لجريس ونتر هذه القصة الرمزية الطريفة : منذ أيام بعيدة جداً كان هناك بستانى ماهر يحب الأزهار، وقد أهداه أحدهم قطعة كبيرة من الأرض ، ومع أن أغلب القطعة كان لا يصلح للزرع ، ولكن البستانى الماهر صمم أن يجعل منها حديقة غناء جميلة ، فأخذ يتنقل فيها هنا وهناك حتى أبصر رقعة في الوسط أصلح من غيرها، فعزم على أن يبدأ فيها بالزرع وقال: فى هذا المكان سأنشئ حقل تجارب يمدنى بالبذور والزهور والأشجار والزنابق الجميلة ، وخوفاً عليها من عدوى الحسك والأشواك والزهور البرية ، بنى حولها سوراً عريضاً مرتفعاً يحميها من كل ما يأتى عليها من الخارج ، وقالت الأزهار بعضها لبعض داخل السور ، إن البستانى لنا وحدنا لأنه يقصر عنايته علينا ولا يمكن أن يرعى الأرض القاحلة فى الخارج المملوءة بالأعشاب . على أنها امتلأت دهشة يوماً ما إذ أبصرت البستانى ينقل إليها من الخارج زهرة أو زهرتين بريتين ويعنى بهما عنايته بها ، وأكثر من ذلك رأت الأزهار رجالا يهدمون السور من أعلاه إلى أسفله فصاحت لابد أنها غلطة ، فبستانينا لا يقصد أن يزيل السور ونحن نرحب بمجئ الأزهار الخارجية إلينا على أن يبقى السور كما هو ، لكن البستانى ابتسم وصاح : «لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير»... وأنت أيتها الأزهار ما وضعتك فى هذا المكان وبسطت عليك من الرعاية والعناية والمحبة الكثيرة إلا لأجعل منك خيراً لما هو حولك من أرض فاهدأى واسكنى واعلمى أنى أريد الأرض كلها حديقة واحدة جميلة زهراء » ... أعطى مجمع أورشليم الحرية الكاملة للأمم ، وتحفظ فيما يمنع اللوم والعثرة ، كأكل ما يذبح للأصنام والدم ، وهو ما يصدم المؤمن ويعثره لما فيه من عبادة وثنية ، والمخنوق الذى كانوا يخنقونه ليحتفظوا بدمه فيه ، وهذا من شهوات الوثنيين ووحشيتهم . والزنى ، ولا يقصد به عمل الفحشاء والمنكر من الناحية العامة ، فهذا بداهة ويقينا معروف أنه خطية وإثم ونجاسة ، ولكن المقصود على الأغلب أمرين هما الإباحية فى الزواج عند الوثنيين مما لم تكن تجيزه الشريعة اليهودية كبعض زواج الأقارب المحرم ، والفساد الذى كان يجرى فى المعابد كنوع من العبادة الأممية !! .. وقد دونوا هذا فى رسالة أرسلت إلى الكنائس ، .. وقد صحب سيلا وبرسابا بولس وبرنابا ليشهدا بهذه الحقيقة فيما اطلق عليه « ماجنا كارتا » أو دستور الحرية المسيحية الذى رفع عن أعناق المؤمنين نير الناموس الطقسى وفتح الباب واسعاً أمام الجميع لقبول الإيمان المسيحى ، ... ومن الطريف أن يوستنيان الشهيد قال عام 150 م فى حديث تهكمى : « وحتى المسيحيون الذين يحافظون على الشعائر اليهودية يمكن أن يخلصوا » ، مما يشير إلى انتصار الروح المسيحية السمحة التى حملها سيلا إلى الكنيسة وكان واحداً من دعاتها وأبطالها !!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سمات الحرية المسيحية
سمات الحرية المسيحية
سيلا الساحر وقضية الحرية المسيحية
الحرية المسيحية
الحرية فى نظر المسيحية


الساعة الآن 12:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024