بأسم الاب والابن والروح القدس
الاله الواحد امين
الجنس في الكتاب المقدس
ان الكتاب المقدس صريحا في التحدث عن الامور الجنسية و لم يتردد في ذكر الاحداث مع شيء من التفصيل وبما انه سجل لتعاملات الله مع البشر عبر التاريخ فانه لم يدرس الجنس من الناحية العلمية بل هو سجل للاسس الاخلاقية فكلمة الله تحدثنا بصراحة ان ادم عرف حواء فولدت قايين وكلمة عرف هنا يقصد بها الممارسة الجنسية التي من بدء الخليقة كانت وسيلة للتكاثر
كما ان تاريخ الكتاب المقدس يسجل لنا مشكلات العلاقة الجنسية كالانحرافات والزنى وغيرها ويوضح من خبرة الاحداث وحياة الافراد ماهو صواب وما هو خطأ فمثلا يحدثنا عن خطيئة ابنتي لوط وعن مضاجعتهما اباهما وكذلك يحدثنا عن خطيئة يهوذا ومعاشرته كنته ( تامار ) وعن خطيئة الملك داؤد مع (بتشابع) زوجة (اوريا)
هل العمل الجنسي مقدس ؟ أم خطيئة ؟
العمل الجنسي مقدس وطاهر اذا عرفنا كيف نستخدمه لانه من صنع الله فقد خلق الله كل شيء طاهرا في الانسان ووجد الله ان كل ما صنعه حسن جدا ( تك 1\28 )
من البدء خلق الله الانسان ذكرا وانثى وجعل بينهما علاقة تربطهما علاقة انسانية وجنسية فقد كانت العلاقة الجنسية موجودة منذ البداية ولقد خلق الله ادم وحواء وباركهما وقال لهما ( اثمروا واملاوا الارض ) ان الاثمار لا تتم الا بالعلاقة الجنسية فهذه العلاقة هي طبيعية طاهرة ومقدسة
العلاقة بين الحشمة والجاذبية والاغراء
الحشمة في المظهر هو مطلب اجتماعي عادي سواء للرجل او للمرأة فالظهور بمظهر مناسب ومقبول يعتبر من احساسات الذوق الرفيع فأختيار الالوان المتناسقة وتصفيف الشعر وتناسق الملابس وغيرها تعبر عن الاختيار السليم والمهم ان تكون هناك حشمة في الملبس والمظهر لانهما عنصران يعاونان الانسان على احترام ذاته ويحملان الغير على احترامه
الجاذبية لا ترتبط بالمظهر فقط وانما بشخصية الانسان التي تشمل عقله وعمله وطريقته بالتصرف واسلوبه بالتعامل مع الاخرين كل هذه تقف معا والا ما فائدة الانسان ان يكون جذابا بمظهره ولكنه ناقص العقل ؟ من المؤكد انه يفقد هذه الجاذبية
فهناك شخص يجذب الجميع اليه من خلال كلماته الحلوة (نكتجي) او عمق تفكيره بالتصرف الناضج او القيام بالدور اللائق الجذاب فرغبة الانسان ان يكون جذابا في شكل جسمه او جمال صوته او في ملبسه او في عطره او الحلي والزينة للمرأة هي جزء مهم من تكوين الانسان الاجتماعي
الاغراء هو معاونة الشخص الاخر الذي يغريه على ان يضعف امامه ، يتحدث العهد القديم عن الاغراء كيف اغرت (دليلة) (شمشون) و (حواء) ( ادم) فالمرأة التي تعمل على ان يسقط رجل معها هي التي تغريه كما ان الرجل الذ يعمل على اسقاط المراة معه جنسيا يقوم بدور الاغراء
الا ان السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو :
هل تختفي المرأة وراء ستار لكي لا يسقط الرجل في اغرائها ؟ او هل تحرم المرأة من المجتمع لمجرد الخوف ان الرجل قد يراها ويعجب بها وبالتالي يشتهيها ؟ وهل تمنع المرأة من الزينة حتى لا يعثر الرجل ؟ وهل تختفي المرأة وراء ملابس من راسها الى قدميها حماية للرجل ؟
ليس من العدل حرمان المراة من الحياة لصالح الرجل بل من الطبيعي احتكاك الرجل بالمراة في المجتمع يحول النظرة المتبادلة من نظرة باحثة عن المتعة الجنسية الى نظرة انسانية ( ان الجاذبية لا تتحول الى اغراء ما لم تدخلها ارادة الشر وقد تدخل ارادة الشر من دون وجود المظاهر الجذابة او بوجودها بلا تفريق
درجات العلاقة بين الفتى والفتاة
الزمالة يعيش الفتى والفتاة جنبا الى جنب في الجامعة والمكاتب والشركات الخ والدور الطبيعي العادي لعلاقة الجنسين هو دور الزمالة فالحدود العادية لحياة الزمالة و المتعارف عليها هي العمل بالتعاون في المهمات التي ترتبط به الى جانب بعض اللمسات الانسانية والاستلطاف ولا ننسى ان كثرة اللقاءات المرتبطة بالعمل قد تدفع الزمالة الى ان تتطور الى خطوات اخرى
الصداقة هي ارتباط بين اثنين بشيء معين بضمنه اعجاب مشترك ومتبادل يدخل فيه خفة الدم واحترام الذات وزيادة قيمة الفرد وتدعيم المشاركة الفكرية وتنميتها وتمتد الصداقة الى الاهتمام بالطرف الاخر والاهتمام بظروفه في الصحة والمرض وفي الفقر والغنى وفي الفن والدراسة الخ ولكن يجب ان لا تبنى الصداقة على المصلحة لانها لن تدوم
ولا بد للصديق ان يوجه صديقه اذا اخطا وينتقده ليعاونه على التفكير الناضج فان ( التوبيخ الظاهر خير من الحب المستتر ) و ( غاشة هي قبلات العدو ) امثال 27\5-6
الالفة هي خطوة متقدمة بعد الصداقة وتكون بين اثنين فقط (فتى واحد وفتاة واحدة) فلا يمكن لشخص ثالث ان يدخل في علاقة الالفة دون ان تحدث غيرة وصراع وشك في عمق ولاء الطرف الثاني لانه يظن ببساطة ان اسراره الشخصية قد تصل الى الطرف الثالث
ان تحول الصداقة الى الالفة يحول العلاقة من صفة التزام عام الى صفة التزام خاص وكثيرون يدخلون بعلاقة الالفة بدافع الحاجة الى الحب وهم لا يدركون الالتزامات التي تقع عليهم لذا عند فشلهم تبقى الجروح عميقة لذلك كان لا بد للانسان قبل ان ينتقل من مرحلة الصداقة الى الالفة ان يتأكد من ان الالفة فيها التزامات عاطفية لا بد ان يكون قد اعد لها فمن المتعارف عليه عندنا ان مرحلة الالفة تكون في مرحلة الخطوبة
تحياتي للجميع