منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 02 - 2021, 02:24 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

النبي ايلياس الغيور



النبي إلياس الغيور

ولادته ، ككل حياته ، تقترن بالنار
عندما ولد النبي ايلياس في تشبا ، في ارض جلعاد من فلسطين القديمة رأى ابوه سافا رؤية بينما كان الصبي في مهده ، اطل ملاك نوراني وراح يطوف حول الطفل وهو يحيك ثيابا من نار احاطت بالصبي من كل جهة .
لما ذهل الاب الخائف ، لاحظ امرا اكثر غرابة : كان الملاك يطعم الطفل لهيب نار ! ماذا يمكن لهذه الاحداث ان تعني ؟ ولئن كان المصعوق سافا لم يكن يعرف ذلك في حينه ، الا ان ابنه ايليا ( 900-948 ق م ) كان مقدرا له ان يكون النبي الاكثر نارية في تاريخ العالم انه شخصية كتابية ( اسمه يعني : يهوه هو الله ) ، كان ايليا يقارع الملوك طوال حياته ، وكان ينذر الامم القوية ان اعظم خطيئة هي الابتعاد عن الله ، وان قصاص الله على الذين يعبدون الاصنام بدل عبادة الاله الحقيقي يتضمن هلاك الوثنيين .
ولد في سبط هارون حوالي سنة 900 ق م ، كان ايليا نبيا مرهف الاحساس ويخاف الله ، وسرعان ما اظهر غيرة عظيمة للاقتراب من الله القدير ، حتى عندما كان طفلا ، كان يطوف البراري وهو يصلي ويتأمل ، واثناء حياته الصاخبة في القرن التاسع قبل الميلاد كانت اعظم مواجهاته مع الملك اخاب وزوجته الظالمة ايزابيل ، وعندما اقنعت الملكة اخاب ان يقيم هيكلا للاله السوري بعل ، كانت المعركة مرشحة لأكثر المواجهات بأسا وقسوة في العهد القديم ، واعني بها المواجهة الرهيبة بين النبي ايليا واخاب .
الا ان هذه المعركة الكلاسيكية بين قوى الايمان الحقيقي ، وقوى الوثنية ، كانت من الاحداث العجائبية الخانقة التي تملأ حياة رجل الله ايليا ، احيانا يشار اليه بالتشبيتي ( مسقط رأسه : تشبا ) ، كان الناري ايليا في بعض الاحيان يتحدى الواقع الاعتيادي ، ويذهل الناظرين اليه باجتراحه العجائب التي تذهل العين ، ومن جديد كان يرهب كل من كان حوله باظهاره قدرة الله ، وكان يقوم بأعمال يعجز عن فهمها الانسان .
وفي احدى المناسبات ، على سبيل المثال ، راح ايليا النبي يصلي الى الرب ، وبقدرة الرب ، حبس المطر طوال ثلاث سنوات ، وفي مرة اخرى ، وعلى جبل الكرمل ، وفي مواجهة يراد منها اظهار قدرة الله الواحد الحي ، بازاء قوة الاصنام المزيفة ، كان بمقدور ايليا ان ينزل نارا من السماء على الذبائح التي كان قد اعدّها لله ، وبهذا برهن على حقيقة ازلية اله اسرائيل ، وفي اعجوبة ما تزال تلهم المسيحيين ، راح يزيد الطحين والزيت في مخزن الارملة التي في صرفة صيدا ، وذلك كي يحول دون وقوعها في الجوع والعوز ، وعندما مات ابنها ، كان ايليا حاضرا ، فأعاده الى الحياة بأعجوبة يبدو انها سبق ان صورت اقامة لعازر من بين الاموات على يد ابن الله بعد 800 سنة .
ومن جديد فان ايليا سوف يجد نفسه في ظروف رهيبة تستدعي التدخل السماوي ، على جبل حوريب سوف يخاطب الله القدير ، بينما هو يستمع صوت الرب في نسيم عليل ، وعلى مقربة من النهر الهادر ( حوراث ) يختبيء ايلياس من اعدائه بايعاز من الرب القدير ، وكانت تطعمه مجموعة من الغربان ، ومع خليفته اليشع سوف يشق نهر الاردن ، لينتقل الى الاخدار السماوية في عربة نارية تجرها احصنة من نار ، وبالتوازي مع نبي اخر هو موسى ، يظهر ايليا الى جانب الرب يسوع المسيح ، ابن الله ،اثناء التجلي على طور ثابور .
وايليا الذي يلبس ثوبا من فرو الغنم ، ويتمنطق بحزام ، انطبعت صورته في وعي العالم الغربي طيلة 2000 ، كل شيء عن ايليا حصل على نطاق عظيم وضخم ، في قيشوند ، ذبح ايلياس 450 كاهنا وثنيا كانوا مشغولين بعبادة الاصنام ، وبقيادة رعاياهم الى الغموض والخطيئة .
وفي احدى النقاط ، وعندما بلغ حد الموت ، راح ملاك من الرب يطعمه ، فتقوى وسار بقوة تلك الاكلة 40 يوما وليلة دون ان يتوقف للراحة .
وبعد ان تنبأ ان الملك الوثني اخاب سيهلك لابتعاده عن اله الاسرائيليين الحقيقي ، يعود ايليا ويتنبأ من جديد عن الميتة المروعة التي ستحل بابن اخاب احزيا ، ولعل اعظم انتصاراته عند نهاية حياته ، حوالي 849 ق م عندما نقلته عربة نارية بينما كان يكلم خليفته اليشع ، فاندفع الى السماء في هيئة نارية ، كان رحيله المذهل من هذه الحياة في عهد يوشافاط ملك يهوذا ( 873 – 849 ) بحسب معظم مؤرخي العهد القديم .
واحدى اعظم النضالات في حياة ايليا الطويلة ، كانت معركته العنيفة مع اخاب الملك المقتدر وزوجته الظالمة ايزابيل ولأن هذين الاثنين كانا قد ادخلا عبادة اله البعل الى حياة الاسرائيليين ، انحدرت البلاد الى الفساد والفوضى الاجتماعية ، لم يتردد ايليا ان يصف الكارثة او نتائجها ايضا ، وبصوت عال صرخ في وجه الملك والملكة متهما اياهما في التسبب بالكابوس الذي كان الاسرائيليون يرزحون تحته .
طالب ايليا اخاب بالتوبة ، ولكن عندما ابى اخاب ان ينصاع ، راح ايليا ينذره ، ثم انذره باحتباس المطر وبدء المجاعة في اوساط الاسرائيليين ، وبالفعل ، فقد حصلت هذه كلها ، فاستشاطت الملكة غضبا وامرت جندها ان يقتلوا ايليا على الفور ، الا ان الله تدخل من جديد ، وارسل ايليا الى البرية ، وكانت الطيور تطعمه ، وبعد ان طالت المجاعة والجفاف ثلاث سنوات ، نهض ايليا من جديد بأمر من الله وعاد الى اخاب كي يقول له مرة اخيرة انه لم يكن يتعبد اله الاسرائيليين الحقيقي ، بل لآلهة مزيفة .
وبعد ان اقتاد ايليا الملك وشعبه الى جبل الكرمل مع كهنة البعل ، امر بتشييد مذبحين واحد لخدمة اله الاسرائيليين ، واخر من اجل ذبائح اله البعل ، وعندما اعدت الذبائح وقربت لحظة الحقيقة ، صمتت الجماهير ، فقام ايليا ووقف امامهم هيئة رهيبة في ثوب الغنم ، وصرخ عاليا : المذبح الذي عليه تنزل النار ، يكون مذبحا للاله الحقيقي .
وطوال ذلك النهار الطويل حاول الوثنيون ان ينزلوا نارا من الهتهم بعل ، الا ان صلواتهم لم تنفع .
وعندما بدأ الظلام يسدل ستاره على الجبل ، جمع النبي اثني عشر حجرا وراح يشيّد بها مذبحا ( والحجارة دليل على عدد اسباط اسرائيل الاثني عشر ) ، وبعد ان اتم ايليا تشييد المذبح ، وضع الذبائح الحيوانية على النار وامر اعوانه ان يجعلوا خندقا حول المذبح ، وان يملأؤه ماء ، وفي الوقت عينه امر ان تغطس الذبائح بالماء المرة تلو الاخرى ، وبعد ان تم له ما اراد ، رش الماء على ما حول المذبح كي لا تحرقه النار .
وصار ايليا بكلمات تنم عن سلطان ، وتضرع الى الله ان يرسل نارا ازلية تحرق كل الذبائح وذلك كي يتبين للجميع وجوب اختفاء عبادة الاوثان في كل مكان يخضع لآخاب ، وان يعود الاسرائيليون الى عبادة الاله الحقيقي الواحد ، اله اسرائيل .
وما اعقب هذا كان واحدا من السيناريوهات التي لا تنتسى في العهد القديم ، كانت عاصفة نارية ، اتونا مقدسة اشتعلت في السماء ونزلت على الجبل كالصاعقة ، كانت الحرارة شديدة للغاية من جراء هذا الحريق العجائبي الذي اتى على المذبح والذبائح والحطب ، لابل ان النار اشتعلت في الماء ايضا ، ففزع الحاضرون من النار التي طلبها ايليا ، فقاموا وصرخوا بصوت واحد : ” في الحقيقة ان الرب هو الاله الواحد وليس بازائه اخر “.
وكانت النتيجة لا تنتسى ولا يمكن صدها ، الا ان العظيم ايليا لم ينته بعد فقد صلى من اجل عودة الامطار التي كانت قد حبست طيلة ثلاث سنوات ونصف ، وكان الطوف العارم ، ولمدة ايام غمرت المياه الاراضي مروية الارض العطشى التي ضربها الجفاف في كل انحاء فلسطين .
وعندما رأى اخاب ما فعله ايليا ، تاب ، لا بل امر ان يقتل جميع كهنة البعل على الفور ، فاستعادت الامة عبادة الاله الواحد ، اما ايزابيل فكانت قاسية ، ومازال قلبها يتبع البعل ، فقامت تسعى لقتل ايليا .
الا ان جميع مساعيها باءت بالفشل ، وظل ايليا حيا ، وظل يتنبأ ، وبعد ان حمل الى السماء على مركبة نارية ، مايزال الى اليوم يلهم المسيحيين ويعزيهم بالشجاعة والثبات التي اظهرها طوال حياته لله القدير .
وهذه الخدمة لم تنته بعد بحسب تقاليد الكنيسة المقدسة التي تخبرنا ان النبي سوف يخدم في احد الايام كسابق لمجيء يسوع المسيح ، وبحسب التقاليد ، فان ايليا سيبلغ حقيقة ابن الانسان ، ويحض الناس على التوبة ، ويقتل على يد ضد المسيح في فعل خيانة تعلن نهاية العالم .
ان حياة ايليا النبي مدونة في عدد من اسفار العهد القديم ( 3 ملوك ) ( 4 ملوك ) ( سيراخ ) ( الجامعة 48 : 1- 51 ) ( مكابيين 2 : 58 ) ، وايضا في العهد الجديد الذي يصف ظهور ايليا في زمن تجلي الرب على طور ثابور ( متى 17 : 3 ) ( مرقس 9 : 4 ) ( لوقا 9 : 30 ) .
ان سيرة ايليا اذهلت العالم في كل مكان ، وحضوره مطبوع بقوة في المسيحية ، ولد في النار ، وانتقل الى السموات على عربة من نار ، ايليا سيبقى الى الابد رمز للمحبة وللعلاقة الابدية بين الله والانسان .
من ايليا نتعلم ان الله يكرم الذين يطلبونه ويتبعونه .
طروبارية باللحن الرابع :
” ايها الملاك بالجسم قاعدة الانبياء وركنهم ، السابق الثاني لحضور المسيح ايليا المجيد الموقر ، لقد ارسلت النعمة من العلى لأليشع ليطرد الاسقام ويطهر البرص ، لذلك يفيض الاشفية لمكرميه دائما “.
قنداق باللحن الثاني :
” ايها النبي الذي سبق فنظر اعمال الله العظيمة ، ايليا العظيم اسمه ، يا من بكلمتك اوقفت جريان ماء السحب ، تشفع من اجلنا الى المحب البشر وحده “.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
النبي الغيور
النبي إلياس
إلياس النبي
إلياس أو إيليا النبي
النبي إلياس التسبيتي


الساعة الآن 02:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024