يبدو من الغباء أن يترك الراعي التسعة والتسعين خروفا ليبحث عن خروف واحد ضال (لوقا 15: 4). ولكن التسعة والتسعين في أمان، لذا يجب إظهار الرحمة لذاك الذي ضّل، والذي تحتاج إليه التسعة والتسعين لتكملة العدد ويعود الكمال للمئة. الله لا ولن يرضى بأن يضيع خروف واحد من خرافه. الله لا ولن يرضى بأن يهلك إنسان واحد قبل أن يصنع المستحيل لكي يُخلصه. لماذا؟ لأنه محبة. يقول يوحنا الرسول " وما تَقومُ عَلَيه المَحَبَّة هو أَنَّه لَسنا نَحنُ أَحبَبْنا الله بل هو أَحَبَّنا فأَرسَلَ ابنَه كَفَّارةً لِخَطايانا"(1 يوحنا 4: 10)؛ فإن حب الله لكل إنسان عظيم حتى انه يبحث عن كل واحد لا رجاء له، ليقدِّم له الخلاص. ولو لم يبحت الراعي عن الخروف الضَّالّ، لكان يحقُ للتسع والتسعين أن تشكّ بخلاصها، لأنها هي معرّضة للضلال وتكون إّذّاك معرّضة لعدم اكتراث الراعي. ولكن طالما أن الراعي ترك التسعة والتسعين ليبحث عن الضَّالّ، فإن هذا يعني أنَّ مشروع الخلاص يطال الجميع.