في ذكرى وفاته.. سعد الدين الشاذلي قائد ظلمه التاريخ
الأبطال لا يموتون حتى وإن رحلوا، فالتاريخ لا ينسى من ضحى وبذل كل ما يستطيع لأجل الوطن ولرفعته وذاكرة الشعوب أيضًا لا تنساهم، بل تظل اسمائهم عالية عنان السماء وبطولاتهم روايات وحكايات تتبادلها الأجيال.
وتحل اليوم الذكرى السادسة على وفاة واحدًا من هؤلاء الأبطال، الفريق سعدالدين الشاذلي، الذي رحل في مثل هذا 10 فبراير من العام 2011، قبل يوم واحد من تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، عن عمر يناهز الـ 89 عامًا.
والشاذلي من مواليد محافظة الغربية في إبريل 1922، والتحق بالكلية الحربية في 1939، وتخرج منها في يوليو 1940 ملازما في سلاح المشاة، وبعدها تم انتدابه إلى الحرس الملكي، ثم جاءت مشاركته في الحرب العالمية الثانية حرب فلسطين 1948.
وقام الفريق الشاذلي بتأسيس أول فرقة مظلات شاركت في العداون الثلاثي على مصر، وشارك في حرب الاستنزاف، وشغل منصب رئيس الأركان للقوات المسلحة في الفترة من 16 مايو 1971 إلى 13 ديسمبر1973، ليكون أحد المشاركين الأساسيين في نصر أكتوبر المجيد.
ويعتبر الفريق سعد الدين الشاذلي هو الرأس المدبر لحرب أكتوبر، لأنه من وضع الخطة للهجوم على اسرائيل التى سماها بـ "المآذن العالية"، ويقول عنها في مذاكرته: "إن ضعف الدفاع الجوي يمنعنا من أن نقوم بعملية هجومية كبيرة، ولكن من قال إننا "نريد أن نقوم بعملية هجومية كبيرة، ففي استطاعتنا أن نقوم بعملية محدودة ، بحيث نعبر القناة وندمر خط بارليف".
واتسمت علاقة الشاذلي بالسادات توترًا بسبب الاختلاف في وجهات النظر خلال الحرب، حيث طلبت الجبهة السورية تقدم القوات المصرية لتخفيف الضغط عليها من الجانب الإسرائيلي، فقرر السادات تطوير الهجوم شرقا لمسافة 12 كيلو متر، وهو ما عارضه الفريق سعد الدين، لأن ذلك يخرج القوات المصرية من تحت مظلة الدفاع الجوي، وقد يتسبب في خسائر بصفوفها.
وفي 13 ديسمبر 1973، اقاله السادات من منصبه وعينه سفيرًا لمصر في بريطانيا حتى 1975، ثم سفيرا للبرتغال حتى 1978، وعند طرح وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، كان الشاذلي من أشد المعارضين لها، وقرر ترك منصبه.
وبعدها لجـأ الجزائر أحيل لمحكمة عسكرية بعد نشره كتابا يتناول خلافاته مع السادات في 1978، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وظل في الجزائر 14 عامًا، وعاد إلى مصر في 1992.
وعند وصوله قبض عليه ليقضي فترة في السجن قبل أن يفرج عنه، ومن وقتها ظل بعيدًا عن الأضواء ومهمشًا دوره إلى حد كبير في حرب أكتوبر في كتب التاريخ، حتى جاءت ثورة 25 يناير 2011، لتحيي اسمه.
وقام الثوار في ميدان التحرير بأداء صلاة الغائب على روح الفريق سعد الدين الشاذلى، وفي أكتوبر 2012 تم منحه قلادة النيل العظمي، وهي أرفع درجة تكريم مصرية، وتمنح للأشخاص الذين قدموا إسهاما مميزًا.