|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يرعاك بين اصابعه الله يعرفنا جيدا ً ، هو صانعنا ، هو الذي نسجنا في بطون امهاتنا . وهو يعدّنا لقصد ٍ خاص . وهو يعينّنا لأعمال ٍ محددة . لم يخلق أحد منا عبثا ً أو لتحصيل حاصل أو بلا سبب . يقول اشعياء النبي : " الرَّبُّ مِنَ الْبَطْنِ دَعَانِي. مِنْ أَحْشَاءِ أُمِّي ذَكَرَ اسْمِي " ( اشعياء 49 : 1 ) الانسان والامم يدعوهم ويذكرهم لمهمة ٍ خاصة وتكليف ٍ معين وأمر ٍ بذاته . ويستمر اشعياء النبي فيقول : " وَجَعَلَ فَمِي كَسَيْفٍ حَادٍّ " لأنه كلفه ُ بأن يحمل كلامه ُ للشعب ، كلاما ً قويا ً حادا ً حازما ً " فِي ظِلِّ يَدِهِ خَبَّأَنِي وَجَعَلَنِي سَهْمًا مَبْرِيًّا. فِي كِنَانَتِهِ أَخْفَانِي . " في الظل حيث لا ضوء ، لا نور ، لا شمس أو قمر . كل واحد ٍ منا يغشاه الظل في فترة ٍ من فترات الحياة ، وهذه الفترة ضرورية قبل ان يبهر نور الشمس عيوننا . نحتاج الى الظل ، الى الراحة من الوهج لنرى جمال الالوان وروعة النور ، وهذا الظل في يده ، في يد الله ... يخبئني في ظل يده .. لا ظلمة ً داكنة ً قاسية قاتلة سوداء تعيسة ، بل ظل ً هادئ ٌ رقيق ، اعتى التجارب ، ظل ٌ هادئ رقيق في ظل يده يحتضننا فيه ، يعلّمنا ، يدرّبنا ، يعدّنا ، يجهّزنا ، يعتني بنا . واثناء ذلك يجعلنا سهام ً مبرية ، سهاما ً حادة ً قوية ً قادرة .. قادرة ً على تنفيذ المهمة والقيام بالتكليف وتحقيق الأمر . يُجلسك الله في الظل ليعدّك لما أعدّه لك وما اعدّك له . يضعك في يده ٍ ويخفيك الى ان تنمو وتنضج ويصلب عودك ، ثم يطلقك سهما ً مبريا ً ينطلق الى ابعد ما يريدك ان تصل اليه وتحقق اسمى واعظم و اقصى وامجد مقاصده ٍ وأهدافه . لا تحزن لوجودك في الظل ، ظل يده ِ يضلك . لا تيأس إن طال بقائك في الظل فلم يحن وقت انطلاقك بعد . لا تتعجل الانطلاق فالوقت ملك ٌ له . لا تخشى النسيان في الظل فيده ُ تحيط بك . وحين يُطلقك يتبعك بنظره ِ بعنايته ِ بمحبته ِ . انت له ، في الظل في يده . وانت له في الخلاء منطلقا ً من يده . يرعاك بين اصابعه ويرعاك مرسلا ً من قِبله . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بمهارة يدية يرعاك |
يرعاك |
تأمل - اصابعه على عنقي |
الله يرعاك |
أدعو ربي أن يرعاك يا أروع رجل |