صوت الشيطان هو صوت الشك في محبة الله
تركزت عينا حواء في ثمر الشجرة المحرمة، واستطردت الحية تقول بصوتها الخادع : ((الله عالم أنكما يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر)) كيف انسابت هذه الكلمات إلى أذني حواء ؟ أي صورة رسمتها في ذهنها لله ؟ هنا بجدر بنا أن نقف قليلا , فلا شك أن حواء قالت لنفسها : إذا كان ثمر هذه الشجرة سيجعلنا كالله , فلماذا حرمنا الله من أكله ؟ ألعله لا يحبنا بالكفاية ؟ ألعله لا يريد لنا الرفعة والمجد والجلال ؟ وبدأت بذور الشك في محبة الله تغمر هذا القلب النسائي الضعيف , واجتمعت عليه كل عناصر الإغراء والغواية من شك في صدق كلمة الله إلى شك في حقيقة دينونة الله , إلى شك في محبة الله , وعندما تملكت هذه الشكوك قلب حواء بدأ صوت التحذير الإلهي يضعف في ذهنها , وصوت الإغراء الشيطاني يقوى في أرجاء نفسها ! ثم تأتي نهاية المأساة , فينتصر الشيطان على الإنسان , وتنظر حواء إلى الشجرة فترى ((أن الشجرة جيدة للأكل ,وأنها بهجة للعيون ,وأن الشجرة شهية للنظر , ثم نقرأ عن الخاتمة المخيفة ((فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضا معها فأكل)) وهكذا سقطت حواء أم الإنسانية , وسقط معها آدم أبو البشر أجمعين !!