رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحضان الله الدافئة إن أي ابن يحمل في خلايا جسده صفات أبيه الوراثية، وهي التي تجعله يشبه أباه، وهي التي تشهد له أنه ابن لذلك الأب دون غيره. أما الروح القدس الموهوب لنا من الله فهو الذي يهبنا نعمة البنوة لله، كقوله: "ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: يَا أَبَا الآبُ" (غل 4: 6). ("يا أبا" تعبير لغوي يعبر عن الدالة القوية لله الآب). إننا بالروح القدس نشعر بحب أبونا السماوي لنا، وبه أيضًا نشتاق لله ونحبه كأولاد له، وبدون سكناه فينا نفقد قوة بنوتنا لله. لقد سكن فينا روح الله القدوس، لكي لا نعاني اليتم، كقوله: "لاَ أَتْرُكُكُمْ يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ" (يو 14: 18). إن الأحضان الأبوية هي أول وأهم نعمة أبوية يتمتع بها الابن، لأنها تعبر عن الحب الأبوي الصادق. في مَثل الابن الضال فتح الأب ذراعيه ليحتضن ابنه الأصغر الراجع إليه من عمق الخطية، كقوله: "فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ" (لو 15: 20). يحتاج الإنسان في هذه الحياة المليئة بالأوجاع والضيقات والأحزان للأحضان الإلهية الدافئة المعزية. لقد رأت جموع الشعب في الرب يسوع المسيح الأبوة والحب الذي جذبهم إليه، كقوله: "وَلِلْوَقْتِ كُلُّ الْجَمْعِ لَمَّا رَأَوْهُ تَحَيَّرُوا، وَرَكَضُوا وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ" (مر 9: 15). وقد انجذب الجمع نحوه، لأنه شعر بآلامهم وأوجاعهم، ورحَّبَ بهم، كقوله: "فَالْجُمُوعُ إِذْ عَلِمُوا تَبِعُوهُ، فَقَبِلَهُمْ وَكَلَّمَهُمْ عَنْ مَلَكُوتِ اللهِ، وَالْمُحْتَاجُونَ إِلَى الشِّفَاءِ شَفَاهُمْ" (لو 9: 11). أخي الحبيب... أنت تحتاج وقت ألمك وضيقك للأحضان الإلهية المفتوحة لك على الدوام، إن أحضان الرب يسوع المسيح المصلوب المفتوحة للجميع على الصليب هي خير دليل على حبه للبشرية جمعاء. إنه يقبلك، ويعانقك وقت الصلاة، ليعزيك، ويخلصك من غمّك... هو ينتظرك على الدوام، كوعده الصادق: "كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ، وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا" (يو 6: 37). فهل تستجيب لروح أبيك السماوي الذي يحثك على الصلاة؟ وهل ترتمي في أحضانه الإلهية؟ لقد كشف داود النبي شدة أشواقه للأحضان الإلهية المُشبعة والمُروية وقت تعبه، قائلًا: "يَا اَللهُ، إِلهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي، يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ" (مز 63: 1). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تقودنا إلى العزاء والتجديد في أحضان محبة الله الدافئة التي لا تتزعزع |
تصميم |عودوا الى أحضان الله |
إلى أحضان الله |
إن أحضان الله مفتوحة |
أحضان الله |