ن كان السيد قد دخل أورشليم راكبًا على جحش لم يجلس عليه أحد من الناس [2]، إنما يريد أن يقيم كل شيء جديدًا. أراد أن يحطم أعمال الإنسان القديم تمامًا ليقيم فينا هيكله الجديد، الإنسان الجديد الذي يتجدد حسب صورة خالقه (كو 3: 10). فبينما كان اليهود وخاصة قياداتهم المختلفة قد انشغلت بمظاهر العبادة الخارجية، فامتلأ الهيكل من الصيارفة وباعة الحمام، كانت عين الرب تتجه إلى إقامة هيكله جديدًا في النفوس خلال ذبيحته الفائقة، فنسمع صفنيا النبي يقول: "لأن الرب قد أعد ذبيحته وقدس مدعويه... انتقم من جميع الذين يتظاهرون على الأبواب الخارجية الذين يملأون بيت الرب إلههم ظلمًا وخبثًا" (صف 1). وكأن الله لا يبالي بكثرة العدد الذين يتجمهرون عند الأبواب الخارجية بشكليات العبادة وتقديم تقدمات بلا روح، لكنه يود أن يسحب الكل إلى ذبيحته، ويعلن تقديس مدعويه بدمه الطاهر! ويرى القديس كيرلس الكبيرأن اليهود وقد انشغلوا بالطقس الموسوي في عبادتهم في الهيكل لم يمارسوه بالروح بل بالحرف الجامد، فجاء الرب يهدم الحرف ليقيم الروح الجديد.