رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ يَحْمَدُكَ. بَقِيَّةُ الْغَضَبِ تَتَمَنْطَقُ بِهَا. تتمنطق بها: يلبسها كمنطقة، وهي ما يلبس على الوسط إلى أسفل. 1- غضب الإنسان يحمد الله في أربع حالات هي: أ- غضب الإنسان المقدس، أي رفض الشر المحيط به، فيحمد ويشكر ويمجد الله، كما فعل فينحاس الكاهن الذي قتل الزناة، وطهر بيت الله (عد 25: 7،6- 8). ب- غضب الإنسان الشرير الذي يحوله الله إلى الخير، مثل أخوة يوسف الذين غضبوا عليه، وباعوه عبدًا، فحول الله ذلك للخير، ورفعه إلى عرش مصر؛ ليخزن القمح، ويحفظ حياة أبيه وإخوته، وكل العالم المحيط به. ج- غضب الإنسان عندما يتألم لتأديبات الله له، ولكنه يقبل بعد ذلك، ويحتمل برضا هذه الآلام، فتتحول في النهاية إلى خيره، وينال مكان في الأبدية، ويحمد الله أمثال أيوب الصديق. د- غضب الإنسان على نفسه إذا سقط في خطية، فيتوب عنها ويحمد الله، كما فعل داود عندما نبهه ناثان النبي إلى خطيته. بقية غضب الإنسان يتمنطق بها الله، ويقصد هنا غضب الأشرار، فيطيل الله آناته عليهم، ولكن يظل يؤدبهم لعلهم يتوبون. وإن أصروا على الخطية يعاقبهم الله بالهلاك، كما ضرب الله فرعون والمصريين بالضربات العشر، وفى النهاية عندما رفضوا الخضوع له أغرقهم في البحر الأحمر. إن غضب الإنسان في أقوى صورة كان على المسيح الذي أهانه اليهود، ثم صلبوه، فحول الله غضبهم إلى خلاص مقدم للبشرية كلها، وهو أعظم حمد يرتفع إلى السماء، ويتمتع به كل المؤمنين، أما بقية الغضب، يتمنطق به الله، ويؤدب به الأشرار على مدى الأجيال. أما إذا لم يؤمنوا ويتوبوا يلقيهم في العذاب الأبدي. |
|