منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 06 - 2020, 09:20 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,189

شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (ابينا ادم)

واليوم نكمل رحلتنا فهيا بنا اتبعونى يا أصدقاء هيا أرى أبينا آدم هناك عند هذا النهر الصغير
يداعب شبلا صغيرا..
لا تخافوا هيا اقتربوا لنذهب إليه ونتحدث معه...

"وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا"
(تك 1: 26)


*بداية قد لا يعرف التاريخ البشرى شخصيات كثيرة اختلف حولها الكتاب والشعراء
ورجال الدين والعلم والأدب والفلسفة والاجتماع والفن كما اختلفوا حول أبينا آدم،
وقد لا يعرف التاريخ شخصيات كثيرة استعصت على الفكر البشرى،
واختلف الناس فى الحكم عليها، وتنوعت وتباينت نظرياتهم ومذاهبهم
وآراؤهم كما اختلفوا حول أول إنسان ظهر على هذه الأرض....

,*فمنهم من رفعه إلى قمة المجد، وألهه، ومنهم من هوى به إلى أسفل

*كم يكون إذاً فذاً وجميلاً، ونحن نتقابل مع أبينا آدم الأول، أن نقف قليلاً ونسأله من هو؟
وكيف جرب وسقط وعوقب؟وكيف خلص وأخذ طريقه مرة أخرى إلى الفردوس؟

*آدم من هو؟

على أنه مهما تكن الصعوبة في فهم شخصيته، مما لا شك فيه أن الجمال والحكمة
، والعظمة كانت من أظهر صفاته..فهيا بنا اتبعونى يا أصدقاء...

*آه إنه جميل جدا من المؤكد أنه لم يكن جميلاً فحسب، بل هو أجمل رجل خلق على هذه الأرض، قد كان اليهود في التقليد يعتقدون أن الله عندما أراد أن يخلقه ، ونفخ فيه من روحه، ثم أبدعه على الصورة التى تمثل بها، وقد ساير الكثيرون فى هذه الفكرة...

*أخبرنا يا أبانا قالوا أنك كنت أشبه جمال بابن الله على جبل التجلى فهل هذا حقيقى؟؟؟

* من المؤكد أنك كنت تتمتع بجمال مذهل أخاذ، وكيف لا يكون كذلك وأنت ختام عمل الله المبدع في الخليقة؟

* وكيف لا يكون كذلك، وقد صنعك الله بكيفية متميزة متفردة عن غيره من المخلوقات؟

* فهذه كان يقول لها: لتكن فيكون؟ أما هو فقد قال فيه: "لنعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا"

*نعم يا أولادى أنا لم أخلق كغيرى من المخلوقات السابقة، بل جئت نتيجة المشورة والتدبر والحكمة الإلهية الخاصة، أو بلغة أخرى، جئت وليد قرار خاص متميز منفرد عن غيره من قرارات الرب الإله....

*جئت كقطعة فريدة رائعة فى الجمال يضاف إلى هذا كله، أننى خلقت بدون خطية، فخلقت بذلك محرراً من المرض والضعف والوهن والقبح والتشويه والدمامة التى تسببها الخطية..

*أجل لقد غيرت الخطيئة وجهى الجميل البرىء الحلو، ورسمت عليه سحابة قاتمة سوداء من الظلال، بعد أن سلبته النقاوة والدعة والهدوء والبراءة والرقة والبهجة وغيرها من المقومات الأساسية الأصلية لكل جمال ملائكى دائم.

*أبانا الحبيب هل أعطاك الله الحكمة؟؟..


عندما خلقنى الرب الإله ، كنت أكثر فطنة وحكمة من جميع المخلوقات ولكى أبرهن على هذا جاءت لى كل حيوانات البرية وطيور السماء، ودعوتها بأسماء، كما قسمتها جميعاً إلى أجناس وفصائل، ودعوت كل ذات نفس باسمها الخاص كجنسها وفصيلتها..

*العظمة*
وما من شك بأنك كنت عظيماً أليس كذلك؟؟؟
حقا كنت مهيب الطلعة، رائع المنظر، فارع القوام
وقد خلقنى الله على صورته وشبهه إذ قال: "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا"

*الأثمار*..هل كنت وحيدا يا أبى؟؟؟
ما كنت آدم لأبقى فى الأرض بمفردى، بل خلقت على صورة الله، وخلقت ذكر وأنثى،
وخلقت لأنال بركة الله وأثمر وأكثر وأملأ الأرض، وذلك لأننى بالطبيعة التى صنعنى الله عليها أأبى الانفراد والعزلة إذ كنت دائب الحنين للاتصال بالآخرين ...

*أخبرنى كيف جربت وسقطت وعوقبت؟

أصدقائى من واجبنا ونحن نبحث تجربة آدم وسقوطه أن نستضىء بقول الرسول
"وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت" (1تى 2: 14 )...

*لنرى أن التجربة عند أبينا آدم تختلف عنها عند أمنا حواء...

* إذ أن سقوط المرأة كان وليد الخداع "الحية غرتنى"..

* لقد جاءت الحية إلى زوجتى حواء كمن تطلب لها الخير، وتريد أن ترفعها إلى مركز الله
، وأخفت عنها الجنة المهدمة والحزن والشقاء والدموع والمأساة والموت،
وما إلى ذلك مما سيصيب الجنس البشرى على كل الأجيال...

* أما أنا فقد سقطت بعين مفتوحة، فعندما أبصرت حواء تأكل من الشجرة،
دون أن تموت فى الحال، كما كنت أتوقع..

*قد أكون مدفوعاً بحبى لحواء، إذ آثرت أن أموت معها، دون أن تهلك وحدها ...

*العار*لقد جاءتنا الخطية بالخجل والخزى والعار، إذ أدركنا أول كل شىء أننا عريانان،
ولعل هذا أول ما يشعر به المرء عند ارتكاب الخطية...

* ولعل هذا هو الدافع الذى يجعل الإنسان يرتكب الخطية فى الظلام...

"وهذه هى الدينونة أن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور
لأن أعمالهم كانت شريرة لأن كل من يعمل السيئات يبغض النور
ولا يأتى إلى النور لئلا توبخ أعماله" (يو 3: 19- 20)...

*حقا يا أبى إن كلمة الخطية تهدر فى الإنسان كل ما هو إلهي إذ تقتل فيه الكرامة والنبل والإنسانية...
ألم تعريك يا أبى آدم؟ ألم تكشف نوحاً، ألم تغطى داود بالوحل، ألم تحط بأمنون إلى أسفل الدركات....

*الخوف*هل خفت يا أبانا؟
نعم عندما سمعنا صوت الرب الإله ماشياً فى وسط الجنة عند هبوب ريح النهار فزعناً وخفناً جدا ، وهذا ما صنعته الخطية بنا، إذ أظهرتنا فى مظهر الضعيف الأعزل الذى تمسك به حبال آثامه وشروره، فلا يستطيع الهروب من عدل الله...

*مهما حاولنا إلى ذلك سبيلاً، لقد ظننا فى باديء الأمر، أن التعدى والأكل من الشجرة، سيجعلنا مثل الله، وفى مستواه، ولكننا تبينا آخر الأمر، أننا أضفنا إلى ضعفنا ضعفاً، إذ لم نجسر على النظر إلى الله فحسب، بل خشينا حتى من مجرد الاستماع إلى صوته عند هبوب ريح النهار...

*فالخطية يا أولادى توهم المرء على الدوام أنه قوى، وجسور، حتى يرتكبها، فإذا به يكتشف أنه ضعيف، وجبان، وأنه أعجز من أن يواجه نفسه، أو المجتمع، أو صوت الله....

*وقد جاء صوت الله إلينا عند هبوب ريح النهار، أو قبيل الغروب، عندما سكنت الطيور إلى الأعشاش والحيوانات إلى المرابض، ولم تكن هناك نأمة أو حركة، ما خلا الريح التى هبت، وجاء معها صوت الله، قوياً مؤثراً، يبلغ الشغاف والأعماق، وهكذا يأتينا هذا الصوت عندما نرتكب الخطية...

* بقوة لا تغالب أو تناهض، في الحوادث والأحداث التى تمر بحياتنا وفى تأنيب الضمير وعذاباته، وضرباته التى هى أقسى من لذع السياط، أو طعنات السيوف، فننكمش، ونتقلص، ونفزع، وتصنع منا الخطية جبناء

*العداوة*
والخطية سر كل نزاع وخصام وعداوة في الأرض، إذ لا سلام قال إلهى للأشرار، وإذ سقطنا ضعفت المحبة بيننا، فلم تكن في جمالها الأول، كما نشأت بيننا وبين الحية عداوة ...

*لقد فترت محبتى لحواء وهذا يبدو من محاولتى إلقاء العتاب عليها دون أن أهتم بحمايتها أو تحمل ذنبها...

* ولا أنسى أيضاً أننى عندما ذكرتها أمام الله لم أقل "زوجتي" و"حواء" بل قلت "المرأة التى أعطيتنى" مما يدل على أن محبتى لها لم تعد فى قوتها الأولى..

* أما العداوة للحية فقد أضحت عداوة دائمة مستمرة أبدية، ومن المستطاع ملاحظتها إذا ذكرنا العداوة القائمة بين الجسد والروح في الإنسان الواحد، وبين المؤمن وغير المؤمن على طوال الأجيال..

أما العداوة لله فتبدو فى البعد عنه، وعدم الشوق إليه، ومن هنا نعلم لماذا يعيش الإنسان على الدوام في الفزع والرعب والقلق والفوضى وعدم الاستقرار؟

*الموت..


وأجرة الخطية هى موت، لقد متنا فى اللحظة التى سقطنا فيها، وانفصلنا عن الله، لقد متنا فى الحال الموت الروحى والأدبى، إذ لم تعد لنا الشركة الجميلة الحلوة المقدسة مع خالقنا المحب ورأينا القدوس بل لم يعد لنا ذلك الإحساس، الذى ألفناه ودرجنا عليه إحساس الحنين إليه والشوق إلى رؤياه...

* لقد شعرنا للمرة الأولى بأن غبشة من الظلام استولت على عيوننا فلم نعود نميز للمرة الأولى بالفرق بين الحق والباطل، والنور والظلام، والجمال والقبح، والخير والشر، بل شعرنا بما يشبه السم الزعاف القاتل يسرى فى أبداننا فيخدر فى كياننا كل المعانى والحقائق ويقتلنا فى بطء وعذاب وقسوة...

* وإلى جانب هذا كله شعرنا بالموت المادى يأخذ السبيل إلى جسدينا بالضعف والوهن والتعب والمرض والانحلال...

وهكذا أدركنا صدق الله القائل: "لأنك يوم تأكل منهما موتاً تموت".

*الحياة المعذبة*..

لقد طردنا من الجنة فطردنا بذلك من الحياة الوادعة الآمنة المستريحة، ولعنت الأرض بسببنا، فضعفت خصوبتها، وتحول الشطر الأكبر من اليابسة إلى البرارى والصحارى والقفار، وكان على أن أجد لقمتى بالتعب والجهد وعرق الجبين: "ملعونة الأرض بسببك بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك وشوكاً وحسكاً تنبت لك وتأكل عشب الحقل. بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها لأنك تراب وإلى تراب تعود" ...

*وكان على حواء أن تعيش حياتها متألمة كزوجة وأم، وفقدنا سيادتنا على العديد من الحيوانات إذ استضرت وتوحشت...

* وسار الركب البشرى يئن مجهداً مثقلاً متعباً يقول مع يعقوب عن الحياة: "قليلة وردية"

*ومع موسى في مزموره الباكي: "وأفخرها تعب وبلية"
* ومع بولس: "فإننا نعلم أن الخليقة تئن وتتمخض معاً"

*كيف خلصت يا أبانا وأخذت طريقك مرة أخرى إلى الفردوس؟

*لم تنتهى قصتنا بالطرد أو الموت أو الهلاك، وهيهات لها أن تكون كذلك، وقد سبقت نعمة الله فأعدت لنا الخلاص المجانى الكامل العظيم ولعلنا نستطيع ونحن نتابع هذا الخلاص أن نلاحظ...

*إن الله أعلن خلاصنا قبل إعلان عقابنا
وهذا واضح مما نقرأ فى سفر التكوين إذ قال الله للحية، قبل أن يحكم على : "وأضع عداوة بينك وبين المرأة نسلك وبين نسلها هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه"

* أو فى لغة أخرى، إننى سمعت حكم الخلاص قبل أن أسمع حكم الموت...

كما أن الله أعلن خلاصنا بدمه الكريم
لقد حاولنا تغطية الخطية تغطية مشوهة "إذ خطنا أوراق تين وصنعنا لأنفسنا مآزر"

وكنا أول من يعلم أنها لا يمكن أن تبقى أو تستر، أما الله فقد ستر عرينا وخزينا بذبيحة: "وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما" إذ "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة".

*وهنا ندرك أمرين أساسيين أصيلين في الخلاص، أنه أولاً وقبل كل شيء، من صنع الله، والله وحده: "وصنع الرب الإله.." وأنه ليس للإنسان في إعداده وترتيبه أدنى نصيب أو مجهود أو مشاركة، إذ يرجع في جملته وتفصيله إلى فضل النعمة الإلهية المجانية الكاملة.. والأمر الثاني أن الخلاص بالدم، والدم وحده..

*لقد كان الحكم علينا لإتمام الخلاص
فالعقاب الذى أوقعه الله علينا يا أولادى لم يكن لمجرد العدالة الإلهية فحسب، بل كان أكثر من ذلك تحتمه وتلزم به رحمته الفائقة...

*فلو أننا أكلنا من شجرة الحياة ونحن خاطئان، لكانت الحياة لنا أمر عقاب وعذاب، ولكان بقاؤنا فى الجنة هو الجحيم بعينه، ولكن الطرد والتشريد والتعب والألم ولذعة الضمير لهما الباب الضيق والطريق الكرب إلى الفردوس المردود.

*وفى النهاية اقول لكم يا أولادى دعونا إذاً نشكر الله لا على الشمس المشرقة فحسب بل على الغيوم أيضاً ولا على الماء الرقراق بل على الأمواج المزبدة كذلك...

* ولنهتف من الأعماق مع الرسول قائلين
"ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده، لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكراً بين أخوة كثيرين والذين سبق فعينهم فهؤلاء بررهم أيضاً. والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضاً"..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها ( راعي من الرعاة ) شخصيات الميلاد
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها ( ابينا داود )
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها ( إبصان )
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (حواء)
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (*نوح الصبور*)


الساعة الآن 05:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024