وصية المحبة الأخوية هي جديدة بمصدرها، لأنَّها عمل الله فينا: لن يتّسنى لنا أن نكون رحماء مثل الآب السماوي "كونوا رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم" (لوقا 6: 36)، ما لم يسكب الروح في قلوبنا المحبة "لأَنَّ مَحَبَّةَ اللّه أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحَ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنا" (رومة 5: 5). وفي هذه الصدد جاءت صلاة يسوع الكهنوتية "لتكن فيهم المحبة التي إياها أحببتني فأكون أنا فيهم" (يوحنا 17: 26). فالمحبة هي النتيجة الطبيعية لبركة الله، وليست شرطاً لها، إذ إن الوصية تعبِّر عن كيف يجب أن يتصرف الإنسان الذي يعيش فعلا في فرح بركة الله. "لا تَستَطيعونَ أَنتُم أَن تُثمِروا إِن لم تَثبُتوا فيَّ (يوحنا 15: 4).