رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد صدق اللاهوتيّ المعاصر "فون بَلْتَسار لمّا قال إنّ مريم هي "سلطانة الرسل، ولو دون سلطةٍ رسوليّة. فهي شيء آخر، وأكثر"... إنّ حضور مريم في العلّيّة- حيث هي إلى جانب بطرس وسائر الرسل، مُصَلِّيَةً معهم ولهم، بانتظار الروح القدس- هو، من هذا القبيل، بليغ جدّاً... فليتَ التمسُّك بمريم وبمَثَلِها يمنحنا المزيدَ من الحب والحنان والانصياع لصوت الروح القدس! إذن لكان يغتني، من الداخل، تفاني كلٍّ منّا في الخدمة "البُطرُسيّة" في أفسُس، سنة 431، أُعلِنتْ مريم أُمّاً لله كعقيدةٍ مُلزمة. في روما، سنة 1964، أُعلنتْ مريم أُمّاً للكنيسة، ولكن لا كعقيدةٍ مُلزمة. هل من علاقة بين هذين الإعلانين اللذين يفصل الواحد عن الآخر خمسةَ عشر جيلاً؟ في أفسُس، لمّا انتصب كيريلُّس الإسكندريّ في وجه نسطور الرافض لمريم لَقبَ "أمّ الله" (طيوتوكوس) وغير المحتفظ لها إلاّ بلقب "أمّ المسيح" (كريستوتوكوس)، جعل الكنيسة كلَّها تُدرك أنّ من يرفض لمريم لقب "أمّ الله"، إنّما يرفض وحدة الناسوت واللاهوت في أُقنوم الكلمة الواحد، فيرفض بذات الفعل أن يكون ابنها يسوعُ إلهاً لأنّها لم تعد إلاّ أمّ يسوع الإنسان وليست أمّ يسوع الإله... ولمّا أعلن مجمع أفسُس أنّ مريم هي أمّ الله، أعلن الإيمان بالوحدة القائمة بين الإنسان والله في أقنوم المسيح الإلهيّ الواحد. في روما، جعل بولس السادس الكنيسة تُدرك أنّ من يرفض لمريم، أُمّ المسيح، لقب "أمّ الكنيسة"، إنّما بَفسَخ الوحدة القائمة بين المسيح والكنيسة، بين الرأس والجسد، إذ إنّه يجعل، من جهة، يسوع المسيح الرأس الذي أُمّه هي مريم، ومن جهة أخرى، كنيسة المسيح الجسد الذي لا أُمّ له، تماماً كما أنّه، في أفسُس، كان رفض أُمومة مريم الإلهيّة يجعل المسيح الإنسان من جهة، والمسيح الإله من جهة أُخرى... وكما أنّ كيريلُّس الإسكندريّ، في مجمع أفسُس، جعل الكنيسة تُدرك أنّ لقب "أمّ الله" أمرٌ أساسيّ للإيمان المسيحيّ بوحدة المسيح الأُقنوميّة من حيث اللاهوت والناسوت، كذلك في الجمع الفاتيكاني الثاني، جعل بولس السادس الكنيسة تُدرك أنّ لقب "أمّ الكنيسة" أمرٌ أساسيّ للإيمان المسيحيّ بوحدة المسيح والكنيسة، وحدةٍ هي "حجر الزاوية لفهم سرّ المسيح والكنيسة فهماً صحيحاً." فلمّا أعلن بولس السادس مريم أُمّاً للكنيسة، ختمَ وحدة الكنيسة التي هي، حسب تعبير الأُسقف بوسّوِيه، "المسيح المُفاض والمبلَّغ". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مريم هـى أيضـا سلطانة الرسل |
مريم سلطانة الحب |
سلطانة الملائكة مريم |
يا سلطانة الرسل، تضرّعي لأجلنا |
يا سلطانة جميع الرسل صلّي لأجلنا |