منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 07 - 2021, 01:28 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,284

“ناردين خالص” (يو12: 3)

“ناردين خالص” (يو12: 3)

اقترب الصليب “ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا حيث كان لعازر الميت الذى أقامه من الأموات. فصنعوا له هناك عشاء. وكانت مرثا تخدم، وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه. فأخذت مريم مناً من طيب ناردين خالص كثير الثمن، ودهنت قدمى يسوع، ومسحت قدميه بشعرها. فامتلأ البيت من رائحة الطيب” (يو12: 1-3).

هذه الرائحة العطرة هى رائحة موت السيد المسيح رائحة حياة لحياة فى الذين يخلصون ورائحة موت لموت فى الذين يهلكون (انظر2كو2: 15، 16).

موت المسيح هو موت محيى، خالٍ من الفساد. لأنه قدوس بلا خطية. فالموت الذى ماته، قد ماته عن آخرين. وفاحت رائحة محبته بموته فداءً عنا.

لهذا قالت عروس النشيد “مادام الملك فى مجلسه، أفاح ناردينى رائحته” (نش1: 12).

وقالت أيضاً “لرائحة أدهانك الطيبة، اسمك دهن مهراق. لذلك أحبتك العذارى” (نش1: 3).

لقد تصور يهوذا الإسخريوطى أن سكب الطيب على جسد السيد المسيح، هو نوع من الرفاهية، وانتقد هذا الوضع (انظر يو12: 4، 5).

ولكن السيد المسيح فى تواضعه كشف أن هذا الطيب هو لتكفينه، وهو علامة قبوله الموت ودخوله القبر بإرادته. فقبوله لتكفينه وهو حى قبل الموت، هو منتهى الاتضاع..

وقال السيد المسيح دفاعاً عن مريم التى سكبت الطيب: “اتركوها. إنها ليوم تكفينى قد حفظته” (يو12: 7).

لقد حققت مريم أخت لعازر بمحبتها للسيد المسيح وبإرشاد من روح الله، تلك النبوءات الرائعة عن رائحة الناردين فى مجلس الملك “أفاح ناردينى رائحته” (نش1: 12). وما أثمن تحقيق النبوءات فى نشر الإنجيل والبشارة المفرحة بالخلاص لكل العالم. إنه أثمن شئ فى الوجود أن يصدق البشر كلام الإنجيل.

وقد ظلت رائحة الناردين الخالص الكثير الثمن عالقة بجسد السيد المسيح حتى وهو على الصليب. لأن اسم المخلص هو دهن مهراق يجتذب بالحب إليه جميع شعوب الأرض الباحثة عن خلاص الله.

هوذا ملكك يأتيك وديعاً تعوَّد الملوك أن يمتطوا الجياد المطهمة، أى أن يعتزوا بركوب الخيل عند دخولهم إلى مدينة ملكهم. خاصة حينما يدخل الملك دخولاً انتصارياً، ويحتفل الشعب بدخوله المنتصر..

هكذا دخل الملك المسيح إلى مدينة ملكه أورشليم فى يوم أحد الشعانين، وهو يستعد للفصح الحقيقى بتقديم نفسه ذبيحة عن حياة العالم، ليعبر المفديون من الموت إلى الحياة.

ولكنه لم يدخل راكباً على فرس أو على حصان، بل دخل راكباً على أتان وعلى جحش ابن أتان، كما هو مكتوب “ابتهجى جداً يا ابنة صهيون، اهتفى يا بنت أورشليم، هوذا ملكك يأتى إليك، هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان. وأقطع المركبة من أفرايم والفرس من أورشليم، وتُقطع قوس الحرب. ويتكلم بالسلام للأمم وسلطانه من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصى الأرض” (زك9: 9، 10).

دخل السيد المسيح راكباً على الأتان وليس الفرس، لأنه رئيس السلام لا الحرب. ولأنه ملك وديع ومتواضع القلب، فلا يهتم بمظاهر العظمة الخارجية، بل بالانتصار على العدو الحقيقى للإنسان الذى هو الموت، الذى جاء السيد المسيح ليحررنا من سلطانه.

كان الفرس يرمز إلى الحرب، مثلما قيل فى سفر الأمثال “الفرس معد ليوم الحرب. أما النصرة فمن الرب” (أم21: 31). ولهذا شبه الرب النفس المجاهدة بقوة الفرس “لقد شبهتك يا حبيبتى بفرس فى مركبات فرعون” (نش1: 9).

والسيد المسيح قد حارب الشيطان روحياً بقوة، وانتصر عليه حينما تجسد لأجل خلاصنا. ولكنه حاربه وهو متشح بالاتضاع. فلم تكن عظمة السيد المسيح هى العظمة الظاهرة بل الخفية “ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض، والجالس عليه يدعى أميناً وصادقاً وبالعدل يحكم ويحارب. وعيناه كلهيب نار، وعلى رأسه تيجان كثيرة، وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو. وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله” (رؤ19: 11-13).

وأيضاً جنود السيد المسيح الذين يتبعونه، رآهم يوحنا الإنجيلى فى رؤياه وقال عنهم “والأجناد الذين فى السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض، لابسين بزاً أبيض ونقياً” (رؤ19: 14).

هكذا فمن الناحية المنظورة دخل السيد المسيح أورشليم راكباً على أتان وجحش ابن أتان، ولكنه من الناحية الروحية فقد كان يمتطى فرس الغلبة والانتصار على إبليس، فى أعظم معركة سجلتها البشرية، وخرجت منها منتصرة غالبة بدم الحمل كلمة الله المتجسد.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
العشاء الثاني: (يو12)
"فأخذت مريم منًا من طيب ناردين خالص كثير الثمن، ودهنت قدمي يسوع، ومسحت قدميه بشعرها، فامتلأ البيت من
مريم تدهن قدمى المسيح بمن من طيب ناردين خالص كثير الثمن
ناردين خالص (يو12: 3)
إن كان أحد يخدمني فليتبعني (يو12: 26)


الساعة الآن 04:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024