رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَيِّلَةِ الصُبْحِ أُخبر باسمك إخوتي. في وسط الجماعة أُسبحك ( مز 22: 22 ) التعبير «على أيِّلَة الصُّبْحِ» لم يَرِد في كل الكتاب إلا في عنوان مزمور22. فمنطقة يهوذا، التي تقع فيها قرية بيت لحم، حيث ترَّبى داود، هي منطقة مُحاطة بالجبال، وكثيرًا ما سهر داود يحرس أغنامه على تلك الجبال، وبالتالي كان يستمتع بمنظر الشمس وهي تُشرق. وكان داود يتخيل أشعة الشمس أول ما تظهر له من خلف جبال يهوذا الشرقية كأنها قرون الإيّل. فدعا الشمس المُشرقة «أيِّلة الصبح». وثمة مُشابهات عديدة بين المسيح، وبين الأيّلة الجميلة المُسالمة: (1) فالإيّل من الحيوانات الطاهرة (لا11)، وهكذا عاش المسيح في الأرض، فهو «قدوس بلا شر ولا دنس» ( عب 7: 26 ). (2) الإيّل يهوى حياة البراري ( نش 2: 5 )، وهكذا كان المسيح «في الصباح باكرًا جدًا قام وخرج إلى موضع خلاء، وكان يصلي هناك» ( مر 1: 35 ) (3) كلمة «إيِّل» مُشتقة من لفظ الجلالة «إيل» الذي يعني ”قوي“، هذه القوة التي ظهرت في حياة المسيح في أعماله الفائقة والخارقة التي نسميها معجزات ( يو 20: 30 ). (4) يمتاز الإيّل بأنه رقيق ووديع. وهكذا كان المسيح الذي قال: «تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب» ( مت 11: 29 ). وعلى الرغم من قوته التي ظهرت عندما طرح كل الآتين للقبض عليه بكلمة خرجت من فمه، فإنه في وداعته تركهم يوثقونه ( يو 18: 4 - 12). (5) يتميز الإيّل بأشواقه وتلهفه إلى المياه ( مز 42: 1 )، وهكذا كان المسيح «في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلاً» ( مز 1: 2 ). (6) بالإضافة إلى ما سبق، فإن أيّلة مزمورنا هي «إيّلة الصبح»، هو تعبير يُشار به إلى شروق الشمس من جديد بعد مغيب. فكأن الشمس ماتت في الليل، فاتشحت الطبيعة بالسواد وأتى الظلام، ولكنها في الفجر قامت من جديد فملأت الأرجاء. والمسيح بعد أن مات، وفي ظلام القبر بات، فإنه قام ناقضًا أوجاع الموت. (7) وأخيرًا كان المسيح بحق، وبكل معنى الكلمة «أيّلة مُسيَّبة، يعطي أقوالاً حسنة» ( تك 49: 21 ). وتذكّرنا تلك الأيّلة المُسيَّبة، بالمسيح وقد انسل من أكفان القبر وقام من الأموات، وبعد قيامته أعطى الأقوال الحسنة «أُخبر باسمك إخوتي. في وسط الجماعة أُسبحك» ( مز 22: 22 ). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أَيِّلَةِ الصُبْحِ 2 |
أَيِّلَةِ الصُّبْحِ |