رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة تريزا الأفيلية 1515 - 1582 عيدها في 15 تشرين الأول أهم الأحداث في حياة القديسة تريزا الأفيلية 1515: في 28 آذار في مدينة آفيلا (إسبانيا) مولد تريزا دي أهومادا أي ثيبيدا. عُمِّدت في 4 نيسان، يوم تدشين دير التجسد للراهبات الكرمليّات في المدينة. 1522: محاولة هربها مع أخيها رودريغو إلى "بلاد المغاربة" للإستشهاد. 1528: موت والدتها بياتريث دي أهومادا. 1531: دخولها دير ومدرسة سيّدة النعمة كطالبة داخلية. 1528-1531: إقبالها على مطالعة كتب الفروسية. 1532:مرضها وخروجها من دير سيّدة النعمة. 1533-1535: نضوج دعوتها الرهبانيّة بتأثير صحبة عمّها بدرو ومطالعة رسائل القديس إيرونيموس. 1535: 2 تشرين الثاني: هربها من البيت ودخولها دير التجسد. 1536: 2 تشرين الثاني: إتّشاحها بالثوب الرهباني. 1537: 3 تشرين الثاني: إبرازها النذور في دير التجسد 1538: مرضها الخطير: تخرج من الدير للمعالجة؛ تطالع الأبجدية الثالثة للاريدو. 1539: تعود في تموز إلى آفيلا. قبيل عيد انتقال السيّدة (15 آب) تُصاب بغيبوبةٍ طويلةٍ أربعة أيام فيظنّونها ميتةً. ثم تستفيق، وتعود الى دير التجسّد، وتبقى ثلاث سنوات كأنها كسيحة. 1541: اغناطيوس دي لويّولا يؤسِّس جمعية اليسوعيين. 1542: شفاؤها بفضل القديس يوسف. ولادة خوان دي ييبس (القديس يوحنا الصليبي). 1543: موت والدها، بناءً على نصيحة معرِّفِها الأب بارّون، تعود إلى حياة التأمّل. 1544- 1554 حياة تريزا تتأرجح بين الحرارة والفتور. 1554: أمام تمثال المصلوب المثخن جراحاً تحوُّلٌ جذريٌ في حياتها. 1554-1560: تتضاعف الظواهر الخارقة، كالانخطافات والرؤى والأحاديث، وتأمّل السكينة والإتحاد. 1556: نعمة الخطوبة الروحية. 1557: لقاؤها القديس فرنثيسكو بورخا (فرنسيس بورجيا). 1559: أول رؤيا حظيت بها عن المسيح. رئيس محاكم لتفتيش يمنع الكتب الروحية باللغة الإسبانية لمحاربة المُنوَّرين alumbrados، وهم جماعة من المشعوذين. |
25 - 09 - 2014, 02:40 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديسة تريزا الأفيلية
1560: رؤيا جهنَّم. رؤيا الكاروبيم يطعنها الحبّ الإلهي. مشروع تأسيس دير القديس يوسف للإصلاح . لقاء القديس بدرو دي ألقنطره. تكتب التقرير الأول. رؤيا المسيح القائم من الموت.
1562: تقضي فترةً في منزل السيّدة لويسا دي لاثيردا في توليدو. حزيران: تنتهي من وضع كتاب السيرة. آب: تأسيس دير الإصلاح على اسم مار يوسف في آفيلا. تباشر كتابة طريق الكمال. 1563: آب: تنتقل إلى دير القديس يوسف، حيث تكتب رسوم الراهبات الكرمليّات الحافيات. 1565: تنتهي من كتابة السيرة، صيغةً ثانيةً أي الحالية. 1566: تكتب خواطر في حبّ الله. 1562-1567: فترات راحة وسلام وتأليف في دير مار يوسف في آفيلا. شعورها بضرورة وجود رهبان يمارسون نمط الحياة السائد في دير القديس يوسف. 1567: رئيس العام يفوِّضها تأسيس أديرة مثل دير القديس يوسف. آب: لقاؤها الأب يوحنا للقديس متيّا، وإقناعُه ببدء الإصلاح بين الرهبان. سلسلة الأديار المؤسَّسَة: 1567: مدينا دِل كمبو. 1568: مالاغون-فاليادوليد. دورويلو للرهبان. 1569: توليدو وبإسترانا. 1570: سلمنكا. 1571: البا دي تورمِس. تُعيَّن رئيسة على دير التجسد في آفيلا. 1573: تباشر تدوين التأسيسات. 1574: سيقوفيا. تعود إلى دير مار يوسف. 1575: بياس وأشبيلية. قضاة التفتيش يصادرون مخطوط كتاب السيرة. 1577: 2 حزيران - 5 تشرين الثاني: تكتب المنازل أو القصر الداخلي. يشتدّ الاضطهاد على تريزا وراهباتها ورهبانها مدّة سنتين، ثمّ بعدها تكوينُ اقليمٍ مستقل للكرملِّين الحفاة. 1579-1582: زيارة الراهبات وتأسيس الأديار. 1580: تأسيس دير فيلانويفا. 1581: تأسيس دير صوريا. انتخاب تريزا رئيسة على دير مار يوسف. 1582: نيسان: تأسيس دير بورغوس. 20 أيلول: تصل مريضةً منهوكةً إلى ألبا دي تورمِس Alba de Tormes، وتلزم الفراش. 4 تشرين الأول : عند التاسعة مساء تفيض روحها "ابنة الكنيسة". 1583: يُفتح التابوتُ ويُنقل جثمانُها إلى آفيلا. نشر كتابها طرق الكمال. 1586: بأمرٍ بابويّ يُعاد إلى البا دي تورمِس حيث يَرقد الآن. 1588: نشر مؤلفاتها الكاملة بدعم الأب يوحنا الصليبي، وإعداد الأب لويس دي لِيُون الأَغسطيني. 1614: البابا بولس الخامس يعلنها طوباوية. 1622: البابا غريغوريوس الخامس عشر يعلنها قدّيسة. 1970: 27 أيلول البابا بولس السادس يعلنها أول امرأة "معلّمة الكنيسة".[1] |
||||
25 - 09 - 2014, 02:40 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديسة تريزا الأفيلية
مقدمة
يعجُّ القرن السادس عشر بالقديسين والقديسات الذين ملأوا الدنيا بعبير قداستهم، أمثال تريزا الأفيلية والقديس يوحنا الصليب والقديس اغناطيوس دي لويولا والقديس فرنسيس بورجيا وغيرهم.غير أن تريزا تبقى في طليعة هؤلاء القديسين لما امتازت به من شخصية جذّابة وقويّة، إذ أقدمت على إصلاحٍ شامل للرهبانيّة الكرمليّة بفرعيها النسائي والرجالي، وتركت لرهبانيتها وللكنيسة جمعاء، تراثاً ضخماً من أعمالٍ وإنشاءات وكتابات واختبارات روحية، وضعت تريزا في مصاف كبار معلّمي الكنيسة، وبين كبار مؤسّسي طريق الكمال المسيحي. هناك أكثر من قديسة تحمل اسم تريزا، لمعت في سماء الكرمل والكنيسة:الأولى هي تريزا الأفيلية، إسبانية من مواليد القرن السادس عشر. والثانية هي تريز دي ليزيو، فرنسية، من مواليد القرن التاسع عشر. الأولى هي تريزا ليسوع، الأم الكبيرة، مصلحة رهبانيّة الكرمل، ومعلّمة الكنيسة (1970)، والثانية هي تريز الطفل يسوع، الإبنة البارة لتريزا ليسوع التي شقَت درب الطفولة الروحية وملأت الآفاق بنعمها وأعاجيبها (1873-1897) وقد أعلنتها الكنيسة "معلّمة لها" سنة 1997 على مثال أمها الروحية تريزا. تريزا ليسوع الأندسية، تريزا بنديكتا للصليب، تريزا ماريا للصليب... |
||||
25 - 09 - 2014, 02:40 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديسة تريزا الأفيلية
مولد تريزا وحداثتها
ولدت تريزا دي اهومادا سنة 1515 في مدينة آفيلا في إسبانيا، من أبوين من أشراف تلك البلاد. فعكفا على تربية عائلة كبيرة، ضمّت ثلاث أَخوات وتسعة إخوة، تربيةً مسيحية أثّرت بتريزا تأثيراً بالغاً. فنشأت متوقِّدة الذهن، مشتعلةً حماسةً لإيمانها المسيحي. وخير دليل على تلك الحماسة، أنها، وهي في السابعة من عمرها، أقنعت أخاها الأكبر منها سنّاً، ويدعى رودريك، واقتادته إلى بلاد المغاربة، مبتغية بذلك أن يموتا شهيدين من أجل المسيح، وينالا إكليل المجد الذي لا يزول. غير ان عمّهما فرنسيسكو، التقى بهما صدفة على طريق مدينة سلامنكا وارجعهما إلى البيت الوالدي. وعندما أخذ العم يلوم الفتى رودريك، لكونه الأكبر سنّاً، أجاب عمّه: "ان الصغيرة هي التي اقنعتني واقتادتني إلى ذلك العمل". ولمّا توجه العم بالملامة إلى تريزا أجابته: "كنت أريد أن أرى الله، ولكي أراه كان يجب أن أموت". هذا، ومنذ حداثتها، كانت ألعابها وتسلياتها تقوم على بناء صوامعَ وأديارٍ في الرمل والتراب، وتنحني بالقرب منها للصلاة. وكانت والدتها تنفرد بها في أمسيات الشتاء، فتحدّثها عن محبّة الله، وعن التعبد لمريم العذراء، وعن الفرسان الأبطال ومغامراتهم. وقد أخذت، وهي في سن العاشرة، تقرأ قصص الفروسية وتتحمّسُ لها. |
||||
25 - 09 - 2014, 02:41 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديسة تريزا الأفيلية
تريزا في عمر المراهقة:
كانت تريزا في الثالثة عشرة من عمرها عندما فقدت والدتها. فأحسّت بالضياع. ولكنّها ذهبت وانطرحت أمام تمثال السيّدة العذراء، مصليةً بدموع حارة، طالبةً من العذراء أن تكون من الآن فصاعداً أمَّها... انقضت أيام الحزن، فانصرفت تريزا للهو والتبرّج. فأخذت تتزيّن وتظهر بمظهرٍ جذّاب، شأنَها شأنَ كلّ بناتِ جنسها، إلى أن أحبّها وعشق جمالها أحد أولاد عمّها. ففقدت تقواها، وفترت عبادتها، وجعلت همَّها في تجعيد شعرها، وتعطير ثيابها، والإدمان على مطالعة سير الفروسية والحبّ، كما ابتعدت عن الكنيسة وحضور القداس. وعندما شعر الوالد التقي بما يتهدّد ابنته من مخاطر، قرر إنقاذها. فوضعها كطالبة داخلية في مدرسةِ الراهبات الأوغسطينيات في دير "سيّدة النعم". فما لبثت تريزا أن عادت إلى جو الصلاة والتقوى وتذوّقِ أمورِ الروح... ألم يقل المثل: "قل لي من تعاشر أقل لك من أنت!" وفي الدير، أخذت تريزا تتأرجح بين خيارين: "الله والعالم" ولكنّ طرقَ اللهِ وأحكامَه غيرُ طرقِ البشر وأحكامِهم. فانتابها المرض بعد سنة ونصف، وغادرت المدرسة، وأقفلت راجعة إلى بيت والدها. فوجدت أيضاً أن حياة الدنيا لا تُشبعُ نهمها إلى المطلق... فأخذت تفكّر طويلاً وتقول: "حقاً، إن كلَّ شيء عدم. والحياة قصيرة وزائلة"!. عندها أخذت تشعر بميلٍ عميق إلى الحياة الرهبانيّة، الى حياة الزهد والابتعاد عن العالم. |
||||
25 - 09 - 2014, 02:41 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديسة تريزا الأفيلية
تريزا الراهبة الكرمليّة في دير التجسد
كانت تريزا بعمر 18 سنة، عندما قررتِ الدخولَ إلى دير التجسد الكرملي في مدينة آفيلا، عازمة أن تعيش لله وحده بكلّ قواها. لقد كانت خطوتُها الحاسمة. فدخلت الدير. وكانت تظنّ أن الحياةَ فيه صعبةٌ للغاية. ففوجئت، وهي ضمنَ الدير، بسهولة الحياة الرهبانيّة، التي كانت الراهبات الكرمليّات يعشنها: فالقانون سهل، والراهبات يعشن حياة الرخاء والإكتفاء، ملابس فخمة، مآكل، إجتماعات، زيارات، خروج من الدير، وبكلمة مختصرة، حياتُهن حياةُ تقوى عادية مثلُ أيِ مسيحي كان. وكلّ ما يميّزَهُنّ عن غيرهنّ، حياةُ البتوليّة. فأخذت تريزا تتساءل في نفسها وتقول: أين التجرّد في الحياة الرهبانيّة! أين الإماتة والتواضع! أين التفرّغ المطلق لله والصلاة! أين لذّة الطاعة وأجرُها! أين الفقر الرهباني!... كيف لا تتساءل، وفي الدير ذاته، راهباتٌ غنيات، وأخريات فقيرات. والمعاملة لم تكن متساوية للجميع. والحالة هذه كانت سائدةً في غالبية أديار الكرمليّات. ولكنّ العناية الإلهية كانت تُعِدُّ تريزا لعمل خطير، لقداسةٍ سامية، لتغييرِ مسلك تلك الأديرة وإصلاحها، فتعودَ لتصبحَ معاقلَ لحياةِ التقشف، والانقطاع عن العالم وإغراءاته، أماكنَ للصلاةِ والتأمّل، كما كانت منذ نشأتها الأولى. |
||||
25 - 09 - 2014, 02:41 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديسة تريزا الأفيلية
وفي مطلع عام 1554، قرأت تريزا كتاباً بعنوان "اعترافات" للقديس أغسطينوس. هذا الكتاب الزاخر بمحبّة الله، الطافح بالندامة والرجوع إليه تعالى... فانفتحت عيناها على الأسرار العليا، وبدأت تحيا من جديد حياة الصلاة والحرارة والإماتة. وأخذت تقول: "حسبي الله". "الله وحده يكفيني". وعملت على إصلاح ذاتها قبل إصلاح غيرها. فعكفت على التأمّل والصلاة العقلية. وأخذت تختبر حالاتٍ من الانخطاف والأعراض الخارقة. فلجأت إلى استشارة لاهوتيين كبار، من يسوعيين ودومنيكان وفرنسيسكان، فطمأنوها إلى أن هذا كلّه مصدرُهُ الله، ولا خوف عليها... وأخذ الربّ يسوع يظهر لها، ويضرم قلبها بنار حبّه الإلهي، حتى إن أحد الملائكة طعنها بحربةٍ نارية اخترقت فؤادَها فألْهَبَهُ بنارٍ من الحبّ كادت لا تُطيق تحمّلَ لظاه.
هذا، وقد بدأت تميت جسدها بشتى أنواع الإماتات. فكانت تلبس المسح الخشن وتزنّر جسدها بحزام من معدنٍ مسنّن، وتصوم وتصلّي، حتى أصبح جسدُها أسيراً لنفسها المتعطشة لله، المشرقة بالأنوار السماوية... |
||||
25 - 09 - 2014, 02:41 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديسة تريزا الأفيلية
إصلاح الكرمليّات:
في أيلول سنة 1560 كانت جماعة من الراهبات تتحدث مع تريزا في غرفتها في دير التجسد. وكان الحديث يدور حول الحياة الرهبانيّة وضرورة تأسيس دير جديد، تعيش فيه الراهباتُ الكرمليّات بموجب القانون الكرمليّ المتشدّد. فأخذت تريزا تفكّر بهذا الأمر مستعينة بالصلاة وطلب النور من العلاء. وبعد أيام نالت موافقة رئيسها الإقليمي الكرملي، ومن بعده موافقة روما. فاشترى لها ذووها بيتاً، عملت تريزا على ترميمه وإصلاحه، ليصبح مؤهّلاً لسَكَنِ الراهبات. ووضعت هذا الدير الجديد تحت حماية القديس يوسف، وقد كانت شديدة التعبد لهذا القديس. فأقيم فيه القداس الإلهي. وعُرض القربان المقدّس، بعدما انتقلت إلى هذا الدير الجديد أربعُ راهبات. كما توشّحت أربعٌ من المبتدئات بالثوبَ الرهباني. ووُضع حِصْنٌ للدير فَفُصلَ عن العالم. وأخذت الراهبات والمبتدئات، بإشراف تريزا، يعشن حياةَ الفقر والتأمّل والصمت والعمل. وعكفت تريزا في هذا "البيت-الدير" الجديد، على القيام بالأعمال اليومية، من طبخ وكناسة وغسل. وبنت في البستان مناسك للإختلاء والصلاة. وكان همّها الأول تنشئة المبتدئات، تلك التنشئة الرهبانيّة الأصيلة... ولهذا الغرض كتبت كتابها "طريق الكمال". فزاع صيت ذلك الدير وازداد من جهة، عدد الراغبات في حياة ذلك الدير الجديد، كما ازدادت المقاومة من جهة أخرى لهكذا عمل وهكذا إصلاح. ولكنّ تريزا كانت واضعة هدفها الإصلاحي نصب عينيها. فالخطوة الأولى صعبة من دون شك. ولكنّها عزمت على تخطّي جميع العقبات، متكلةً على نعمة الروح وقوّته. فطبّقت القانون المتشدد-واضعةً صرامةً شديدةً في الطعام واللباس، وفي ساعتيّ تأمّل عقلي في اليوم، وفي حياة انقطاع تام عن إغراءات العالم. والإقلال من الاجتماعات والزيارات والخروج من الدير. |
||||
25 - 09 - 2014, 02:41 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديسة تريزا الأفيلية
وكان بعد مدة أن مرّ من هناك الرئيس العام للرهبانيّة الكرمليّة الأب روبير، فأُعجب بذلك النمط الجديد، ورعى مشروعَها، وشجّعها على بناء وإصلاح أديارٍ أخرى. فوُلد الدير الثاني في "مدينة دل كمبو" Medina Del Campo
ولكنّ تريزا أدركت أن الحياة الرهبانيّة الأصيلة وتطبيق القانون الأولي المتشدّد، لن يتحققا إلاّ بانضمام الرهبان أيضاً إلى هذا الإصلاح... فكتبت تريزا بهذا الخصوص إلى الرئيس العام الأب روبير فسمح لها بتأسيس أديرة للرهبان الكرمليّين الذين يعيشون بدورهم حياة الرخاء والتساهل في شتّى الميادين. وبدأت تريزا تبحث عن رهبان كرمليين تنسجم أفكارهم وأفكارها لمساعدتها في عملية إصلاح الفرع الرجالي. فحظيت بمعرفة راهبين هما يوحنا الصليب وأنطونيو دي هيريديا، اللذين أخذا عهداً على نفسيهما في مساعدتها بعملية الإصلاح هذه... وفي هذا الوقت كانت عملية تأسيس وإصلاح أديرة الكرمليّات قائمة على قدم وساق، ومتلاحقة دون هوادة لمدة خمس عشرة سنة، بهمّة قل نظيرها، ساخرةً بالأتعاب والأسفار الطويلة، غير عائبة بالحرّ أو البرد، ممتطيةً بغلةً أو راكبة عربة. فأسّست 16 ديراً للكرمليّات. وكانت تقوم بنفسها بجميع قضايا الإشراف على البناء أو الترميم، وقضايا الإستئجار أو الشراء أو المعاملات مع السلطات المدنية والدينية، كما كانت تقتني دفتر الحاسبات، وتبحث عن الأموال الضرورية للبناء. وفي الوقت ذاته كانت تتحمّل الكثير من المضايقات ضد الرهبانيّة المصلَحة، فتزور كلَّ أديرتها، وتستمع إلى كلّ راهبةٍ بمفردها، وتشجّعُ الجميع، خصوصاً المبتدئات. وفي الليل كانت تتفرّغ للكتابة والمراسلات وتكريس وقتٍ طويل للصلاة واستمداد العون من العلاء. |
||||
25 - 09 - 2014, 02:42 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديسة تريزا الأفيلية
إصلاح الكرمليّين
همّ تريزا الكبير، كان إصلاح الفرع الرجالي للكرمليين، إذ بهذا يصبح عندها كهنةً مرشدين ومعرّفين للكرمليّات. فالتقت، كما أشرنا، بكرملي شاب، هو يوحنا الصليب (1542- 1591) الذي طلب من الرئيس العام الأب روبير أن يسمح له باتّباع القانون المتشدّد. فكان هناك حديث وانسجام بالأفكار بين تريزا ويوحنا. فأطلعته تريزا على نوع الحياة في أديرة الكرمليّات، وعلى نوعية القانون والتقشّفات وممارسة المحبّة الأخوية والتأمّل والصلاة والفرص المشتركه داخل الدير، تلك الحياة التي يسودها الفرح والبشاشة... فكان يوحنا منسجما تمام الإنسجام مع الروحانية الجديدة... وتمّ تأسيس أول دير للكرمليين المتشدّدين، في 28 تشرين الثاني 1568. وسكنه ثلاثةُ رهبان: يوحنا الصليب، والأب انطوان ليسوع، وأخ آخر... وبعد أشهر زارتهم تريزا. فاندهشت من حياة هؤلاء الكرمليّين المتشدّدين: حياة الفقر، حياة التمسّك بالقوانين، حياة الصلاة والتأمّل. ومجّدت الله على ذلك. وما لبث الكرمليون الجدد أن فتحوا داراً للإبتداء في مدينة (باسترانا) لاستقبال الدعوات. ولكنّ هذه الخطوة كانت شاقّة وعسيرة. لا بل لاقت مقاومات عنيفة، خصوصاً من جهة الرهبان، الذين رفضوا أن تقوم امرأة بإصلاحهم. لا بل اتخذت هذه الخطوة طابع الإضطهاد، إذ إن المناوئين لهذه الحركة الإصلاحية المتشدّدة، توصّلوا إلى حجز تريزا في أحد الأديرة وإلى اختطاف يوحنا الصليب وزجّه في سجن دير طليطلة، ومعاملته أقسى معاملة. وازداد الإضطهاد، مما دفع الكرمليّين الحفاة إلى إقامة إقليم منفصل عن الكرمليّين الملطّفين (العائشين حسب القانون الملطف السهل). وسنة 1586 أصبحوا رهبانيّة لها حكمها الذاتي. وسنة 1593 أصبحوا رهبانيّة مستقلّة تماماً. رغم الإضطهاد، لم تستسلم تريزا لليأس، بل واصلت الكفاح بعناد وجرأة من أجل متابعة هذه المسيرة الاصلاحية. وأخذت تكتب وتنصح وتوبّخ. وكتبت إلى الرئيس العام الأب روبير، وإلى الملك فيليب الثاني. كما أنها عكفت على كتابة كتاب روحي نفيس عنوانه "الصرح الداخلي". واستأنفت أسفارها وإصلاحاتها، وقوّة الروح تؤيّدها وتدفعها دوماً إلى تخطّي العقبات... لا، بل كلّما زادت الصعوبات كلّما أمعنت في الصلاة والجلوس ساعاتٍ طوال في حضرة الله، مستمدةً منه العون والسلام واليقين والطمأنينة. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة تريزا الأفيلية عن القديس يوسف |
زوادة اليوم: من أقوال القديسة تريزا الأفيلية : 2 / 10 / 2019 / |
زوادة اليوم: من أقوال القديسة تريزا الأفيلية |
القديسة تريزا الأفيلية |
أقوال القديسة تريزا الأفيلية |