كتاب الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس - المقدس يوسف حبيب
الأنبا صرابامون في السجن
.. صعد الأنبا صرابامون نحو المدينة تتبعه الجموع صائحين: "لا يوجد إلا اله القديس صرابمون". وفي حضرة الحاكم قال: "اخز يا أريان Arien، لأن آلهتك ليست بآلهة؛ ولكن إلهي أنا اله مقتدر يسمع صوت خدامه" فأمر أريان أن يقتادوه إلى السجن انتظارًا لتقرير ما يفعله به.
فلما دخل السجن، وجد أناسا كثيرين؛ فقبلهم جميعا من الصغير إلى الكبير وقال لهم: "اصبروا يا إخوتي، لأنه لا معاناة من الجهاد كل الأيام، فأبدوا خضوعهم وقالوا له: "يا سيدنا، صل من أجلنا حتى يرسل الحاكم في طلبنا، ونقبل عذابات خفيفة لأجل اسم ربنا يسوع المسيح". فرد: "يا إخوتي، غدا في هذه الساعة تكملون جهادكم، وتأخذون إكليلكم إلى الأبد"،وقام في وسطهم وصلى؛ وكان أطول منهم جميعا بارتفاع رأس إنسان:
يا رب أنت القضيب الذهب الذي في يدي الآب، إكليل الفرح الذي للآب، أرسل ملاكك لكي يعيننا إلى أن نكمل جهادنا ونخزى الحاكم. أيها الرب القادر على كل شيء، الجالس على مركبة الشاروبيم، والسيرافيم أمامه وقوف، أنت الذي أعطيتنا نعمة قبول إكليل الشهادة، أعنا الآن يا ربنا يسوع المسيح".
وكان في السجن أرخن معه ستمائة رجل طرح نفسه عند قدمي الطوباوي الأنبا صرابمون قائلا: "يا سيدي الآب، اصنع معنا رحمة وضمنا إلى الصفوف". فسأله الأنبا صرابون: "لماذا زجوا بكم في السجن؟" فرد عليه: "إننا في السجن من أجل ضرائب نحن مدينون بها". فقال له: "إذا دفعتموها هذه المرة فلن يطلبوها منكم مرة أخرى. قال: "نعم" فقال له: "إذن فاتبعني والتصق بإلهي وستصير عضوًا في المسيح " فقال له الأرخن: "صل من أجلن لكي نكون مستحقين".